يحيى نوري - كثيرون هم من يرون في معرض تحليلاتهم وتقييمهم للاوضاع ان السعودية اكثر قدرة على قراءة اليمن والفهم العميق لتطوراته وتداعياته بحكم تعاملها المستمر مع اليمنيين بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم، ويعززون رأيهم هذا من باب الاخفاق الاماراتي باليمن والذي دفع بها الى اعلان انسحابها الجزئي او التكتيكي -سمّوه ماشئتم- في معرض مقارناتهم بين السعودية والامارات مع الاشارة الكاشفة لهذا الاخفاق واعتباره سيد الادلة في مصداقية ماذهبوا اليه من زعم..
وازاء ذلك نقول لهؤلاء : لو ان السعودية وعقليتها السياسية كما تقولون الاكثر قراءة للواقع اليمني لما وجدناها تنزلق هذا الانزلاق الخطير في اطار عدوانها على اليمن وعاصفتها التي تبددت في سهول وجبال اليمن وكانت سببا في ان تفتح عليها بابا من ابواب جهنم والمتمثل في افظع عملية ابتزاز تواجهه من قبل مختلف القوى بالعالم، التي مازالت تستنزف مقدراتها المالية كثمن لسكوتها عما تفعله باليمن من تدمير وقتل خارج اطار القانون الدولي وجرائم حرب بكل ماتعنيه الكلمة..
واذا كان هناك عقلية تقرأ اليمن بعمق فلماذا لانجد حتى بقايا لهذه العقلية تدفعها نحو مراجعة موقفها وبالتالي تتخذ قرارا يخرجها مما اوقعت نفسها فيه في وحل بات يهدد كيانها وفقاً لقراءات استراتيجية صادرة عن معاهد ومراكز تُعنى برصد وتحليل منطقتنا في إطار علمي ومهني..
وعليه اذا كانت الامارات وبقرارها الاخير المتمثل بالانسحاب وما تروج له حالياً من تدشين لمرحلة السلام باليمن كما تدعي فإنها بهذا القرار الذي لن يعفيها مطلقا مما ارتكبته بحق اليمن وبنيتها التحتية ومن قتل ابنائها وتشريدهم والاضرار بسلمهم الاجتماعي فإنها على مايبدو فهمت التطورات من حولها وحاولت ان تنجو بنفسها مما هو اخطر، وبالتالي ان تم ذلك حقيقة فقد أعملت عقلها وعملت مالم تعمله السعودية التي مازالت في نظر هؤلاء المحللين الاكثر والاقدر قراءة اليمن، وهي قراءة لاتعدو عن كونها تتم بالمقلوب فقد ضلَّت طريقها وتركها العالم رغم ابتزازه لها تغرق في اليمن غرقاً ستكون له مآلاته الكارثية على حاضرها ومستقبلها الذي بات أفوله قريباً جداً.
|