حسـن عبدالـوارث -
❊ قلنا مليون مرة إن الأفيال قوية الذاكرة، فيما الفئران ضعيفة الذاكرة- قلنا بليون مرة أن من ينظر بأن هذا الشعب فأر -بهذا المعنى- فهو أحمق من فراشة!
وقلنا تريليون مرة أن هذا الشعب فيل في ذاكرته.. »ألا لا يجهلن أحد علينا.. فنجهل فوق جهل الجاهلينا«!
وقلنا.. وقلنا.. وقلنا.. غير أن البعض -كما يبدو- عاش فأراً لفترة طويلة، بحيث صار من المستحيل أن نحلم بأن يأتي يوم يصبح فيه الفأر فيلاً!!
فهناك من ضاع عن ذاكرته -وليس روزنامته فقط- يوم في التاريخ يُدعى 22 مايو 1990م.. فهو قد نسي -أو تناسى- ما الذي حدث في ذلك اليوم.. هل هو عيد ميلاد بنت الجيران؟! هل هو تاريخ استقلال بروكينافاسو؟! أم تراه يصادف ذكرى تحرير فرنسا من الاحتلال الجزائري؟!
ثم تجد من غاب عن بطيخة الذاكرة لديه حقيقة ما حدث في صيف 1994م من حرب شرسة، راح ضحيتها الآلاف من خيرة أبناء هذه البلاد، وعشرات المليارات من خزانته الفقيرة أصلاً.. إذ لا يدري لماذا حدث كل ما حدث في ذلك الصيف الأحمر -الأسود؟!.. هل جراء شغب في أوساط الجمهور خلال مباراة كروية بين الأهلي و التلال؟!.. هل بسبب »خناقة« بين شابين على فاتنة الحارة؟! أو ربما كان السبب قيام عنصر أمني بضرب طالب جامعي؟!
إنها الذاكرة.. إضبارة الحقيقة وأرشيف الوقائع- فإذا فقد أحد ذاكرته كان الله في عونه.. فما بالك بذاكرة شعب ووطن، يحاول البعض أن يفقدها أو يطمسها، أو يبيعها في سوق »الخردة« وسقط المتاع!!
واللهم لا تحاسبنا بما فعل السفهاء منا.. إنك أرحم الراحمين!!
wareth26@hotmail.com