حاوره/ يحيى علي نوري - أكد نائب الدائرة التربوية الدكتور أحمد محمد يفاعة ان مسؤولية الحفاظ على الوطن تقع على جميع أبنائه وان تفويت الفرصة على الاعداء للنيل منه ستسقط حينما تتكاتف الجهود وتكون المصلحة الوطنية هي القضية الحاضرة والأولى لدى الجميع..
وأضاف: أن العدوان الغاشم فرض على وطننا التوحد في مواجهة الاصطفاف نحو إنهائه والتصدي لأذنابه..
معتبراً أن المؤتمر تعرض لمؤامرة في سياق المؤامرة الكبرى على الوطن لكن اصطفاف قواعده وأعضائه يثنايا الحوار التالي ..
* تقييمكم للواقع المؤتمري الراهن على ضوء التحدي المتمثل في استنساخه؟
- في تقديري ان التآمر على المؤتمر الشعبي العام اقترن بالتآمر على وطننا اليمني الغالي، حيث يتوهم الاعداء ان الخلاص من المؤتمر او السيطرة على قراره سيسهل عليهم السيطرة على الارض اليمنية بتاريخها الغني الضاربة جذوره في اعماق التاريخ الانساني، ومقدراتها وثرواتها الهائلة، وترويض وتطويع الانسان اليمني الذي اثبت عبر مختلف المراحل قدرته على التحدي وقهر الصعاب واعتماده على موارده وقدراته ومهاراته في البناء والانتاج والتكيف مع الظروف المحيطة في وقت السلم، وقهره للأعداء في وقت الحرب.. وجميعنا عايش ما تعرض له المؤتمر الشعبي العام وقيادته التاريخية، ممثله بالزعيم المؤسس الشهيد علي عبدالله صالح، من حرب ضروس منذ فترة طويلة كانت مؤشراتها تظهر في الفترات العصيبة التي مر بها الوطن والمؤتمر كحزب حاكم، لايتسع المجال هنا لسردها ولا اجد من المناسب ذكرها والحديث عنها.. وفي اعتقادي ان اولى حلقات مسلسل المؤامرة على المؤتمر والوطن بدأت تطفو على السطح عند تشكيل تكتل اللقاء المشترك، فقد اثبتت الايام واظهرت بما لايدع مجال للشك ان الهدف من انشائه لم يكن المعارضة الديمقراطية البناءة لحماية الوطن والثورة والجمهورية ومكتسباتها، بل على العكس كانت كل المؤشرات والمواقف لهذا الكيان توضح انه يخدم الأجندة والمصالح التي تقوض الدولة والوحدة اليمنية وماحقتته من مكاسب سياسية وتنموية سواء منذ اعادة تحقيق وحدة الوطن في ال 22 من مايو 1990م او ماقبلها، فقد أظهرت مهمة اللقاء المشترك في احداث ماسمي بالربيع العربي في العام 2011م الغطاء لاسقاط النظام والدولة ومؤسساتها، بما فيها المؤسسة العسكرية والامنية التي كاتت تعد الحامي لليمن وامنه واستقراره وسيادته، وانتهاء بشرعنة العدوان الظالم على بلادنا الذي طال البشر والحجر ودمر كل منجزات ومكاسب الوطن التي تحققت خلال مايقرب من ستين عاما، من خلال هروب قياداته مع الفار هادي، ورغم كل ماتعرض له الوطن من دمار وقتل وتشريد لعشرات الآلاف من ابنائه علاوة على الاقتتال الداخلي، كل ذلك لم يحرك ضمائرهم الميتة ويكتفوا ويعودوا الى رشدهم للحفاظ على وطنهم، بل استمروا في غيهم بمزيد من التآمر على الوطن وعلى المؤتمر لادراكهم ان وجود هذا الحزب بوسطيته واعتداله ونهجه الفكري وانتمائه الراسخ لهذه الارض يشكل حجر عثره امام تنفيذ اجندتهم الخبيثة واحلامهم القذرة وامانيهم الغبية، التي تنم عن جهل بالتاريخ وبالإنسان اليمني والقاعدة المؤتمرية التي ضربت اروع الامثلة في الصمود وتحطمت على صلابتها مشاريع الشرذمة والتقسيم. ان التقييم السليم يجب ان يحتكم الى ردود أفعال القاعدة الجماهيرية العريضة للمؤتمر، فكما تابعنا فالقاعدة المؤتمرية صلبة ومتماسكة وقد عبرت عن رفضها وادانتها لمشروع الشق والتقسيم والاستنساخ بقيادات ليس لها وزن والتأثير على الارض وكل ما تملكه هو المال والاعلام المضلل الذي بات السواد الاعظم من جماهير المؤتمر لايتأثر به ولايعيره اي اهتمام، اما على المستوى الخارجي فدول واحزاب العالم لا تتعامل الا مع احزاب وكيانات لها ارض وجماهير ويستحيل ان تتعامل مع كيانات ارضها وجمهورها صفحات ومجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي، وحتماً ستفشل جهودهم ومساعيهم في استنساخ مؤتمر موالٍ لدول العدوان.
* في نظركم لماذا هذا الاستهداف للمؤتمر من قبل العدوان الذي رصد مبالغ كبيرة لتحقيق ذلك؟
- مشكلة اعداء الوطن والمؤتمر والمتربصين بهما ان المؤتمر نشأ كما قال الشهيد الامين عارف الزوكا: من رحم هذه الارض، ففكره ونهجه وهويته يمنية خالصه فقد شكل انشاء المؤتمر الشعبي العام قفزة نوعية انهت فترة طويلة من الصراع ومهدت الطريق للاصطفاف الوطني حول المشروع الوطني الجامع الذي تمثل بالمؤتمر الشعبي العام ودليله الفكري والنظري الميثاق الوطني وكانت النتيجة تحقيق الامن والاستقرار في ربوع الوطن وتحقيق وانجاز المشاريع التنموية وفقا لخطط التنمية الخمسية التي شملت كافة مناحي الحياة وقفزت بالمواطن اليمني الى القرن العشرين، كل ذلك كان نتاجاً لتوحيد جهود جميع ابناء الوطن على مختلف مشاربهم الفكرية وانتماءاتهم السياسية في بناء وطنهم والمشاركة في الحكم وصناعة القرار وتجاوز رواسب الماضي وتوفير المناخ الديمقراطي وحرية التعبير وقد جاءت اعادة تحقيق الوحدة بين شطري الوطن كتتويج لنضالات شعبنا اليمني العظيم شماله وجنوبه شرقه وغربه وكل مكوناته، وهذا ما أزعج الاعداء والمتربصين بهذا الوطن.
* كيف تقيمون ردة الفعل القاعدية للمؤتمر في مواجهة هذه المؤامرة وماحملته من رسائل مهمة للعدوان واذنابه؟
- جاءت ردة فعل قواعد واعضاء وانصار المؤتمر الشعبي العام المنتشرين على كافة الارض اليمنية متوقعة وطبيعية لنا كمواطنين وكمؤتمريين، ومخيبه لآمال اعداء الوطن واذيالهم والمتربصين به وبتنظيمنا الرائد، فقد تابعنا جميعا ردود الافعال الساخطة للقاعدة المؤتمرية والتي رفضت ودانت هذه المؤامرة الدنيئة واكدت تمسكها بالثوابت الوطنية وبمبادئ الميثاق الوطني وبالبرامج واللوائح المنظمة لعمل المؤتمر واصطفافها حول قيادة المؤتمر ممثلة بالأخ المناضل صادق بن امين ابوراس رئيس المؤتمر، وكذلك تأكيدها وتمسكها بقرارات اللجنة الدائمة الرئيسية المنعقدة في الـ2 من مايو 2019م، وقد حملت تلك المواقف والردود رسائل عدة للداخل والخارج اهمها:
- رفض التدخل والوصاية على المؤتمر الشعبي العام من اي طرف كان.
- تأكيد الهوية الوطنية للمؤتمر الشعبي العام والحفاظ على النهج والتوجه لتنظيمنا الرائد.
- التأكيد على المحافظة على استقلال القرار المؤتمري وعدم الرضوخ للإملاءات والوصاية الخارجية.
* أيضاً ما الذي ينبغي على قيادة المؤتمر اتخاذه في مواجهة هذا التحدي خاصة وان هناك من يرى ان التنديد غير كافٍ؟
- يجب على قيادة المؤتمر ممثلة بالأخ المناضل صادق بن امين أبوراس رئيس المؤتمر واحد رموزه ومؤسسيه ان تستفيد من هذا الزخم الجماهيري والتنظيمي وان تعبر عن تطلعاتها وهمومها خصوصا في ظل هذه الاوضاع العصيبة التي يمر بها الوطن بشكل عام، والمؤتمر والمؤتمريون بشكل خاص، كما يجب على القيادة الاقتراب من قواعدها وبث روح الثقة وانهاء حالة اليأس والتذمر التي اصابت بعض قواعد ومناصري المؤتمر وإحياء العمل التنظيمي في اطار الممكن والمتاح.
* يولي المؤتمر هذه الايام اهتماما بالتعليم الجامعي من خلال تفعيل فروعه.. ما دلالات ذلك؟
- أهم ما يميز فعالياتنا وانشطتنا في المؤتمر الشعبي العام انها علنية وتتسم بالوضوح والشفافية وتهدف الى تعزيز روح الانتماء الوطني ونشر ثقافة التسامح وقيم المواطنة المتساوية ومبادئ الولاء الوطني والحرية والديمقراطية والعدالة، ويأتي تفعيل العمل التنظيمي في فروع الجامعات في اطار تفعيل خطة الامانة العامة ودوائرها المختلفة مستلهمة تطلعات تكوينات وقواعد المؤتمر الشعبي العام.
* كيف بمكن للعمل المؤتمري الجامعي ان يتجاوز الاشكالات الفنية والمادية خاصة وان هذا العمل يتطلب دعماً مادياً لتنفيذ خدمات ما؟
-العمل الجماهيري والحزبي عمل طوعي وقد حددت خطط الدوائر والامانة العامة الآليات والاساليب التي يمكن ان تساعد على تطوير وإحياء العمل التنظيمي في فروع الجامعات وغيرها فهذه الفروع تزخر بالكفاءات والخبرات التي يجب تفعيلها والاستفادة منها في أنشطة المؤتمر ورسم رؤاه وخططه.
* على الصعيد الوطني ما الذي تتطلعون الى ان تحققه علاقة المؤتمر بأنصار الله؟
- لقد فرض العدوان الغاشم على وطننا اليمني وعلى كافة القوى الوطنية المناهضة للعدوان التوحد والاصطفاف حول الهدف الأسمى وهو مواجهة العدوان والتصدي لأذنابه، وقد جاءت فكرة انشاء المجلس السياسي لتوحيد الجبهة الداخلية المواجهة للعدوان وادارة شؤون البلد بهدف الحفاظ على جوهر الدولة ومؤسساتها وتكويناتها من الانهيار والضياع وقد كان المؤتمر وقيادته حريصة على انجاح التجربة وكما ان جماهير وقواعد المؤتمر تنظر الى اهمية الحفاظ على وحدة الصف الداخلي كضرورة وطنية، الا انها تصاب بخيبة امل جراء بعض التصرفات اللامسئولة من قبل السلطات وعمليات الاقصاء والتهميش التي طالت الكثيرين من قيادات واعضاء وقواعد المؤتمر الشعبي العام.
* العدوان يحتضر حسب كثير من المتابعين.. ما الذي يتطلبه ذلك من القوى المتحالفة ضد العدوان؟
- وانا استمع الى سؤالك استحضرت المقولة الشهيرة التي تقول: الضربة التي لاتقضي عليك تقويك، ومن هذا المنطلق فان اهم عوامل النصر تتلخص في الآتي:
- الصمود الاسطوري الذي سجله جميع ابناء الوطن في وجه العدوان الغاشم والظالم على شعبنا اليمني العظيم لخمسة اعوام مضت.
- الاستبسال في مواجهة العدوان في مختلف الجبهات.
ويظل عامل النصر الاهم هو المحافظة على توحيد الجبهة الداخلية وصمود القوى المتحالفة في وجه العدوان من خلال شراكة حقيقية وفاعلة تمثل الارادة الوطنية الجامعة.
* ما الذي تتطلع ان تحققه حكومة الانقاذ للتعليم الجامعي؟ وهل انتم راضون عن دورها في هذا الجانب؟
-بالنظر الى الواقع الحالي والظروف التي يمر بها الوطن وتوقف الموازنات التشغيلية وانقطاع الرواتب فقد حافظت الجامعات على استمرار العملية التعليمية وتقديم مستوى جيد من التعليم وكان الفضل بعد الله سبحانه وتعالى لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات اليمنية وكافة العاملين فيها والذين استشعروا الخطر المراد لهذا الجيل الذي يمثل حاضر اليمن ومستقبله، كما كان لحكومة الانقاذ ممثلة بوزارة التعليم العالي وعلى رأسها معالي الوزير الاستاذ/ حسين حازب وطاقمه المساند دور مهم للغاية في تحقيق الكثير من الاجراءات والاعمال التي هدفت في مجملها الى الحفاظ على التعليم الجامعي وديمومته وعدم توقف مؤسسات التعليم العالي عن القيام بالدور المعول عليها في هذا الظرف العصيب وقد مثلت وعبرت السياسات الحكيمة التي انتهجها الوزير حازب وطاقمه عن رؤية وطنية ثاقبة ومهنية عالية، رغم ما يحدث من معوقات وتدخلات في اعمال الوزير والوزارة من فتره لأخرى.
* كلمة أخيرة؟
- كلمتي الاخيرة ذات شقين، الشق الاول موجهة لكل ابناء الوطن: الوطن مسؤوليتنا جميعا ومصلحته والحفاظ عليه مسؤولية الجميع ومهما بلغت خلافاتنا فالوطن اكبر من انتماءاتنا ومصالحنا فاليمن هو حزبنا الكبير، فلو استشعرنا جميعنا مسؤوليتنا امام الله ووطننا وامتنا وضمائرنا وتعالينا على الجراح وقدمنا التنازلات لبعضنا لفوتنا على العدو أطماعه ومشاريعه واجندته ولهزمناه من اول يوم للعدوان، والفرصة مازالت امامنا.
والشق الثاني موجه للمؤتمريين في الداخل والخارج: لايلدغ المؤمن من جحر مرتين.. والحليم تكفيه الاشارة.
|