أحمد أمين باشا - يبدو أن الغطرسة السعودية متواصلة وستتواصل في ظل تواطؤ العالم أجمع والذي لم يحرك ساكناً تجاه مايحصل في اليمن وآخرها مجزرة سوق آل ثابت الشعبي بمديرية قطابر في صعدة.. وبالطبع فإنه سيكون هنالك بعض المواقف والبيانات من بعض الجهات الخارجية المنددة بالجريمة لكنها ستظل حبراً على ورق.
فالعالم كله متواطئ دون استثناء ولنأخذ مثلاً على ذلك حيث إن امريكا وبريطانيا وفرنسا يصرحون بأنه قد آن الأوان لوقف الحرب في اليمن وبنفس الوقت يستمرون بإرسال صفقات الاسلحة بكافة أنواعها الى السعودية.
ولذلك فمعطيات استمرار الحرب في اليمن لسنوات طوال قائمة وقد تمتد الى العام 2030م على الأقل لأنها تشكل مصدراً مهماً لشركات صناعة الأسلحه الأمريكية والى جانب أن الحرب على اليمن ستأخذ شكلاً آخر حسب تصوري وما صرحت به الإمارات من خطة للانسحاب من اليمن وإعادة الانتشار يأتي في سياق المرحلة الثانية للحرب والتي من ضمن معطياتها أن يكون تحالف العدوان خارج الجغرافيا اليمنية هروباً من أي استحقاقات جنائية دولية رغم أن ذلك لن يعفيها من جرائمها كافة. فالإمارات تجهز جيشاً يتعدى قوامه مائة الف مقاتل يمني يتبع المجلس الإنتقالي وستدعمه كذلك بعشرات الدبابات والمروحيات ليظل الاقتتال الداخلي قائماً لسنوات طوال (بحسب ما يظنه التحالف) مُغذى بصراع سياسي وطائفي ومناطقي سيظل كالقنابل الموقوتة التي يلعب عليها تحالف العدوان بقيادة امريكا.
هذا مايفكر ويخطط له العدوان الدولي كمرحلة جديدة من مراحل الصراع في اليمن بعد أن نجحوا في تدمير اليمن وتمزيقه سياسياً وعسكرياً واجتماعياً وتنموياً وبعد أن نجحوا في بسط سيطرتهم على مضيق باب المندب وذلك من خلال تواجدهم على جزيرتي ميون اليمنية وعصب الإريترية.
وهذا ما كانت تراه واشنطن كضرورة استراتيجية في صراعها مع التنين الصيني (حرب المضايق) ولذلك كان وصول الربيع العبري 2011 الى اليمن الذي تزعمه الإخوان وما تلاه فيما بعد من ضرب للمؤسسة العسكرية اليمنية إلا إحدى أوراق التمكين للمشروع الدولي في اليمن.
ولذلك يجب علينا أن نعرف أن أمريكا لن تسمح حالياً بيمن آمن ومستقر وموحد قد يعرقل مشروعية وجودها في الجغرافيا اليمنية بينما سيكون من مصلحتها تأجيج الداخل اليمني لفترة ليست بالقصيرة ليخلو لها السيطره الآمنة على الساحل والجزر اليمنية المطلة على باب المندب.
|