موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


189 صحفياً فلسطينياً استشهدوا في غزة - أبو عبيدة يعلن مقتل أسيرة في شمال غزة - زوارق حربية إماراتية في ساحل حضرموت - ارتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 44176 - 17 شهيداً في قصف إسرائيلي على غزة - مجلس النواب يدين الفيتو الأمريكي - المستشار الغفاري يبارك نجاح بطولة العالم للفنون القتالية بمشاركة اليمن - الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 26-أغسطس-2019
زيد‮ ‬محمد‮ ‬الذاري -
كانت ضرورة قصوى أن يستجيب القدر لإرادة شعبنا الباحث عن الاستقرار بعد عقود من الصراع على السلطة، صراع دامٍ استمر لعقود أمدته النظريات المستوردة بوقود لا ينضب، وبنار لا تُخمد.. في أتون ذلك الصراع سكب اليمنيون دماء غالية من عموم الشعب ومن طبقة الحكم. كانت أياماً‮ ‬عصيبة‮ ‬على‮ ‬الوطن‮ ‬فالظن‮ ‬هو‮ ‬الغالب‮ ‬والمستقبل‮ ‬تحفُّهُ‮ ‬الشكوك‮.. ‬والأخوة‮ ‬في‮ ‬الخنادق‮ ‬واللغة‮ ‬هي‮ ‬الرصاص‮ ‬والبشرى‮ ‬كانت‮ ‬موتاً‮ ‬واقتحاماً‮ ‬والافراح‮ ‬كانت‮ ‬مواكب‮ ‬تشييع‮.‬
بعد‮ ‬مخاضات‮ ‬صعبة‮ ‬وحوارات‮ ‬مطولة‮ ‬وصريحة،‮ ‬استجاب‮ ‬القدر‮ ‬وخضع‮ ‬لعزيمة‮ ‬الوطن‮ ‬ورجاله‮ ‬في‮ ‬النهوض‮ ‬من‮ ‬تحت‮ ‬الركام‮ ‬ولتعود‮ ‬الحكمة‮ ‬بدل‮ ‬الرصاصة‮ ‬والأخوة‮ ‬بدل‮ ‬العداوة‮ ‬هي‮ ‬السبيل‮ ‬لحياة‮ ‬الجميع‮.‬
اشرقت شمس ذلك اليوم على رجال عقدوا العزم على القفز فوق الخنادق والاحزان ومدوا أيديهم لبعضهم وللجميع، لم يترك أحد موقفه ولا معتقده، ولكنهم ارتقوا بأخلاقهم الى جعل الخلاف بعيدا عن ارواح شعبهم وأرزاقهم وسكينة عيشهم.
كان‮ ‬صباح‮ ‬الـ24‮ ‬من‮ ‬أغسطس‮ ‬نقطة‮ ‬عطف‮ ‬في‮ ‬تاريخنا‮ ‬الحديث،‮ ‬تجاوزت‮ ‬فيه‮ ‬بلادنا‮ ‬مستنقعات‮ ‬التبعية‮ ‬والاستيراد‮ ‬والتفرد‮ ‬والإلغاء‮ ‬لتصل‮ ‬إلى‮ ‬بر‮ ‬الأمان‮ ‬عبر‮ ‬الحوار‮ ‬والتنافس‮ ‬وتقديم‮ ‬المصلحة‮ ‬الوطنية‮.‬
هكذا‮ ‬وُلد‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬كإطار‮ ‬سياسي‮ ‬عام‮ ‬لكل‮ ‬القوى‮ ‬الفاعلة،‮ ‬لينقل‮ ‬كل‮ ‬الاختلافات‮ ‬بعيدا‮ ‬عن‮ ‬الأرواح‮ ‬والاقتتال‮ ‬الى‮ ‬فضاء‮ ‬الحوار‮ ‬والسياسة‮. ‬
كانت تلك هي الوصفة الشافية للحالة الوطنية واثمرت استقراراً بقي لعقود، حتى عادت عواصف المستوردين في ربيع وشتاء لتفتك بالوطن، وما كانت لتنجح لولا استهدافها للمؤتمر مسبقا لعلمها انه الحزب الوطني الذي يتسع لكل اليمنيين كما هم، بدون طائفية أو مناطقية أو أيديولوجية‮ ‬أو‮ ‬سلالية‮ ‬أو‮ ‬عرقية،‮ ‬يكفي‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬يمنياً‮ ‬لتكون‮ ‬مؤتمرياً‮.. ‬وما‮ ‬أن‮ ‬ضعف‮ ‬المؤتمر‮ ‬حتى‮ ‬انهار‮ ‬الوطن‮ ‬وبرزت‮ ‬الصراعات‮ ‬وعدنا‮ ‬لسنوات‮ ‬سبقت‮ ‬ولادة‮ ‬المؤتمر‮ ‬في‮ ‬كثير‮ ‬من‮ ‬تقسيماتها‮ ‬وصراعاتها‮.‬
المؤتمر في جوهره بالاضافة الى كونه روح اليمن وهويته السويّة هو إطار للسلطة وعقد شريف بين النبلاء بحصر الصراع داخل الأروقة المحكومة بالقانون وسيادته، والدستور وشرعيته، وبالمؤسسات بدلاً عن الميليشيات.
ولا‮ ‬يمكن‮ ‬لأي‮ ‬منصف‮ ‬إلا‮ ‬أن‮ ‬يعترف‮ ‬بأن‮ ‬المؤتمر‮ ‬اثمر‮ ‬للوطن‮ ‬الكثير،‮ ‬فالأمن‮ ‬والسيادة‮ ‬والوحدة‮ ‬والتنمية‮ ‬ليست‮ ‬بالمكتسبات‮ ‬الهينة‮ ‬في‮ ‬بلد‮ ‬انفجر‮ ‬كمخزن‮ ‬بارود‮ ‬بمجرد‮ ‬ضعف‮ ‬سلطته‮ ‬المركزية‮.‬
كما أن المراقب لا يسعه إلا أن يقر بأن العلاقة بين استقرار البلاد واستعادة المؤتمر دوره المحوري هي علاقة لازم وملزوم ، ولن تنقصه حقائق الاستدلال على ذلك فالوضع القائم ماثل للعيان، فالسيادة التي حافظ عليها المؤتمر سلماً وحرباً أصبحت بنداً سابعاً، والوحدة الوطنية أصبحت احتلالاً، والعمالة أصبحت وجهة نظر فقهية، والسياسة المعبرة بشجاعة عن موقف الشعب باستقلالية تجاه قضايا أمته أضحت تبعية وإلحاقاً بمحاور، وحسن الجوار التي بناها المؤتمر في أطر التعامل الاخوي البناء والتشارك تبدلت تحالف ومعسكرات وقصفاً، وأما البعد‮ ‬القومي‮ ‬الرافد‮ ‬للعرب‮ ‬عزةً‮ ‬وتفاخراً‮ ‬أضحى‮ ‬عبء‭ ‬لاجئ‮ ‬أو‮ ‬سلة‮ ‬غذاء‮.. ‬واما‮ ‬المجتمع‮ ‬الدولي‮ ‬فلم‮ ‬يعد‮ ‬اليمن‮ ‬سوى‮ ‬احاطات‮ ‬وقلق‮ ‬عن‮ ‬أكبر‮ ‬أزمة‮ ‬على‮ ‬الأرض‮.‬
ايها المؤتمريون والمؤتمريات في عموم ربوع الوطن وخارجه، يسرني ان أتقدم إليكم بالتبريك بهذه الذكرى المجيدة، ذكرى الوطن الذي لن يعود سعيداً إلا بتكاتف الجميع وتبني روح المؤتمر الجامعة والقابلة بالآخر والمعترفة بالشراكة دون إقصاء أو تخوين أو تنابز بالالقاب وتوزيع‮ ‬صكوك‮ ‬الجنة‮ ‬والنار‮.‬
وهي مناسبة لدعوة كل اعضاء المؤتمر الشعبي على اختلاف مستوياتهم التنظيمية الى العمل الجاد على الالتزام التنظيمي والتواصل ذات البين، وإقامة الفعاليات ذات الطابع الوطني وتعمد ابراز مواقفكم حيال قضايا الوطن وخصوصاً في ظل الوضع المتردي المهدد للوحدة ولبقاء الوطن‮ ‬وقيمه‮ ‬الخالدة‮ ‬من‮ ‬ثورة‮ ‬وجمهورية‮ ‬وحرية‮ ‬وتعددية‮ ‬ووحدة‮ ‬ومواطنة‮ ‬متساوية‮.‬
لا ننسى قادتنا المؤسسين لهذا الصرح الوطني العظيم، والذين قدموا أرواحهم بكبرياء منقطع النظير وبوفاء أصبح مضربا للأمثال.. فالرحمة للشهيدين الزعيم الصالح والامين العارف ولكل القادة المؤسسين الذين قضوا نحبهم .
والمجد‮ ‬لشعبنا‮ ‬اليمني‮ ‬الاعظم‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)