موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


ارتفاع عدد الشهداء في غزة إلى 35456 - النواب يستمع لمذكرة بخصوص قانون شركة التعدين - مجلس النواب: قمة البحرين "مسرحية هزلية" - صنعاء.. توجيه رئاسي عاجل للحكومة - رئيس المؤتمر يعزي بوفاة الشيخ رشاد أبو أصبع - الثروة السمكية تحذر من مخالفة قرار "حظر الجمبري" - صنعاء.. حشد جماهيري كبير مع غزة ولا خطوط حمراء - إسقاط طائرة أمريكية في أجواء مأرب - بيان هـام صادر عن وزارة الإتصالات - أبو عبيدة: مستعدون لمعركة استنزاف طويلة -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 26-أغسطس-2019
زيد‮ ‬محمد‮ ‬الذاري -
كانت ضرورة قصوى أن يستجيب القدر لإرادة شعبنا الباحث عن الاستقرار بعد عقود من الصراع على السلطة، صراع دامٍ استمر لعقود أمدته النظريات المستوردة بوقود لا ينضب، وبنار لا تُخمد.. في أتون ذلك الصراع سكب اليمنيون دماء غالية من عموم الشعب ومن طبقة الحكم. كانت أياماً‮ ‬عصيبة‮ ‬على‮ ‬الوطن‮ ‬فالظن‮ ‬هو‮ ‬الغالب‮ ‬والمستقبل‮ ‬تحفُّهُ‮ ‬الشكوك‮.. ‬والأخوة‮ ‬في‮ ‬الخنادق‮ ‬واللغة‮ ‬هي‮ ‬الرصاص‮ ‬والبشرى‮ ‬كانت‮ ‬موتاً‮ ‬واقتحاماً‮ ‬والافراح‮ ‬كانت‮ ‬مواكب‮ ‬تشييع‮.‬
بعد‮ ‬مخاضات‮ ‬صعبة‮ ‬وحوارات‮ ‬مطولة‮ ‬وصريحة،‮ ‬استجاب‮ ‬القدر‮ ‬وخضع‮ ‬لعزيمة‮ ‬الوطن‮ ‬ورجاله‮ ‬في‮ ‬النهوض‮ ‬من‮ ‬تحت‮ ‬الركام‮ ‬ولتعود‮ ‬الحكمة‮ ‬بدل‮ ‬الرصاصة‮ ‬والأخوة‮ ‬بدل‮ ‬العداوة‮ ‬هي‮ ‬السبيل‮ ‬لحياة‮ ‬الجميع‮.‬
اشرقت شمس ذلك اليوم على رجال عقدوا العزم على القفز فوق الخنادق والاحزان ومدوا أيديهم لبعضهم وللجميع، لم يترك أحد موقفه ولا معتقده، ولكنهم ارتقوا بأخلاقهم الى جعل الخلاف بعيدا عن ارواح شعبهم وأرزاقهم وسكينة عيشهم.
كان‮ ‬صباح‮ ‬الـ24‮ ‬من‮ ‬أغسطس‮ ‬نقطة‮ ‬عطف‮ ‬في‮ ‬تاريخنا‮ ‬الحديث،‮ ‬تجاوزت‮ ‬فيه‮ ‬بلادنا‮ ‬مستنقعات‮ ‬التبعية‮ ‬والاستيراد‮ ‬والتفرد‮ ‬والإلغاء‮ ‬لتصل‮ ‬إلى‮ ‬بر‮ ‬الأمان‮ ‬عبر‮ ‬الحوار‮ ‬والتنافس‮ ‬وتقديم‮ ‬المصلحة‮ ‬الوطنية‮.‬
هكذا‮ ‬وُلد‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬كإطار‮ ‬سياسي‮ ‬عام‮ ‬لكل‮ ‬القوى‮ ‬الفاعلة،‮ ‬لينقل‮ ‬كل‮ ‬الاختلافات‮ ‬بعيدا‮ ‬عن‮ ‬الأرواح‮ ‬والاقتتال‮ ‬الى‮ ‬فضاء‮ ‬الحوار‮ ‬والسياسة‮. ‬
كانت تلك هي الوصفة الشافية للحالة الوطنية واثمرت استقراراً بقي لعقود، حتى عادت عواصف المستوردين في ربيع وشتاء لتفتك بالوطن، وما كانت لتنجح لولا استهدافها للمؤتمر مسبقا لعلمها انه الحزب الوطني الذي يتسع لكل اليمنيين كما هم، بدون طائفية أو مناطقية أو أيديولوجية‮ ‬أو‮ ‬سلالية‮ ‬أو‮ ‬عرقية،‮ ‬يكفي‮ ‬أن‮ ‬تكون‮ ‬يمنياً‮ ‬لتكون‮ ‬مؤتمرياً‮.. ‬وما‮ ‬أن‮ ‬ضعف‮ ‬المؤتمر‮ ‬حتى‮ ‬انهار‮ ‬الوطن‮ ‬وبرزت‮ ‬الصراعات‮ ‬وعدنا‮ ‬لسنوات‮ ‬سبقت‮ ‬ولادة‮ ‬المؤتمر‮ ‬في‮ ‬كثير‮ ‬من‮ ‬تقسيماتها‮ ‬وصراعاتها‮.‬
المؤتمر في جوهره بالاضافة الى كونه روح اليمن وهويته السويّة هو إطار للسلطة وعقد شريف بين النبلاء بحصر الصراع داخل الأروقة المحكومة بالقانون وسيادته، والدستور وشرعيته، وبالمؤسسات بدلاً عن الميليشيات.
ولا‮ ‬يمكن‮ ‬لأي‮ ‬منصف‮ ‬إلا‮ ‬أن‮ ‬يعترف‮ ‬بأن‮ ‬المؤتمر‮ ‬اثمر‮ ‬للوطن‮ ‬الكثير،‮ ‬فالأمن‮ ‬والسيادة‮ ‬والوحدة‮ ‬والتنمية‮ ‬ليست‮ ‬بالمكتسبات‮ ‬الهينة‮ ‬في‮ ‬بلد‮ ‬انفجر‮ ‬كمخزن‮ ‬بارود‮ ‬بمجرد‮ ‬ضعف‮ ‬سلطته‮ ‬المركزية‮.‬
كما أن المراقب لا يسعه إلا أن يقر بأن العلاقة بين استقرار البلاد واستعادة المؤتمر دوره المحوري هي علاقة لازم وملزوم ، ولن تنقصه حقائق الاستدلال على ذلك فالوضع القائم ماثل للعيان، فالسيادة التي حافظ عليها المؤتمر سلماً وحرباً أصبحت بنداً سابعاً، والوحدة الوطنية أصبحت احتلالاً، والعمالة أصبحت وجهة نظر فقهية، والسياسة المعبرة بشجاعة عن موقف الشعب باستقلالية تجاه قضايا أمته أضحت تبعية وإلحاقاً بمحاور، وحسن الجوار التي بناها المؤتمر في أطر التعامل الاخوي البناء والتشارك تبدلت تحالف ومعسكرات وقصفاً، وأما البعد‮ ‬القومي‮ ‬الرافد‮ ‬للعرب‮ ‬عزةً‮ ‬وتفاخراً‮ ‬أضحى‮ ‬عبء‭ ‬لاجئ‮ ‬أو‮ ‬سلة‮ ‬غذاء‮.. ‬واما‮ ‬المجتمع‮ ‬الدولي‮ ‬فلم‮ ‬يعد‮ ‬اليمن‮ ‬سوى‮ ‬احاطات‮ ‬وقلق‮ ‬عن‮ ‬أكبر‮ ‬أزمة‮ ‬على‮ ‬الأرض‮.‬
ايها المؤتمريون والمؤتمريات في عموم ربوع الوطن وخارجه، يسرني ان أتقدم إليكم بالتبريك بهذه الذكرى المجيدة، ذكرى الوطن الذي لن يعود سعيداً إلا بتكاتف الجميع وتبني روح المؤتمر الجامعة والقابلة بالآخر والمعترفة بالشراكة دون إقصاء أو تخوين أو تنابز بالالقاب وتوزيع‮ ‬صكوك‮ ‬الجنة‮ ‬والنار‮.‬
وهي مناسبة لدعوة كل اعضاء المؤتمر الشعبي على اختلاف مستوياتهم التنظيمية الى العمل الجاد على الالتزام التنظيمي والتواصل ذات البين، وإقامة الفعاليات ذات الطابع الوطني وتعمد ابراز مواقفكم حيال قضايا الوطن وخصوصاً في ظل الوضع المتردي المهدد للوحدة ولبقاء الوطن‮ ‬وقيمه‮ ‬الخالدة‮ ‬من‮ ‬ثورة‮ ‬وجمهورية‮ ‬وحرية‮ ‬وتعددية‮ ‬ووحدة‮ ‬ومواطنة‮ ‬متساوية‮.‬
لا ننسى قادتنا المؤسسين لهذا الصرح الوطني العظيم، والذين قدموا أرواحهم بكبرياء منقطع النظير وبوفاء أصبح مضربا للأمثال.. فالرحمة للشهيدين الزعيم الصالح والامين العارف ولكل القادة المؤسسين الذين قضوا نحبهم .
والمجد‮ ‬لشعبنا‮ ‬اليمني‮ ‬الاعظم‮.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
ذكرى الصمود التاسعة..و صوابية مواقف المؤتمر
فريق ركن دكتور/ قاسم لبوزة- نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
الوحدة لا تتحمل أوزار الموحّدين
أحمد الزبيري

فلسطين ستكون حُرَّة
يحيى الماوري

عالم يقاتل مقاومة..!!!
د. عبد الوهاب الروحاني

الحياة مِرآة كبيرة لأفعالنا
عبد السلام الدباء

شِلّني يادِرَيْوَلْ تِجَمّل !!
عبدالرحمن بجاش

حَبّيت الحديدة وأشتي أعيش فيها
منى صفوان

الوحدة اليمنية: تحديات وآفاق في ذكرى مرور 34 عاماً
عبدالله صالح الحاج

الأفعال والمواقف السياسية حول أحداث غزة
إبراهيم ناصر الجرفي

الجامعات الامريكية !!
د. طه حسين الروحاني

عن (المركزية الأوروبية).. الإنسان (السوبرمان) !!
محمد علي اللوزي

التعليم.. لا إفادة ولا إجادة !!
د. يحيى الخزان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)