السفير/يحيى السياغي - تأتي الذكرى الـ37 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام كتنظيم سياسي وطني ديمقراطي يمني رائد في ظل ظروف وأوضاع بالغة الصعوبة وخطرة في تحدياتها الناجمة عما تتعرض له اليمن من عدوان إجرامي يشنه تحالف إقليمي ودولي وفي ظل تحولات ومتغيرات في المنطقة والعالم تكشف احداثها التصادمية التقاطعية في أجندة المشاريع والمخططات والمصالح التي في مجملها تحمل مؤشرات الانتقال الى مرحلة جديدة في اليمن ومحيطة الجغرافي وفضائه الدولي.
وهذا يجعلنا ونحن نحتفل كمؤتمريين قيادة وقواعد وحلفاء وأنصار أن نكون في مستوى إدراك واستيعاب متطلبات واستحقاقات هذه المرحلة في تأثيراتها واتجاهاتها الداخلية والخارجية وبما تفرضه واقع الظروف التي يمر بها وطننا وشعبنا وهو يواجه عدوان التحالف السعودي الإماراتي للعام الخامس على التوالي.
ومن المهم في هذا السياق وانطلاقاً من طبيعة عملي السياسي والدبلوماسي ومهامي في المؤتمر العام فإن الحديث سيتركز في ذكرى التأسيس السابعة والثلاثين على نهج المؤتمر في سياسته الخارجية طوال سنوات قيادته لسفينة اليمن في بحر يموج بالتحالفات والاستقطابات والاختلافات والتناقضات في المشهد الدولي، وكيف نجح في اتخاذ مسارات متوازنة نأت ببلادنا عن هذا كله مجسداً ذلك في تحقيق توازن في سياسته الخارجية وعلاقاته الدولية كانعكاس لتوازن اجتماعي وسياسي واقتصادي داخلي ليبني علاقات مع كل القوى الدولية تلاشت فيها صراعاتهم واختلافاتهم في هذا التوجه اليمني السياسي الخارجي الفريد.
واليوم والمؤتمر الشعبي العام انتقل من حزب سياسي في السلطة الى حزب خارجها يمتلك تراثاً يستطيع استثماره في مسارات حاضره ومستقبله السياسي المعبر عن شعبيته وجماهيريته لاسيما في توجهات سياسته الخارجية التي تقتضي انفتاحاً يستوعب المتغيرات الدولية ويعي بعمق طبيعة التحولات التي يمضي إليها العالم وبما يخدم المصلح الوطنية لليمن وشعبه الحضاري العريق والعظيم.
وهنا علينا أن نأخذ في الاعتبار الموقف الوطني للمؤتمر الشعبي العام المدافع عن سيادة اليمن ووحدته واستقلاله وهذا بكل تأكيد لا يرضي اطرافاً إقليمية ودولية مما يجعله محل استهدافاتها وقد رأينا ذلك في المحاولات الفاشلة الساعية الى تقسيمه واستنساخه والتي لم تتوقف.. لكننا واثقون بأنه سيواجهها بديمقراطية وخبرة وعقلانية وحكمة قيادته برئاسة الشيخ صادق أبو راس، كما تجاوز تحديات واخطاراً في مراحل سابقة وانتصر عليها.
|