جلال‮ ‬الرويشان‮ ❊‬ -
لا يختلف اثنان على أن المؤتمر الشعبي العام بفكره ولوائحه ونظامه الداخلي والطريقة والظروف التي نشأ خلالها .. هو حزب اليمن كل اليمن من حديبو في سقطرى وكريتر في عدن إلى باقم في صعدة ومن حوف في المهرة إلى كمران في الحديدة ..

المؤتمر الشعبي العام الذي نشأ من القاعدة الجماهيرية العريضة صعوداً نحو الأطر العليا . فكان كالبناء المحكم والبنيان المرصوص . أساسه متين وبُنيته قوية وقمته مرتبطة بقاعدته في بناء مترابط الكيان والبنيان ..

المؤتمر الشعبي العام الذي ساهم وشارك في إعداد لبناته ونظرياته وأفكاره وتوجهاته الأولى " قبل سبعة وثلاثين عاماً " نخبة من أبناء اليمن ومفكريها من جميع مناطق اليمن . نخبة كانت تضم السياسي والمفكر والمثقف والمؤرخ والباحث والعالم والمتخصص والقانوني والفقيه ..

نخبة‮ ‬كان‮ ‬مجموعها‮ ‬حكماء‮ ‬اليمن‮ . ‬

اجتمعوا في صعيد واحد وفكروا بعقل واحد وجعلوا اليمن هدفهم ومقصدهم وتوجهوا إليها بكامل طاقاتهم وقدراتهم . بظواهرهم وبواطنهم . بسرهم وعلانيتهم .. كتبوا الميثاق الوطني وقالوا للمؤتمر الشعبي العام كن فكان ..

كان‮ - ‬ولا‮ ‬يزال‮ - ‬كياناً‮ ‬سياسياً‮ ‬جامعاً‮ ‬واحداً‮ ‬موحداً‮ ‬ليس‮ ‬لغير‮ ‬اليمن‮ ‬واليمنيين‮ ‬في‮ ‬فكره‮ ‬وأدبياته‮ ‬مكان‮ ..‬

كان المؤتمر الشعبي العام حين نشأته الأولى كالابن البكر البار بوالديه .. كان جامعاً لكل التوجهات . وحين أُعلنت التعددية السياسية مع دستور دولة الجمهورية اليمنية الذي وحَّد شطري البلاد وجد المؤتمر الشعبي العام أقرانه وإخوانه من الأحزاب والمكونات السياسية إلى‮ ‬جانبه‮ . ‬فكان‮ ‬كالأخ‮ ‬الأكبر‮ . ‬كان‮ ‬بينهم‮ ‬كالشيخ‮ ‬بين‮ ‬مريديه‮ ‬وكالحكيم‮ ‬بين‮ ‬مستزيديه‮ ..‬

وعاصر‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬عبر‮ ‬تاريخه‮ ‬الطويل‮ ‬أحداثاً‮ ‬وحوادث‮ ‬لم‮ ‬تكسره‮ ‬ولم‮ ‬تغير‮ ‬قبلته‮ ‬الأولى‮ ‬والوحيدة‮ ‬التي‮ ‬هي‮ ‬اليمن‮ ‬ولا‮ ‬شيء‮ ‬غير‮ ‬اليمن‮ ..‬

اليمن‮ ‬التي‮ ‬ظل‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬ولا‮ ‬يزال‮ ‬يقيس‮ ‬بها‮ ‬وعليها‮ ‬ومن‮ ‬أجلها‮ ‬وفي‮ ‬سبيلها‮ ‬التحالفات‮ ‬والعداوات‮ ‬والصداقات‮ ‬والمواقف‮ ‬والأنشطة‮ ‬والتحركات‮ . ‬

يقف‮ ‬مع‮ ‬اليمن‮ ‬لا‮ ‬يخشى‮ ‬شيئاً‮ ‬ولا‮ ‬يجامل‮ ‬أحداً‮ ‬ولا‮ ‬يساوم‮ ‬بها‮ ‬ما‮ ‬عداها‮ .. ‬

وظل‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬وسيبقى‮ ‬إن‮ ‬شاء‮ ‬الله‮ ‬هو‮ ‬الظلال‮ ‬الوارفة‮ ‬للباحثين‮ ‬عن‮ ‬الوسطية‮ ‬والاعتدال‮ ‬والمواقف‮ ‬الوطنية‮ ‬الصادقة‮ ..‬

وسيبقى‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬حاملاً‮ ‬لثوابت‮ ‬الوطن‮ ‬والوحدة‮ ‬والديمقراطية‮ ‬والسيادة‮ ‬الوطنية‮ . ‬

وسيبقى‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬داعماً‮ ‬لمبادئ‮ ‬الحرية‮ ‬والعدالة‮ ‬والأمن‮ ‬والسلام‮ .. ‬

وسيبقى‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬مع‮ ‬من‮ ‬يقف‮ ‬مع‮ ‬اليمن‮ . ‬

وسيقف‮ ‬ضد‮ ‬من‮ ‬يعادي‮ ‬اليمن‮ .‬

ولأن الحياة دروس . ولأن الأيام تختبر الأوطان والكيانات كما تختبر الأشخاص .. فقد خاض المؤتمر الشعبي العام منذ ميلاده وحتى الآن غمار اختبارات متعددة وامتحانات متجددة . أثبت خلالها وفي كل منعطف تاريخي مر به أنه الصخرة التي لا تلين أمام أعداء اليمن . وأنه القلب‮ ‬الكبير‮ ‬الذي‮ ‬يتسع‮ ‬لجميع‮ ‬أبناء‮ ‬اليمن‮ .. ‬

على أن أصعب الاختيارات وأقسى الاختبارات ليس ما تعرض ويتعرض له المؤتمر الشعبي العام منذ عام 2011 م من محاولات تدمير وتمزيق من القريب والبعيد والشريك والحليف - بل ومن بعض من أحسن المؤتمر إليهم منذ نعومة أظافرهم من قياداته وأعضائه - .. ليس هذا فحسب . بل إن المؤتمر الشعبي العام الذي هو حزب اليمن كلها وحزب الوطن كله وحزب اليمنيين جميعاً - من ينضوي في إطاره التنظيمي ومن لا ينضوي - وقف صامداً ومدافعاً عن اليمن التي تتعرض لعدوان غاشم للسنة الخامسة على التوالي ..

لقد أدرك المؤتمر الشعبي العام منذ الوهلة الأولى للعدوان أن التاريخ سيكتب مقاومة ومواجهة العدوان في متن التاريخ . وسيكتب ما عدا ذلك من تباينات وخلافات وصراع سياسي بين اليمنيين في هامش التاريخ ..

وشتَّان‮ ‬بين‮ ‬المتن‮ ‬والهامش‮ ‬في‮ ‬كتاب‮ ‬التاريخ‮ ..‬



‮❊ ‬نائب‮ ‬رئيس‮ ‬الوزراء‮ ‬لشئون‮ ‬الأمن‮ ‬والدفاع‮ ‬

‮❊ ‬رئيس‮ ‬الهيئة‮ ‬الوزارية‮ ‬وعضو‮ ‬اللجنة‮ ‬العامة‮ ‬للمؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام