موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
حوارات
الميثاق نت -

الإثنين, 16-سبتمبر-2019
حاوره‮/‬رئيس‮ ‬التحرير -
قال‮ ‬الأستاذ‮ ‬جلال‮ ‬الرويشان‮ -‬نائب‮ ‬رئيس‮ ‬الوزراء‮- ‬إن‮ ‬الحرب‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬ليست‮ ‬أهلية‮ ‬وإنما‮ ‬حرب‮ ‬تخوضها‮ ‬مجموعة‮ ‬دول‮ ‬بعضها‮ ‬دائمة‮ ‬العضوية‮ ‬في‮ ‬مجلس‮ ‬الأمن‮ ‬ضد‮ ‬اليمن‮.‬
واعتبر الرويشان أن عودة اجتماعات لجان اعادة الانتشار الخاصة بتنفيذ اتفاق السويد وتعيين ضباط الارتباط وتحديد مهامهم ونطاق عملهم تحت اشراف الأمم المتحدة خطوة جيدة لكنه استدرك بالقول: إن الطرف الآخر لن يوافق على نجاح هذه اللقاءات لأنها ستؤدي الى قطع مصادر ارتزاقهم‮ ‬وبدليل‮ ‬تصعيدهم‮ ‬العسكري‮ ‬تزامناً‮ ‬مع‮ ‬اجتماعات‮ ‬اللجان‮ ‬المشتركة‮.‬
وأكد‮ ‬الرويشان‮ ‬أن‮ ‬هناك‮ ‬خيارين‮ ‬أمام‮ ‬اليمنيين‮ ‬إما‮ ‬أن‮ ‬يكونوا‮ ‬مع‮ ‬الوطن‮ ‬أو‮ ‬مع‮ ‬المعتدي‮ ‬والغازي‮ ‬والمحتل‮.‬
وأضاف‮: ‬حين‮ ‬عجزت‮ ‬قوى‮ ‬العدوان‮ ‬عن‮ ‬اختراق‮ ‬الصف‮ ‬الوطني‮ ‬المقاوم‮ ‬عادت‮ ‬لالتهام‮ ‬أدواتها‮ ‬ومرتزقتها،‮ ‬مشيراً‮ ‬الى‮ ‬الأحداث‮ ‬والمواجهات‮ ‬الأخيرة‮ ‬بين‮ ‬المرتزقة‮ ‬في‮ ‬عدن‮ ‬وشبوة‮ ‬وأبين‮.‬
الى‮ ‬التفاصيل




‮< ‬دلالات‮ ‬اطلالة‮ ‬الذكر‮ ‬الـ57 ‮‬للثورة‮ ‬اليمنية‮ ‬26‮ ‬ سبتمبر؟
‮- ‬في‮ ‬البداية‮ ‬أشكر‮ ‬صحيفة‮ »‬الميثاق‮« ‬لسان‮ ‬حال‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬على‮ ‬إتاحة‮ ‬هذه‮ ‬الفرصة‮..‬
وحول الذكرى الـ 57 لثورة 26 سبتمبر الخالدة التي تطل علينا هذه الأيام لابد من التأكيد على أن ديمومة الثورة تتمثل في التمسك بأهدافها ومضامينها واعتبارها برنامج عمل ونهج حياة دائماً ومستمراً.. إذ أن الثورة لا تعني الاحتفال بمرور ذلك اليوم الذي أُعلنت فيه وحسب‮. ‬وإنما‮ ‬هو‮ ‬تذكير‮ ‬بأهدافها‮ ‬وتوجهاتها‮ ‬التي‮ ‬أعلنت‮ ‬عنها‮ ‬عند‮ ‬قيامها‮.‬
وثورة السادس والعشرين من سبتمبر عام 1962م لم تكن استثناءً من هذا المعيار المتمثل في التحرر والاستقلال والسيادة الوطنية وتحقيق العدالة الاجتماعية.. وقد أثبتت الأحداث والتحولات السياسية التي مرت بها اليمن خلال الـ 57 عاماً الماضية أن ثورة سبتمبر هي واحدة من الثوابت‮ ‬التي‮ ‬تجمع‮ ‬اليمنيين‮ ‬ولا‮ ‬تفرقهم‮ ‬وتحافظ‮ ‬على‮ ‬كيانهم‮ ‬وكينونتهم‮ ‬في‮ ‬مواجهة‮ ‬الظروف‮ ‬الداخلية‮ ‬والتحديات‮ ‬الخارجية‮.‬
وخلال السنوات الخمس الماضية التي تعرضت اليمن خلالها لعدوان غاشم استهدف الأرض والإنسان ومقومات الحياة ظلت مبادئ وأهداف ثورة سبتمبر الخالدة واحدة من عوامل الصمود ومواجهة العدوان وتعزيز وتماسك الجبهة الداخلية.

‮< ‬المشهد‮ ‬الراهن‮ ‬ما‮ ‬الذي‮ ‬استجد‮ ‬في‮ ‬معطياته‮ ‬وكيف‮ ‬تنظرون‮ ‬لذلك؟
- وحول المشهد الراهن الذي تمر به بلادنا. فقد أثبتت الأحداث والمواجهات الأخيرة بين مرتزقة العدوان في محافظات عدن وأبين وشبوة (سواءً تحت مسمى الشرعية أو تحت مسمى المجلس الانتقالي الجنوبي) أن هناك خيارين لا ثالث لهما أمام اليمنيين جميعاً.. إما أن يكونوا مع الوطن أو أن يكونوا مع المعتدي والغازي والمحتل والمستعمر الجديد. حيث وقد بدأت قوى العدوان تأكل أدواتها ومرتزقتها حين لم تجد ما تأكله. أو حين عجزت عن اختراق الصف الوطني المقاوم للعدوان فعادت لالتهام أدواتها.
وقد‮ ‬دفعت‮ ‬هذه‮ ‬الأحداث‮ ‬الكثير‮ ‬ممن‮ ‬هم‮ ‬في‮ ‬صف‮ ‬العدوان‮ ‬إلى‮ ‬إعادة‮ ‬التفكير‮ ‬واكتشفوا‮ (‬متأخرين‮) ‬بأنهم‮ ‬وقفوا‮ ‬في‮ ‬المكان‮ ‬والزمان‮ ‬الخطأ‮ ‬وتمسكوا‮ ‬بالرهان‮ ‬الخاسر‮. ‬
وهي فرصة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أن يعود إلى رشده ويستجيب لنداء وطنه. وبالذات وقد تزامنت هذه الأحداث مع صدور قرار المجلس السياسي الأعلى بتشكيل فريق المصالحة والحل السياسي وبدء اجتماعاته وأعماله وتنفيذ مهامه.

‮< ‬عادت‮ ‬من‮ ‬جديد‮ ‬بالحديدة‮ ‬المشاورات‮ ‬بشأن‮ ‬اتفاق‮ ‬استكهولم‮ ‬ما‮ ‬الجديد‮ ‬على‮ ‬صعيد‮ ‬العودة‮ ‬يمكن‮ ‬يعول‮ ‬عليه‮ ‬في‮ ‬تحقيق‮ ‬خطوة‮ ‬للأمام؟
- وحول عودة اللقاءات بين لجنتي إعادة الانتشار الخاصة بتنفيذ اتفاق السويد المتعلق بالحديدة.. فمع أن فريقنا الوطني قد بادر خلال الفترة الماضية إلى تقديم التنازلات من جانب واحد ونفذ الالتزامات التي عليه. بل وأكثر منها. وبشهادة الفريق الأممي في لجنة إعادة الانتشار ومن قبل المبعوث الأممي السيد مارتن غريفيث الذي أشاد خلال إحاطاته المتعاقبة التي قدمها لمجلس الأمن بالخطوات التي بادر فريقنا الوطني إلى اتخاذها وتنفيذه للانسحاب من موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى كمبادرة من جانب واحد... برغم هذا كله فقد ظل الطرف الآخر متمسكاً بالرفض والتعنت وعرقلة أي مبادرات أو حلول يتم طرحها.. وربما أن أهم أسباب تعنت الطرف الآخر هو عدم وحدة القرار لديهم. فهم وإن كانوا طرفاً واحداً في الظاهر غير أن الحقيقة وسير عمليات التفاوض في الحديدة أكدت أنهم مجموعة أطراف متباينة ومتصارعة ولديهم أجندة‮ ‬مختلفة‮ ‬تكتبها‮ ‬وترسمها‮ ‬لهم‮ ‬دول‮ ‬العدوان‮ ‬التي‮ ‬تدفع‮ ‬لهم‮ ‬مقابل‮ ‬تنفيذ‮ ‬سياساتها‮ ‬وأهدافها‮ ‬المعادية‮..‬
ومع‮ ‬هذا‮ ‬كله‮.. ‬فلابد‮ ‬من‮ ‬القول‮ ‬إن‮ ‬عودة‮ ‬اجتماعات‮ ‬لجان‮ ‬تنسيق‮ ‬اعادة‮ ‬الانتشار‮ ‬وتعيين‮ ‬ضباط‮ ‬الارتباط‮ ‬وتحديد‮ ‬مهامهم‮ ‬ونطاق‮ ‬عملهم‮ ‬وتحت‮ ‬إشراف‮ ‬ومراقبة‮ ‬الأمم‮ ‬المتحدة‮ ‬يعتبر‮ ‬خطوة‮ ‬جيدة‮ ‬نأمل‮ ‬أن‮ ‬تستمر‮. ‬
ونشكر الأمم المتحدة والقائم بأعمال اللجنة الأممية في الحديدة الجنرال هاني نخلة وفريقه الأممي على الجهود التي يبذلونها في سبيل استمرار تنفيذ اتفاق الحديدة حتى لو كان هذا التنفيذ يسير ببطء شديد بسبب تعنت الطرف الآخر بالدرجة الأولى.
ونأمل‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬إعادة‮ ‬تشكيل‮ ‬فريق‮ ‬الطرف‮ ‬الآخر‮ ‬الذي‮ ‬تم‮ ‬برئاسة‮ ‬اللواء‮ ‬محمد‮ ‬عيظه‮ ‬عاملاً‮ ‬مساعداً‮ ‬على‮ ‬نجاح‮ ‬اللقاءات‮ ‬الأخيرة‮ ‬وأن‮ ‬نلمس‮ ‬نتائجها‮ ‬في‮ ‬الميدان‮. ‬
وندرك أن فريق الطرف الآخر يواجه صعوبات وتعنت بعض المرتزقة والعملاء في الطرف الآخر الذين لن يوافقوا على ان تنجح هذه اللقاءات لأنها ستؤدي إلى قطع مصادر ارتزاقهم.. وقد لوحظ هذا بوضوح من خلال التصعيد العسكري الذي قام به الطرف الآخر تزامنا مع اجتماعات اللجان المشتركة‮. ‬

‮< ‬مراقبون‮ ‬يؤكدون‮ ‬ان‮ ‬بمقدور‮ ‬الامم‮ ‬المتحدة‮ ‬انجاز‮ ‬الاتفاق‮ ‬بالحديدة‮ ‬لكنها‮ ‬تترك‮ ‬ذلك‮ ‬للأجندة‮ ‬اليمنية‮.. ‬ما‮ ‬أسباب‮ ‬ذلك؟
- الحقيقة أن ما تقوله الأمم المتحدة دائماً على لسان أمينها العام السيد أنطونيو غوتيريش ومبعوثه الخاص إلى اليمن السيد مارتن غريفيث من أن دورها في الأزمة اليمنية هو التسهيل والتيسير وتقريب وجهات النظر بين الأطراف اليمنية.. هو قول صحيح في ظاهره بحكم مهام الأمم المتحدة.. غير أن الحقيقة غير ذلك، إذ يجب أن تتجاوز الأمم المتحدة هذا الدور التقليدي النمطي وأن توصل رأيها وملاحظاتها إلى مجلس الأمن وإلى الدول الخمس الدائمة العضوية تحديداً، فالحرب في اليمن ليست حرباً أهلية ولا هي حرب بين أطراف يمنية فقط، وإنما هي حرب تخوضها مجموعة من الدول - ومنها دول دائمة العضوية - إقليمية ودولية ضد الشعب اليمني. ولا تحكمها وتتحكم فيها الأجندات اليمنية وإنما تشترك فيها أجندة إقليمية ودولية لم تعد خافية على الرأي العام المحلي ولا على الرأي العام العالمي.
ومع أن ما تقوم به الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص والمنظمات الدولية التابعة لها من جهود في المجالات الإنسانية يستحق الشكر والثناء ولا يمكن إغفاله.. إلا أن المؤمل هو أن يكون صوت الأمم المتحدة أقوى في المجالات السياسية وأهمية التوصل إلى حلول ملزمة للأطراف اليمنية‮ ‬ولدول‮ ‬العدوان‮ ‬على‮ ‬حدٍ‮ ‬سواء‮.‬
فمثلاً منذ مشاورات السويد في نهاية العام الماضي 2018 م وحتى الآن ونحن نقدم المبادرات تلو المبادرات لتحريك ملف الأسرى والملف الاقتصادي وتفاهمات تعز وفتح مطار صنعاء وهي الملفات التي تدعم وتعزز خطوات بناء الثقة ولكن للأسف يرفضها الطرف الآخر، وفي المقابل نجد أن‮ ‬الأمم‮ ‬المتحدة‮ ‬صامتة‮ ‬حتى‮ ‬عن‮ ‬أن‮ ‬توضح‮ ‬هذا‮ ‬الرفض‮ ‬والتعنت‮ ‬لمجلس‮ ‬الأمن‮ ‬والمجتمع‮ ‬الدولي‮. ‬

‮< ‬تحركت‮ ‬وزيرة‮ ‬الخارجية‮ ‬السويدية‮ ‬بالمنطقة‮ ‬بهدف‮ ‬احياء‮ ‬اتفاق‮ ‬ستوكهولم‮.. ‬ترى‮ ‬هل‮ ‬هناك‮ ‬ضوء‮ ‬اخضر‮ ‬من‮ ‬قبل‮ ‬قوى‮ ‬مؤثرة‮ ‬بالأحداث‮ ‬باليمن‮ ‬سمح‮ ‬بهذا‮ ‬التحرك؟
‮- ‬لابد‮ ‬أولاً‮ ‬من‮ ‬التأكيد‮ ‬على‮ ‬الدور‮ ‬الحيوي‮ ‬والمهم‮ ‬الذي‮ ‬لعبته‮ ‬الدبلوماسية‮ ‬السويدية‮ ‬ومملكة‮ ‬السويد‮ ‬الصديقة‮ ‬بشكل‮ ‬عام‮ ‬خلال‮ ‬المشاورات‮ ‬الماضية‮. ‬وهو‮ ‬دور‮ ‬إيجابي‮ ‬يستحق‮ ‬الشكر‮ ‬والتقدير‮.. ‬
وتأتي زيارة وزيرة الخارجية السويدية للمنطقة (قبل استقالتها من منصبها) للدفع بعملية السلام اليمنية قدماً واستكمال العملية السياسية التي وضعت لبناتها الأولى في مشاورات السويد. ولابد أن الوزيرة السويدية استمعت خلال جولتها الأخيرة إلى وجهة نظر الأطراف والقوى الفاعلة‮ ‬حول‮ ‬أسباب‮ ‬تعثر‮ ‬تنفيذ‮ ‬ملفات‮ ‬مشاورات‮ ‬السويد‮ ‬ومنها‮ ‬ملف‮ ‬الأسرى‮ ‬ومطار‮ ‬صنعاء‮.‬
إن حكومة مملكة السويد ترى أن الانجاز الذي تحقق خلال مشاورات ستوكهولم والدعم الدولي الذي حظيت به هذه المشاورات وما قامت به السويد تحديداً في سبيل تيسير ونجاح هذه المشاورات موضوع جدير بالاهتمام والمتابعة وإزالة العراقيل التي تعترض تنفيذه وربما جاءت زيارة وزيرة‮ ‬الخارجية‮ ‬السويدية‮ ‬للمنطقة‮ ‬في‮ ‬هذا‮ ‬الإطار‮. ‬

‮< ‬هناك‮ ‬ايضا‮ ‬من‮ ‬يرى‮ ‬ان‮ ‬السعوديين‮ ‬يدفعون‮ ‬باتجاه‮ ‬فتح‮ ‬مطار‮ ‬صنعاء‮ ‬لإيقاف‮ ‬غارات‮ ‬الطائرات‮ ‬المسيرة‮ ‬على‮ ‬مطاراتها‮ ‬الجنوبية‮.. ‬ما‮ ‬تعليقكم؟
- الحقيقة أن الحصار المفروض على مطار صنعاء وغيره من المطارات اليمنية يُعد سابقة لاإنسانية ولاأخلاقية في تاريخ الحروب والصراعات.. وهناك حروب معاصرة شهدتها معظم دول العالم من أوروبا الشرقية إلى أمريكا اللاتينية ومن جنوب شرق آسيا إلى حروب العراق وسوريا ودول إفريقيا لم تغلق خلالها المطارات المدنية ولم تمنع شركات الطيران من الهبوط والإقلاع فيها ولم يتم حصار المرضى والطلاب ورجال الأعمال كما هو الحال في مطار صنعاء منذ بداية العدوان وحتى الآن.. والهدف من ذلك هو تضييق الخناق على الشعب اليمني وإذلاله وتركيعه وإخضاعه للعدوان‮..‬
ومع أن صواريخ الجيش اليمني وطائراته المسيرة تستهدف الأهداف ذات المجال الحيوي العسكري فقط في مطارات نجران وأبها وغيرها من المطارات السعودية ولا تستهدف الأجزاء المدنية منها.. إلا أن موازنة القوى وتوازن الردع بات أمراً ضرورياً وملحاً لمواجهة هذا الحصار الجائر‮ ‬الذي‮ ‬يستهدف‮ ‬المطارات‮ ‬اليمنية‮ ‬فالمطار‮ ‬بالمطار‮ ‬والميناء‮ ‬بالميناء‮ ‬والنفس‮ ‬بالنفس‮ ‬والعين‮ ‬بالعين‮ ‬والأنف‮ ‬بالأنف‮ ‬والأذن‮ ‬بالأذن‮ ‬والسن‮ ‬بالسن‮ ‬والجروح‮ ‬قصاص‮. ‬

‮< ‬هناك‮ ‬من‮ ‬يخشى‮ ‬ان‮ ‬ينخرط‮ ‬انصار‮ ‬الله‮ ‬في‮ ‬حوار‮ ‬مع‮ ‬الأمريكان‮ ‬او‮ ‬السعوديين‮ ‬بأجندة‮ ‬تتعلق‮ ‬بالجماعة‮.. ‬ِبمَ‮ ‬تنصح‮ ‬انت؟
- الحقيقة أن الدول الداعمة والمؤيدة والمشاركة في العدوان على اليمن ومنها الولايات المتحدة الأمريكية باتت تدرك مؤخراً أن لا حلاً عسكرياً في اليمن مهما طال أمد الحرب ومهما كانت همجية هذا العدوان الغاشم. وأن الحل السياسي فقط هو المتاح. وبالتالي فلا مناص أمامها‮ ‬من‮ ‬الحوار‮ ‬مع‮ ‬السلطة‮ ‬السياسية‮ ‬القائمة‮ ‬فعلياً‮ ‬في‮ ‬صنعاء‮ ‬بمجلسها‮ ‬السياسي‮ ‬وحكومة‮ ‬الانقاذ‮ ‬ومجلس‮ ‬النواب‮ ‬الدستوري‮ ‬ومكوناتها‮ ‬السياسية‮ ‬المتمثلة‮ ‬في‮ ‬أنصار‮ ‬الله‮ ‬وشركائهم‮ ‬والمؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬وحلفائه‮..‬
واللقاءات الثنائية بين ممثل عن أي مكون وبين الأطراف الدولية قد لا يعني بالضرورة ذهاب هذا المكون للتفاوض لوحده ولمصلحته بعيداً عن المصلحة الوطنية وبعيداً عن الأطراف السياسية الأخرى. إذ أن ظروف الحرب والحصار المفروض على بلادنا تجعل من الصعوبة بمكان وصول الوفود السياسية إلى صنعاء أو خروج الوفد الوطني بسهولة من صنعاء. وبالتالي فلابد من وجود مثل هذه اللقاءات والمباحثات خارج البلاد ومع الأطراف الرئيسية في العدوان على بلادنا.. والتفاوض مع الدول الكبرى والتي هي أعضاء فاعلة ومؤثرة في مجلس الأمن وقرارات وتوجهات المجتمع‮ ‬الدولي‮ ‬والسياسة‮ ‬الدولية‮ ‬هو‮ ‬الذي‮ ‬سيؤدي‮ ‬إلى‮ ‬نتيجة‮ ‬لأن‮ ‬الأطراف‮ ‬الإقليمية‮ ‬الأخرى‮ ‬هي‮ ‬مجرد‮ ‬أدوات‮ ‬في‮ ‬يد‮ ‬الدول‮ ‬الكبرى‮.. ‬
كما أن الإخوة في أنصار الله يدركون بالتأكيد أن أي مفاوضات يجب أن تكون تحت مسمى السلطة السياسية القائمة في صنعاء والمتمثلة في المجلس السياسي وحكومة الانقاذ والتي يجب أن يعترف بها المجتمع الدولي ويتفاوض معها.. وليس من مصلحة أنصار الله ولا من مصلحة أي مكون سياسي‮ ‬مناهض‮ ‬للعدوان‮ ‬أن‮ ‬يتبنى‮ ‬التفاوض‮ ‬مع‮ ‬دول‮ ‬العدوان‮ ‬منفرداً‮ ‬أو‮ ‬خارج‮ ‬إطار‮ ‬السلطة‮ ‬السياسية‮ ‬القائمة‮.. ‬ولا‮ ‬شك‮ ‬أن‮ ‬أنصار‮ ‬الله‮ ‬يدركون‮ ‬ذلك‮ ‬جيداً‮.‬


‮< ‬التطورات‮ ‬بالمحافظات‮ ‬الجنوبية‮ ‬وعلى‮ ‬ضوء‮ ‬فضيحة‮ ‬تحالف‮ ‬العدوان‮ ‬بإظهار‮ ‬اهدافه‮ ‬ومآربه‮ ‬الحقيقية‮ ‬هل‮ ‬ستزيد‮ ‬المشهد‮ ‬تعقيدا‮ ‬ام‮ ‬انها‮ ‬ستمثل‮ ‬بكل‮ ‬مخاطرها‮ ‬بداية‮ ‬نحو‮ ‬تسوية‮ ‬جادة؟
- المواجهات العسكرية المسلحة التي حدثت مؤخراً بين ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي وما تُسمى بقوات الشرعية هي عبارة عن خليط متراكم من الصراعات المناطقية والاقليمية الناتجة عن الارتهان للخارج والارتزاق والعمالة على حساب المواقف الوطنية وقضايا اليمن الكبرى.. فقد أفرزت هذه المواجهات - على سبيل المثال - ما كان مخبوءاً في طيات التاريخ اليمني القريب الذي يعود إلى عام 1986 م بين رفاق الدرب في ما كان يعرف بالشطر الجنوبي من الوطن.. كما أنها أفرزت بوضوح الصراع الإماراتي القطري الذي كانت أدواته المجلس الانتقالي الجنوبي‮ ‬بالنسبة‮ ‬للإمارات‮ ‬والتجمع‮ ‬اليمني‮ ‬للإصلاح‮ ‬بالنسبة‮ ‬لقطر‮. ‬
وأياً كانت خلفيات ودوافع وأبعاد هذا الصراع فقد أوضح بجلاء أن اللصوص يختلفون على المسروق والعملاء والخونة يقتلون لإثبات الولاء لأسيادهم بعيداً عن القيم والأهداف والغايات الوطنية العليا.. حتى أن الطرف الآخر الداعم والمؤيد للعدوان بدأ الآن يدرك أنه تعرض لخديعة‮ ‬كبرى‮ ‬ظهرت‮ ‬ردود‮ ‬أفعالها‮ ‬في‮ ‬إعلامه‮ ‬وتصريحات‮ ‬قياداته‮ ‬بصورة‮ ‬واضحة‮..‬
ومع صدور قرار المجلس السياسي الأعلى بتشكيل فريق المصالحة الوطنية والحل السياسي الذي تزامن مع الأحداث المشار إليها.. فإنه يعتبر فرصة لأن يحل اليمنيين مشاكلهم بأنفسهم بعيداً عن الاملاءات والضغوط الخارجية التي تستهدف اليمنيين جميعاً ولن تستثني أحد.
وإننا‮ ‬ننظر‮ ‬بأسى‮ ‬عميق‮ ‬وحزن‮ ‬بالغ‮ ‬إلى‮ ‬كل‮ ‬قطرة‮ ‬دم‮ ‬يمنية‮ ‬تسقط‮ ‬في‮ ‬أي‮ ‬منطقة‮ ‬ومن‮ ‬أي‮ ‬طرف‮.. ‬فهل‮ ‬يعي‮ ‬ذلك‮ ‬الطرف‮ ‬الآخر‮ ‬الذي‮ ‬رهن‮ ‬نفسه‮ ‬وقراره‮ ‬وضميره‮ ‬ومصالحه‮ ‬للعدوان‮ ‬ومن‮ ‬يقف‮ ‬وراء‮ ‬العدوان‮!‬؟‮ ‬
وهل‮ ‬ستدفع‮ ‬هذه‮ ‬الأحداث‮ ‬المغرر‮ ‬بهم‮ ‬والواهمون‮ ‬والمخدوعون‮ ‬في‮ ‬الشمال‮ ‬والجنوب‮ ‬إلى‮ ‬أن‮ ‬يعتبروا‮ ‬أن‮ ‬الدم‮ ‬اليمني‮ ‬على‮ ‬اليمني‮ ‬حرام‮. ‬وأن‮ ‬الوطن‮ ‬يتسع‮ ‬للجميع‮ ‬وأنه‮ ‬لن‮ ‬يحل‮ ‬مشكلة‮ ‬اليمن‮ ‬إلا‮ ‬اليمنيون‮ ‬أنفسهم‮ !‬؟‮ ‬
هذا‮ ‬ما‮ ‬نأمله‮ ‬ونرجوه‮.. ‬

‮< ‬اخيرا‮ ‬هناك‮ ‬من‮ ‬يعتبر‮ ‬تشكيل‮ ‬فريق‮ ‬للمصالحة‮ ‬الوطنية‮ ‬سيحل‮ ‬محل‮ ‬الوفد‮ ‬الوطني‮.. ‬هل‮ ‬من‮ ‬توضيح‮ ‬لهذا‮ ‬الامر؟
- الحقيقة أن هذا الموضوع سابق لأوانه. بالإضافة إلى أنه ليس عنصراً مهماً في مآلات القضية اليمنية ومسار المشاورات والمفاوضات السياسية القادمة.. إذ أن تمثيل الصف الوطني والمجلس السياسي وحكومة الإنقاذ في أي مفاوضات قادمة ليس حصراً ولا حكراً على شخصيات محددة. وبالإمكان‮ ‬أن‮ ‬يقوم‮ ‬به‮ ‬أي‮ ‬شخص‮ ‬يمثل‮ ‬الاتجاه‮ ‬الوطني‮ ‬المواجه‮ ‬للعدوان‮.. ‬
وباعتبار أن الوفد الوطني المفاوض تشكل بموجب قرار المجلس السياسي الأعلى وبتوافق مكوني أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام وحلفائهما وبحسب الرسالة الموجهة من المبعوث الأممي السيد مارتن غريفيث لقيادة المكونين.. فإن قرار تشكيل الوفد المفاوض من جديد يرجع لقيادة المكونين‮ ‬والمجلس‮ ‬السياسي‮ ‬الأعلى‮. ‬

‮< ‬كلمة‮ ‬اخيرة‮..‬
‮- ‬ختاماً‮.. ‬أكرر‮ ‬الشكر‮ ‬لصحيفة‮ »‬الميثاق‮« ‬ورئيس‮ ‬وهيئة‮ ‬تحريرها‮.. ‬
المجد‮ ‬والخلود‮ ‬للشهداء‮.. ‬
والشفاء‮ ‬للجرحى‮.. ‬
والنصر‮ ‬لليمن‮ ‬بإذن‮ ‬الله‮ ‬تعالى‮. ‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "حوارات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)