سعد الحيمي - هناك أسماء ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأحداث العظام في تاريخ الشعوب وتتولد توأمة بينها وبين تلك الإشراقات المنيرة، فتتلازم أسماؤهم بها وتقترن بذكرها، وعلى سبيل الذكر على ذلك ثورتنا العظيمة »سبتمبر وأكتوبر« فلا يمكن أن تذكرها دون أن تتذكر.. قحطان والسلال وعبدالمغني وراجح لبوزة، والنعمان والجاوي والزبيري وجرادة وغيرهم،
لكن البردوني اقترن بها (كمارد للثورة) فقد قارع الطغاة قبل وأثناء وبعد الثورة وارتبطت قصائده بروح وضمير الشعب وتمثلت سيرته وقصائده أخلاق ومبادئ الثورة والحرية حتى وافانا رحيله الشامخ وهو كالنخيل واقفا.
وليس شرطا أن يكون ذلك الارتباط مشروطا بالاشتراك المباشر في صنع الحدث أو أن يكون الاسم مسجلا في كشوف الضباط الأحرار فكم من اسم مسجل ولا ذكر له وكم من اسم اقترن بهذه المنعطفات إقتران النقش في الحجر
فاهو (رجل سبتمبر الزعيم الشهيد / إبراهيم الحمدي) لم يكن من ضمن قائمة الضباط ولا من ضمن فيلق دبابة الثورة ولكنه تواءم مع الثورة وأضحى رجل سبتمبر الأول من خلال تجسيده لمبادئ تلك الثورة وتمثل أخلاقها وترجمة أهدافها.
( كروان الثورة)
ومثل الحمدي هو أيوبنا الذي قد لايكون اشترك في تلك الثورة مباشرة لكنه ساهم تعاطفا وتفاعلا بحكم صغر سنه وتواجده في مسقط رأسه النائي لكنه الفنان الذي نقش سبتمبر على جدار قلوبنا وعزفه على أوتار شعورنا وسكبه شلالات في جدب نسياننا، فلايمكن أن ترى راية سبتمبر دون أن يخطر ببالك صوته مرددا
( أيها الخافق الذي تتفيأ
ظله الصافنات والهيجاء )
ولا أتخيل حرا ووفيا لايردد بعده
( عن طريق شقه ذو يزن
واهمٌ من ظن أنّا ننثني )
أما تجسيد الأخلاق فهو مخاض تلك الصنوية وقد جسدها أيوب عملا من خلال عزة نفسه وكبرياء طبعه فمشهور عنه عدم التطبيل وتبجيل الأفراد، وفنا يقول لنا
( سوف تبقى في مدى الأيام
أخلاقنا زاهية لن تخلقا )
وتعمقا في وصف تلك الأخلاق فهو يرسمها بصورة جلية ومشرقة وعامة
( املأوا الدنيا ابتساما )
ويؤكد على مضمون تلك الأخلاق الثورية الحرة والكريمة بقوله
( وارفعوا للشمس هاما )
كمبدأ لتلك الأخلاق وثباتا عليها قال
(واهم من ظن أنّا ننثني )
وتأكيدا لذلك الإيمان الذي لن يتزعزع فهاهو يرحب بسبتمبر العيد الذي شبهه بالزمن وهل لأحد أن يلغي الزمن وخلوده
أهلا بعيد اليمن سبتمبر الوضاح
ياخالدا كالزمن نفديك بالأرواح
وسيظل نشيده الدائم والخالد نغمة إرادة تنشدها ألسنتنا :
دمت ياسبتمبر التحرير يافجر النضال
ثورة تمضي بإيمان على درب المعالي
تسحق الباغي تدك الظلم تأتي بالمحال.
فسلام عليك ياكروان الثورة في كل حين وأوان.
|