سليمان منصور الدحان - تتوالى السنون، وتمضي تباعاً لتشهد كُل فترة احداثاً ومتغيرات تعصف بهذا الوطن، فمنها الجيد ومنها السيئ، احداثاً تسجل في تاريخ هذا الوطن، ولكن لم ولن يتم ذكرها او الاحتفال بها، وربما انها احداث مأساوية، وحينها تمر الأيام وتعيد ذكرى شعلة انارت اليمن واضاءت شموعه، ذكرى خُلد في التاريخ ذاته ولم ينسه احد بل وجد ليسعد الشعب بقدومه.
السادس والعشرون من سبتمبر، انها الثورة المجيدة التي شهد اليمن فيها خلع عباءة الجهل والتخلف، والرجعية والمنطقية، والعنصرية، ولتسطع بنور العلم والوحدة والتطور، لترمي رداء الامامة المقيتة والتي ألقت على اليمن بظلها الاسود خلال فترة تواجدها.
ان شعب اليمن وعلى مر التاريخ صنع معجزات وواجه التحديات لينير ارضه، وليدافع عنه من جميع الشذوذ التي رميت نحوه، وحاولت استعباده، ليقول كلمته بأن اليمن ستحيا مادامت الاجساد تتنفس.
سبتمبر المجيد الذي لم يذكر اسمه قط الا وشعر جميع اليمنيين به يسري في عروقهم، فمع اختلاف الاحزاب والقوى الدينية والجماعات وغيرها، الا ان هذه المناسبة العظيمة لم يتفرقوا فيها، بل توحدوا، وعملوا على ذكرها وعدم تجاهلها، والتي صنع اجدادنا منها رمزاً للحرية والتحرر من العبودية.
ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، شعلة اوقدها الجمهوريون بعد دك معقل الامامة، والتي حاولت التشبث بكل شيء، إلا انها احرقت، لتصبح رمادا يحاول البعض جمع رفاتها، الا انها لن تعود، مادام الجمهوريون يتنفسون من ريح اليمن ومجدها القديم بقدم الارض.
هذه الثورة التي جعلت اليمنيين يفتخرون بأنهم من ابنائها ومن قاداتها، والتي وضعت طريقاً يمشي فيه كل جيل دون اين يحيد عنه احد، حتى وان رأيت من يحاول ان يطفئ شعلتها الا ان نورها تحرقه واقدام اليمنيين تدوسه، ثورة لم ولن تندثر وهي الآن تعيد ذكراها بعامها الـ57، ورغم ما يحدث في اليمن السعيد من عدوان وحرب وتجارة للارواح الا انها لم تنس او تضع هذه المناسبة في طي النسيان، ثورةً غُرست في دماء كل اليمن وفي رحم الامهات، واللائي لم يلدن سوى كل يمني وحدوي سبتمبري شريف، ولنا في الشهيد الحي علي عبدالله صالح خير مثال.
❊ ناشط سياسي وإعلامي
|