راسل القرشي - كانت مبادرة صنعاء التي اعلنها رئيس المجلس السياسي الاعلى محمد المشاط واضحة وغايتها التهيئة لإيقاف كل صور واشكال العدوان والصراعات القائمة والجلوس على طاولة الحوار والوصول إلى السلام..
ايقاف العدوان وتحقيق السلام هو مطلب غالبية ابناء الشعب التواقين لإنهاء كل الآلام والأوجاع التي يعيشونها منذ قرابة خمسة اعوام نتيجة العدوان والحصار الجائر اللذين تسببا باستشهاد عشرات الآلاف من المدنيين وفي مقدمتهم الاطفال والنساء .. كما تسببا بموت عشرات الآلاف من المدنيين نتيجة الاوبئة التي تسبب بظهورها العدوان وانعدام الأدوية واغلاق مطار صنعاء الدولي ، ونتيجة سياسة التجويع التي انتهجها قادة العدوان دون خجل..
إن المصالحة الوطنية مطلب شعبي لإنهاء كل تلك الأوجاع والآلام والتوافق بين كافة المكونات السياسية والمدنية للتوجه الجاد والمسئول صوب تحقيق السلام وإعاده إعمار ما خربه العدوان وما خربته آلة الحرب الملعونة طيلة خمس سنوات..
فكيف قابل قادة النظام السعودي تلك المبادرة التي اكدت على ايقاف اطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة من قبل الجيش اليمني على الاراضي السعودية وكان آخرها العملية الناجحة على شركة ارامكو بمنطقة بقيق ؟..
لم يتفاعل النظام السعودي مع ما جاء بمبادرة صنعاء وقابلها بكبر وغرور وصلف كعادته ليؤكد استمراره في العدوان واستهداف المدنيين اليمنيين والاستخفاف بحياتهم..!!
قابل النظام السعودي مبادرة صنعاء بعنجهيته المعهودة وكل ذلك بأوامر من قبل من يسيّرونه ويوجهونه ..، كون النظام السعودي وحلفائه مجرد أدوات لتنفيذ الأجندة الأمريكية والبريطانية والغربية عموماً ..؛ كما هي مهمة من يسمون انفسهم "الشرعية" حيث يتم استخدامهم كأدوات من قبل النظامين السعودي والإماراتي لتحقيق اهدافهما واهداف سادتهم الغربيين..
رد النظام السعودي وحلفائه على مبادرة صنعاء باستمرار تسييره لطيرانه العسكري وقصف العديد من مناطق الجمهورية وفي مقدمتها محافظة عمران والضالع حيث تم استهداف تجمعات سكنية ادت إلى استشهاد واصابة اكثر من ثلاثين مدنياً معظمهم اطفال ونساء..
لا أمل مطلقاً ان يتفاعل النظام السعودي ومن معه مع أي مبادرة تفضي الى إيقاف العدوان والعودة إلى طاولة المفاوضات والوصول إلى اتفاقات تقود إلى تحقيق السلام في اليمن..
لن يتم ايقاف هذه الحرب العدوانية التي يشنها النظام السعودي وحلفاؤه على اليمن واليمنيين ما دامت الحكومة البريطانية والإدارة الأمريكية هم من يرفضون اي توجه لتحقيق السلام وهم من يحرضون انظمة العدوان على الاستمرار في تدمير اليمن واستهداف المدنيين..
فلا تنتظروا من هؤلاء أي سعي لإيقاف العدوان أو حتى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء والخصوم وتحقيق السلام.. هم ليسوا سوى محرضين ويعملون على صب الزيت في النار لتشتعل أكثر وأكثر.. وسياستهم عقيمة لا قيم لها ولا أخلاق..، ومبدأهم المصلحة لا غير !!
|