مطهر تقي - من جديد يطل العميد يحيى سريع الناطق الرسمي باسم الجيش اليمني ليعلن خبراً غير عادي بل غير مسبوق عبر سنوات العدوان على الشعب اليمني وهو خبر قتل وجرح واسر قرابه ثلاثة ألوية من قوات العدوان في محور نجران من المغرر بهم من اليمنيين وفصيل من القوات السعودية وآخر من السودانية والاستيلاء على العشرات والعشرات من العربات والآليات السعودية على أيدي الجيش اليمني خلال ثلاثة ايام من القتال المستعر الذي حدث في أغسطس الماضي وتم الإعلان عنه السبت الماضي 28 سبتمبر 2019م فكانت اياماً فارقة في القتال البري بين الجيش اليمني وجيش العدوان وسيسجل التاريخ العسكري ذلك النصر للقوات اليمنية يوماً فاصلاً بين القوات المعتدية وبين القوى المدافعة عن أرضها وعلامة تحول في مسار القتال الذي سيفضي بقوة لله الى إقناع القيادة السعودية بأن ارادة الشعوب هي من اراده لله وان القتال والعدوان قد وصل الى نهاية قوته ولا بد للقيادة السعودية أن تجنح للسلام وتترك لليمنيين الحرية في حل خلافاتهم بدون تدخل منها أو من غيرها وان الدرس الاخير الذي لقنها الجيش اليمني كفيل بوضع حد للغرور والتكبر للقيادة السعودية على الشعب اليمني الذي طال أمده وتجاوز حده..
إن النصر من الله في نجران ومثلها ماتم في جيزان وعسير خلال السنوات الماضيه من بطولات خارقة لارادة الجيش اليمني كأنها تقول لنا أن الشعب اليمني وجيشه وقيادته تثأر لليمن عن عدوان وحرب عام 1934 الذي تمكن فيها الملك السعودي عبدالعزيز من احتلال تلك الاراضي اليمنية الغالية غصبا وعدوانا مازال جرحها يئن في قلب كل يمني وان قرابه ثمانين عاما من الاحتلال السعودي لتلك الأراضي لا يمكن لها أن تنسى الاجيال اليمنية القادمة أراضيها الغاليه والتي هي جزء من اليمن عبر التاريخ ولا بد من عودة الحق لأصحابه واذا كانت القيادات اليمنية منذ احتلال القوات السعودية نجران وعسير وجيزان قد خضعت للأمر الواقع ولمنطق القوة والهيمنة السعودية فإن الزمن القادم ينبئ بأن الارض اليمنية ستلتحم من جديد بالارض اليمنية... واذا كان هذا الحديث في نظر البعض هو حديث احلام يقظة ومجرد اماني فما يدري ذلك البعض أن قادم الزمن بأجياله اليمنية ستحقق ذلك الحلم..
والمهم بعد معركة نجران أن نتائج تلك المعركة تحتم خضوع القيادة السعودية السياسية لارادة الشعب اليمني الصامد المدافع عن أرضه وكرامته وان السلام اليوم ارخص من السلام يوم غد فلم يعد أمام الشعب اليمني ما يخسره بعد خمس سنوات من القتل والدمار أما السعودية فلا زال سجل الاهداف العسكرية والاقتصادية فيها تحت ارادة الجيش اليمني وان من الخير للسعودية أن توقف العدوان وترفع الحصار كما أن نصر القوات اليمنية الأخير يؤكد للقوى اليمنية التي لا زالت مرتهنة للارادة السعودية بأن النصر العسكري محال وان حوار الاخوه وفق الثوابت الوطنية وتحت قاعدة السلام العادل الذي يضمن لليمن وحدة أراضيه والشعب اليمني استقراره وتحمل كل القوى السياسية مسؤولية النهوض باليمن واصلاح ما أفسده العدوان والفرقة بين أبناء الوطن الواحد هو الحل الاول والاخير فيكفينا يا اخوتنا قتلاً وفرقة واهداراً للدم اليمني..
اخيراً التحية والاعجاب الشديد بوطنية وحرفية ابن خولان الطيال اليمانية وزير الدفاع اللواء محمد العاطفي الذي يقود صمود وانتصارات القوات المسلحة منذ ما يقرب من خمس سنوات بشجاعة وعلم القائد العسكري المتفرد.. ولن ينسى الشعب اليمني اطلالة العاطفي على مدينة نجران وهو يتفقد أبناء القوات المسلحة المرابطين في نجران في عيد الاضحى الماضي ولا ينسون كذلك وهم يرونه في غرفة العمليات يقود معركة يوم الفرقان في نجران ويلتقي بجنوده ويقسم لهم بقوله : والله لو وضعوا ملك دول التحالف في يميننا ووضعوا قوات دول دعم العدوان في شمالنا على أن نتنازل عن كرامة اليمن أو نتنازل عن ذرة من تراب يمننا هذا لا يمكن أن يكون... فلا فض فوك يا عاطفي ولا صمت لك سلاح..
والله ناصر كل يمني يدافع عن كرامة وسيادة وطنه.
|