راسل القرشي - " انا مسئول عن أي جريمة حدثت في عهدي "
هكذا قال محمد بن سلمان لمذيعة "سي بي اس" الامريكية في رده على سؤال حول مقتل خاشقجي..
انه مسئول عن كل جريمة حدثت في عهده منذ ان تسلم ولاية العهد واصبح قائداً سعودياً..
مسئول عن جريمة خاشقجي رغم انه كما قال لم يوجه بقتله.. ومسئول عن جرائم التعذيب المرتكبة ضد المعارضات لحكمه في سجونه.. رغم انه ايضاً نفى علمه بها وان قوانين بلده ضد التعذيب..، ولكن هل هو مسئول عن جرائمه في اليمن.. عن قتل عشرات الآلاف من الاطفال والنساء والشباب.. عن تدميره لليمن..؟!
جرائمه في اليمن تمت بصواريخ الموت التي وجه بها منذ العام 2015م.. فهل يعلم بها أم أن تلك الجرائم ارتكبت دون علمه؟!
التناقضات التي نسمعها من بن سلمان بين الفينة والأخرى يؤكد من خلالها أنها ثعلب ماكر.. يعمل على إلصاق تلك الجرائم بغيره، ورغم أنه قائد سعودياً كما قال وكل تلك الجرائم المرتكبة والتي لاتزال تُرتكب حدثت في عهده إلا أن ما يقوله ليس له معنى.. قد تكون مخارج له حسب اعتقاده وحسب ما تمليه عليه الإدارة الأمريكية وتوجهه بقول ما يقول، إلا أنه مجرم حرب ولا يمكن لكل ما يقوله ان يعفيه أو يبرئه من تلك الجرائم..
من لا يعرف محمد بن سلمان سيصدق كل ما يقوله ولكن كل جرائمه وافعاله توجب على العالم ملاحقته كمجرم حرب ومرتكب جرائم ضد الإنسانية..
تتذكرون جيداً عندما قال إن الوهابية أداة حرب وتم توظفيها بطلب من حلفائه.. وهو بقوله هذا كشف حقيقة افعاله الإجرامية التي وصلت إلى كل بيت في اليمن وسوريا والعراق وليبيا..!!
وتتذكرون أيضاً عندما قال قبل اكثر من عام بوضوح بأن الوهابية - المنهج الديني والثقافي والسياسي الذي يسير عليه نظام آل سعود - هي منبع الأفكار المتطرفة وهي سبب رئيسي في انتشار الجماعات الإرهابية في العالم، فكيف بنا أن نصدق هذا المعتوه بما يسميها توجهاته صوب الاسلام الوسطي في الوقت الذي ما زال يدلل ويدعم ويمول تلك الجماعات بكل اشكال الدعم.. ويوجه طائراته الحربية لتنفيذ جرائم حرب بحق المدنيين في اليمن..؟!!
ولد سلمان يفضح نفسه بما يردده من ترهات في أكثر من وسيلة اعلامية أمريكية ودولية..، ويعري نظامه الداعم للتنظيمات الإرهابية وقادتها وعناصرها.. وفي الوقت نفسه يأتي ليعكس بأنه الحريص على محاربة هذه التنظيمات والجماعات بتوزيعه كلاماً سخيفاً لا يمكن للعاقل ان يصدقه أو يثق به مرة أخرى وهو المتاجر بالدين والمحرف لتعاليمه ونصوصه والموظف لها لتنسجم مع رغباته ونزواته وطموحاته الإجرامية..!!
وحقاً.."كاد المسيئ أن يقول خذوني!!
طموح بن سلمان لا حدود له ألا إنه يتناقض بين ما يقوله وما يفعله سواء فيما يتعلق بالعلاقات مع اسرائيل أو ما يخص سوريا واليمن.. ففي الوقت الذي ينفي لوسيلة إعلامية أمريكية ما يردده البعض من وجود مصالح اسرائيلية سعودية، يؤكد لوسيلة أخرى أمريكية ايضا أن لدى نظامه الكثير من المصالح مع إسرائيل..!!
ولد سلمان سيدمر مملكته لا محالة بفعل سياساته العدوانية الهوجاء من جهة وتوجهاته الإقصائية والاستبدادية الداخلية من جهة أخرى.. وسيقوده ترامب والحلفاء الآخرون إلى هذه النهاية قطعاً..
لا همَّ لترامب وغيره من الأنظمة الغربية سوى مصالحها وجني المزيد من الأموال التي تحافظ بها على هيمنتها وسيطرتها على العالم..؛ وليس هناك مثل النظام السعودي الذي يمكن ان يمد خزائن تلك الأنظمة بالأموال..، فهي من توفر له الحماية كما قالها ترامب عشرات المرات وهي من توفر له الغطاء السياسي والعسكري لكل ممارساته وجرائمه التي يرتكبها في اليمن وفي أكثر من منطقة ومكان..
ويقيناً لم ولن يجد محمد بن سلمان نفسه بعد حين إلا وحيداً يندب حظه العاثر الذي قاده إلى تدمير المنطقة وتدمير بلاده وحينها لن ينفع الندم..!!
|