حوار/ إبراهيم الحجاجي -
سيظل المؤتمر الشعبي العام ثابتاً وقوياً ومشروعاً وطنياً مستديماً، كونه من الوطن وإليه.. لا مكان للمزايدين وعشاق المصالح ومن مجموعة الاشخاص الذين يتحدثون هنا وهناك باسم المؤتمر لا يشكلون أي رقم إطلاقاً.. المؤتمر هو المتواجد داخل اليمن بقيادة الشيخ صادق بن أمين ابو راس وقاعدته الشعبية التي تتجاوز ستة ملايين من اليمنيين.. المنظمات الدولية مرتبكة في مهامها وتربك المنظمات المحلية معها..
هذه وغيرها من المفردات المهمة التي سردها الدكتور عصام العلفي رئيس اتحاد منظمات المجتمع المدني عضو اللجنة الدائمة الرئيسية للمؤتمر الشعبي العام في هذا الحوار.
* بداية حدثنا عن دلالات احتفالات الشعب اليمني والمؤتمر الشعبي العام تحديدا بالذكرى الـ 52 للـ 30 نوفمبر في ظل الأوضاع التي تمر بها اليمن ؟
- نحتفل بهذه الذكرى العظيمة والغالية على نفوس ابناء اليمن، ونستحضر من خلالها الصمود والتضحيات التي قدمها شعبنا اليمني شمالاً وجنوباً لنيل حريته واستقلاله بطرد المستعمر الاجنبي، خاصة ونحن نعيش عدوانا واستعمارا جديدا، لنستلهم تلك المعاني الكبيرة لهذه المناسبة، ونؤكد هنا أن شعبنا سيحبط كل محاولات الإضرار بوحدته وانجازه التاريخي في تحقيق الجلاء..
أما بالنسبة للمؤتمر الشعبي العام فليس بغريب عليه إحياء المناسبات الوطنية كامتداد لمواقفه الوطنية العظيمة.
* كيف تقيم المؤتمر الشعبي العام في ظل ما تعرض له الحزب ويتعرض له الوطن بشكل عام ؟
- المؤتمر الشعبي العام ورغم التحديات والمخاطر الكبيرة التي واجهها منذ سنة 2011م وما بعد، استطاع أن يتعافى تدريجياً من كل الذي حدث.
* ما سر هذا التعافي رغم المخاطر التي تعرض لها ؟
- يعود أولاً لحنكة وحكمة قيادته ممثلة برئيس المؤتمر الشيخ صادق بن أمين ابو راس ونوابه وأمينه العام ووعي قاعدته العريضة على مستوى الوطن.
* بسبب ما سمي الربيع العربي سقطت أحزاب كبيرة في المنطقة كانت الانظمة على رأسها.. المؤتمر الشعبي العام ورغم ما تعرض له ورغم خروجه من السلطة إلا أنه ما زال ثابتاً يؤدي دوره السياسي والوطني.. ما دلالات هذا الثبات ؟
- يجب أن نفهم ويفهم الجميع أن اليمن هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي فيها نظام ديمقراطي تعددي، الانظمة التي سقطت وكانت تحكم من على رأس تلك الاحزاب كانت أنظمة شمولية، نظام يسيطر على السلطة ويريد الناس كلها تنضوي في إطار ذلك النظام، لكن اليمن تختلف وتغيرت في هذا الجانب منذ عام 1990 وما بعد وأصبح فيها تعددية سياسية والعديد من الاحزاب، لذلك استطاع المؤتمر أن يحافظ على نفسه ووجوده كبقية الاحزاب، لأنه إذا سقط المؤتمر سقطت جميع الاحزاب، وسقطت معها الديمقراطية والحرية ونعود الى العصور الحجرية أو الى ما قبل 62م اذا صح التعبير.
* تقصد البيئة السياسية ونشأة التعددية ؟
- من هذا المنظور.. فاليمن تختلف عن بقية الدول وهذا ما جعلنا نحافظ على المؤتمر وكذلك وجود قيادة حكيمة وقاعدة شعبية عريضة، كان الناس يعتقدون أن بقاء المؤتمر ببقائه في السلطة لكن اثبت المؤتمريون وفاءهم وثباتهم وتمسكهم بحزبهم ولم تغرهم أو تثنهم أي عوامل.
* ماذا ينبغي على المؤتمريين لتعزيز هذا الثبات.. من الجانب السياسي ؟
- حالياً يجب أن نفهم ماذا يعني الحزب الحاكم وغير الحاكم لأن هناك بعض القيادات ما زال يعيش اجواء الحزب الحاكم، يجب أن نتعامل مع الواقع.. لم نعد في السلطة وهذه سنة التعددية والتداول، اليوم أنت حاكم وغداً أنت معارض أو مستقل.
* هناك بعض من يحاولون استنساخ أو تمزيق المؤتمر.. علامَ يستند هؤلاء وهم لا يملكون أي عوامل لإنجاح مآربهم؟
- الذين خرجوا من المؤتمر ويدعون أنهم يمثلون الحزب لا يشكلون أي رقم، المؤتمر حزب كيان سياسي وطني كبير له أسس ولوائح تنظيمية ودوائر وقيادات منتخبة وقاعدة شعبية عريضة تتجاوز 6 ملايين من اليمنيين موجودة على الأرض، وهؤلاء المجموعة من الاشخاص الذين خرجوا من المؤتمر من اجمالي هذه الملايين لا يشكلون أي رقم إطلاقاً، المؤتمر هو الذي متواجد داخل الوطن يؤدي دوره الوطني خاصة أمام العدوان، المؤتمر هو المتواجد على الأرض بقيادته المنتخبة وجماهيره العريضة، هناك احزاب قوامها مجموعة اشخاص يستطيعون أن يسافروا ويمثلوا احزابهم، لكن المؤتمر ملايين، شعب، حزب وطن، نحن مع الواقع، مع قيادته الفعلية المتواجدة داخل الوطن.
* إذاً علامَ يراهن هؤلاء؟
- أياً كان الرهان هو خاسر.. نتابع اشخاصاً يحاولون الاجتماع والظهور هنا وهناك، لكنهم عاجزون وهم يعرفون جيداً أين يوجد المؤتمر، المؤتمر تنظيم سياسي ذو قاعدة جماهيرية كبيرة، هل تستطيع أن توجد قاعدة جماهيرية للمؤتمر في القاهرة أو الرياض، لا أعرف أن هناك رئيساً للمؤتمر سوى الشيخ صادق ابو راس ولا أميناً عاماً سوى غازي احمد علي ولا أمناء عموم مساعدين وقيادات كبيرة ومتوسطة سوى التي موجودة داخل الوطن، واجتماع الدائمة الرئيسية يقطع الطريق أمام أي شخص عندما اختارت قيادات الحزب بحسب النظم واللوائح وقناعة جماهير المؤتمر.
* بصفتك رئيس اتحاد منظمات المجتمع المدني.. علاقة المؤتمر الشعبي العام بمنظمات المجتمع المدني؟
- دائرة المنظمات الجماهيرية للمؤتمر أُنشئت لتكون نافذة المؤتمر للعمل الجماهيري وعمل المنظمات لتقديم الاعمال المدنية والطوعية والانسانية للجمهور، والمؤتمر الشعبي العام لا يدعم فقط المنظمات التي اعضاؤها مؤتمريون بل يدعم كل المنظمات، في الفترة الماضية كان المؤتمر يدعم كل المنظمات بما فيها التي ينتمي اصحابها الى بقية القوى والاحزاب، لم يكن يتعامل مع هذا معي وهذا ليس معي بل كان يتعامل بمنظور وطني كبير.
* ما ذا قدمت منظمات المجتمع المدني وتعاطيها مع الاحداث خاصة منذ بداية العدوان على اليمن؟
- منظمات المجتمع المدني تلعب دوراً كبيراً خاصة منذ بداية العدوان، لكن تغيب عنها وسائل الاعلام حتى أن الكثير من الناس لا تعرف ماذا تعمل وتقدم هذه المنظمات، ولو لاحظنا كل الاعمال منذ 2015 حتى الآن جميعها تنفذها وتتابعها منظمات المجتمع المدني، لكن التغطية الاعلامية ليست بذلك الحضور المطلوب، كما أن هناك منظمات لا تريد أن تظهر على وسائل الاعلام، وفي نفس الوقت المنظمات تؤدي دوراً كبيراً وتطلب مساندة المؤتمر متى ما احتاجت هذه المساندة من أجل تحقيق اهدافها التي هي أهداف وطنية في الاساس، كمساعدات انسانية أو تقارير خاصة بالضحايا من المواطنين جراء العدوان وتقديم العون في بعض المناطق.
* مدى التنسيق بين منظمات المجتمع المدني في اليمن والأمم المتحدة والجهات الخارجية الاخرى؟
- هناك ارباك في عمل منظمات المجتمع المدني مع المنظمات الدولية، بل إن المنظمات الدولية مرتبكة بنفسها، لأنها تعمل ضمن خطة الاستجابة الانسانية، والامم المتحدة تأتي بالاستجابة الانسانية من صنعاء.. نتفاجأ أنهم لا يقبلون الا بالخطة التي تأتي من عدن.. يتعاملون معها ويتجاهلوننا، مع ذلك هو عمل انساني ونحاول العمل مع المنظمات الدولية لتحقيق شيء ولو بالحد الأدنى.
| 
العلفي لـ"الميثاق": في ذكرى الاستقلال نستلهم تضحيات شعبنا وانتصاره لسيادته واستقلاله
