عبدالجبار سعد - دعم أمريكا والبيت الأبيض لإسرائيل ليست وليدة اليوم وإنما هو قديم بقدم دولة إسرائيل نفسها وربما قبل ذلك ، غير أن ماقدمه ترامب في فترة وجيزة من رئاسته تجاوز كل ماسبقه من الرؤساء قبله .
**
وعد ترامب في برنامجه الانتخابي بنقل سفارة بلاده الى القدس وفعلها بغير تردد بينما وعد كثير من الرؤساء من قبله وترددوا في التنفيذ..
وأتبع نقل السفارة اعترافه بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان متجاوزا كل قرارات الشرعية الدولية التي تعتبرها محتلة ، ولم يقف عند هذا الحد بل جاوزه الى ايقاف الاعانات الامريكية التي كانت تقدم لمنظمة الانوروا التي تتعلق باللاجئين الفلسطينيين لأن ترامب لم يعد يعترف بأن هناك لاجئين ولا يريد إن يقال أن هناك لاجئين فلسطينيين .
**
أكثر من ذلك قام بإغلاق مقر منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن وفي طريقه للسير بتطبيق صفقة القرن ارادان يوطن الفلسطينيين في اراضي لجوئهم ، الاردن ولبنان وماتبقى في سيناء المصرية وعلى دول النفط أن تمول هذه الصفقة التي كان يظن انها ستمحو شيئا اسمه قضية فلسطين وتريح اسرائيل الحليفة من العناء .
غيرأن رد الفعل الفلسطيني والعربي المساند كان صفعة كبيرة لترامب وصهيره الغالي "زوج ايفانكا" ففاجأنا وزير خارجيته أخيرا بما لا يخطر على بال أحد وهو ان امريكا لم تعد تعترف ان وجود المستوطنات الاسرائيلية وجود غيرشرعي ، وبكل وقاحة يبرر ذلك بأن الفلسطينيين لم يستجيبوا للتفاوض مع اسرائيل فكان هذا الموقف المناقض لكل قرارات الشرعية الدولية .
**
أمريكا ترامب تعجلت محو القضية الفلسطينية محوا لم يخطر على بال أحد ربما حتى الاسرائيليين أنفسهم ولكن شعب فلسطين ومقاومته ومعهما من تبقى من ضمير عربي وعالمي لن يمكنوا ترامب ولا نتنياهو من أن يعيشا هذا الحلم الجميل طويلا.
|