حاوره / رئيس التحرير -
تمثل ذكرى الاستقلال المجيد الـ 30 من نوفمبر 1967م لحظة فارقة فى حياة شعبنا وفى سفر التاريخ اليمني المعاصر ، وستظل فى ذاكرة اليمنيين نبراساً وأيقونة لكل الأحرار فى العالم..
في هذا الحوار الذي اجرته صحيفة "الميثاق" مع الاستاذ علي البترا امين عام حزب الرابطة اليمنية نتوقف أمام هذه المناسبة الوطنية العظيمة التي تمثل - حسب البترا - تجسيد لتتويج نضال وصمود الشعب اليمني..
وتحدث البترا ايضا عن بعض القضايا الأخرى التي تعتلي المشهد السياسي الوطني الحالي..
إلى التفاصيل :
* بمناسبة ذكرى الاستقلال .. كيف تنظرون الى دلات ومعاني هذه المناسبة الوطنية؟
- الــ30 من نوفمبر1967م مناسبة مجيدة تحمل في مضامينها احداثاً وتحولات في غاية الاهمية والتأثير على مسار التحولات التي شهدتها المنطقة منذ ذلك التاريخ.. فهو تاريخ يتجسد فيه تتويج نضال وصمود الشعب اليمني في المحافظات الجنوبية والشرقية ضد الاحتلال البريطاني والتي استمرت طوال سنوات حتى أتى يوم الــ30 من نوفمبر والذي توج بالانتصار وتحقيق الاستقلال من دنس المحتل البغيض..
* تأتي هذه الذكرى في ظل متغيرات وتحولات كبرى تواجهها اليمن واستقلالها .. ما الذي يمكن الاستفادة منه في هذه الذكرى في معالجة التحديات والتي منها عودة الاحتلال في انتهاك واضح للاستقلال؟
- اليوم تأتي ذكرى الاستقلال ووطننا وشعبنا يمر بمتغيرات وتحولات كبيرة في ظل عدوان غاشم ومؤامرة على وطننا وشعبنا للنيل من وحدته وتقسيمه.. وبعد خمس سنوات من هذا العدوان يعود المحتل القديم الجديد لاحتلال المحافظات الجنوبية والشرقية باستخدام ادواته في المنطقة الممثل في دول العدوان السعودي والاماراتي والتي بدورها خلقت كيانات ومسميات مناطقية في هذه المحافظات من عملائها لتوسيع رقعة الصراع ولتتمكن من تنفيذ مشروعها المتمثل باحتلال المحافظات التي تحت سيطرتها ونفوذها..
* ما الأسباب من وجهة نظركم التي ساعدت على خلق هذا المشهد الذي لايتفق مع مفهوم ومعنى الاستقلال.. ومن يتحمل مسؤولية ذلك؟
- نؤكد أن الذين كانوا ادوات مع المحتل البريطاني وتغطوا بلباس الثورة هم اليوم من اوصلوا وطننا الى هذا الحال..
الذين تآمروا على الشرفاء الاحرار وباعوا انفسهم بثمن بخس هم اليوم من يعاني منهم وطننا وشعبنا..
* في تصورك لماذا لانجد فعاليات جنوبية وشمالية كإطارات حزبية ومدنية تواجه كل هذه الممارسات.. وهل الامر يعود الى غياب استراتيجية وطنية؟
- هنا اريد أن اوضح أن الاحزاب والتنظيمات السياسية الوطنية والتي تأسست من مناضلي أبناء الجنوب الذين قاوموا المحتل البريطاني في الشطر الجنوبي من اليمن والذين كان لهم الدور الكبير في استقلال الجنوب الذين واجهوا المستعمر سياسياً وعسكرياً وعملوا على ايصال القضية الجنوبية الى المحافل الدولية حتى نالوا الاستقلال .. هذه الاحزاب والقوى السياسية مازالت اليوم في عاصمة اليمن الموحد تقف الى جانب شعبها في الصمود والنضال ضد العدوان والاحتلال وتقيم فعاليات لمواجهة التحديات التي تستهدف وطننا وشعبنا..
* كيف تنظرون الى اتفاق الرياض بين ماتسمى الشرعية والمجلس الانتقالي؟
- اتفاق الرياض أتى لسلب القرار من أبناء المحافظات الجنوبية الشرقية وتسليم القرار لدول الاحتلال ..فالاتفاق اتى بين ادوات دول العدوان فيما يسمى بالانتقالي والشرعية..
واليوم ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية يرفضون هذا الاتفاق فهو لايمثلهم ولايحمل قضيتهم ويصفون كل من حضر هذا الاتفاق بشاهدي الزور..
ونؤكد أن هناك الكثير من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية الوطنيين الأحرار الذين قدموا التضحيات ضد المحتل البريطاني.. اليوم سيقفون في وجه هذا المحتل واسقاطه..
* هدف يتطلع حزبكم إلى تحقيقه ويقود للانتصار للاستقلال ؟
- في البداية ابد حديثي عن كيف تم تأسيس اطر سياسية وطنية تعمل على توحيد أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية لمواجهة المحتل وطرده وكذلك حمل قضية الاحتلال البريطاني وايصالها الى المحافل الدولية..
عام1951م تأسس حزب الرابطة بقيادة من اوساط الثوار الاحرار من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية فكان حزب الرابطة هو المؤسس للحركة الوطنية في الشطر الجنوبي وتحرك في عمل سياسي منظم على مستوى كل الجنوب وأخذ ينادي ويبشر وينشر الوعي في أوساط الجماهير بضرورة الاستقلال ووحدة السلطنات والإمارات والمشيخات ومستعمرة عدن في كيان سياسي واحد (على طريق الوحدة اليمنية.. عندما تتهيأ الظروف في الشطر الشمالي في ذلك الحين)..
وكان الاستعمار يخطط لفصل عدن وربطها بالكومنوولث البريطاني بعيداً عن مناطق الجنوب، وكان يخطط لمستقبل آخر لحضرموت وكان همّ الرابطة هو توحيد هذا الشتات تمهيداً لوحدة (اليمن) على أسس صحيحة وسليمة..
واليوم هذه المشاريع تعود الى المحافظات الجنوبية والشرقية على ايدي عملاء دول الاحتلال وبمسميات جديدة.. وما يحدث اليوم في تلك المحافظات الجنوبية الشرقية يذكرنا بما حدث في عام 1959م عندما قامت الدبابات الإنجليزية بتدمير منازل بعض قيادات الرابطة في منطقة العوالق العليا..
وفي عام 1960م صبت الطائرات البريطانية حممها من القنابل والصواريخ على كور العوالق طوال عام كامل، وطاردت وحاصرت كل »الانتفاضات« المسلحة التي كانت تدعمها الرابطة في العديد من مناطق الجنوب مثل الصبيحة والضالع ويافع والعواذل ودثينة وباكازم وبيحان لمحاربة قيادات حزب الرابطة الذي استطاع نقل قضية الاستعمار في الجنوب إلى كل المحافل العربية والدولية وادخال القضية إلى الأمم المتحدة في عام 1959م..
وخاض نضالاً واسعاً حتى صدرت قرارات الأمم المتحدة في عام 1963م الملزمة لبريطانيا باستقلال الجنوب وضمان وحدة أراضيه وانتقال السيادة لشعبه، وهذا بالنص كان مطلب حزب الرابطة (وكل ذلك موثق في وثائق الأمم المتحدة).
وبعد تحقيق النصر تدخلت اطراف سياسية عربية ودولية أدخلت الجنوب في دوامة الصراع العربي والدولي وأحبطت جهود القوى الوطنية في الشطر الجنوبي وسلمت الجبهة القومية الحكم »منفردة« في نوفمبر1967م وأعلنت »إلغاء« الآخرين..ثم جاء الحزب الاشتراكي كامتداد للجبهة القومية وادخل الشطر الجنوبي تجربة دموية ماركسية لم يخرج منها إلاّ عند إعلان الوحدة المباركة في 22 مايو 1990م..
واليوم نؤكد ان تلك التجارب التي مر بها ابناء المحافظات الجنوبية والشرقية ستكون كافية ليحققوا النصر لوطنهم ووحدتهم وافشال مشروع الاحتلال والتقسيم.. وسيبقى الــ30 من نوفمبر يوم النصر ولايمكن العودة لعهد الاحتلال والتشظي.
| 
علي البترا أمين عام حزب الرابطة اليمنية لـ"الميثاق": 
