موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


إغلاق 10 شركات أدوية في صنعاء - إجراءات جديدة للبنوك اليمنية.. وتحذير لمركزي عدن - البرلمان يستعرض تقرير بشأن الموارد المحصلة - وصول 1820 مهاجر أفريقي إلى اليمن في يونيو - “مخاطر الجرائم الإلكترونية على المجتمع اليمني” في ندوة بصنعاء - السعودية تدشّن حرب الموائد على اليمنيين - إيرادات ونفقات صندوق المعلم على طاولة البرلمان - ارتفاع عدد شهداء الدفاع المدني بغزة إلى 79 - ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 38664 - "طوفان الأقصى".. تحوّلات إقليمية ودولية -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 23-ديسمبر-2019
الشيخ‮ ‬عبدالمنان‮ ‬السُنبلي -
أن‮ ‬تكون‮ ‬من‮ ‬بلدٍ‮ ‬يمتلك‮ ‬من‮ ‬الثروات‮ ‬ما‮ ‬يؤهله‮ ‬لأن‮ ‬يكون‮ ‬واحداً‮ ‬من‮ ‬أغنى‮ ‬بلدان‮ ‬العالم،‮ ‬ومع‮ ‬ذلك‮ ‬تبدو‮ ‬فيه‮ ‬وكأنك‮ ‬تعيش‮ ‬في‮ ‬واحدٍ‮ ‬من‮ ‬أفقر‮ ‬بلدان‮ ‬العالم‮ ‬وأكثرها‮ ‬تخلفاً‮ !‬
هذا‮ ‬هو‮ ‬المعنى‮ ‬الحقيقي‮ ‬ببساطة‮ ‬شديدة‮ ‬لمفهوم‮ ‬الفوضى‮ ‬الخلاقة‮ ‬الذي‮ ‬توعدت‮ ‬به‮ ‬ذات‮ ‬يوم‮ ‬وزيرة‮ ‬الخارجية‮ ‬الأمريكية‮ ‬السابقة‮ - ‬كونداليزا‮ ‬رايس‮ !‬
فالعراق‮ ‬مثلاً‮ ‬يمتلك‮ ‬من‮ ‬الثروات‮ ‬النفطية‮ ‬وحدها‮ ‬والجاهزة‮ ‬للتصدير‮ ‬مالا‮ ‬تمتلكه‮ ‬كبريات‮ ‬دول‮ ‬العالم‮ ‬ومع‮ ‬ذلك‮ ‬يوشك‮ ‬أهله‮ ‬اليوم‮ ‬أن‮ ‬يأكلوا‮ ‬من‮ ‬براميل‮ ‬ومكبات‮ ‬القمامة،‮ ‬لماذا‮ ‬؟‮!‬
لأنه‮ ‬ببساطة‮ ‬يمر‮ ‬بمرحلة‮ ‬حرجة‮ ‬من‮ ‬مراحل‮ ‬هذه‮ ‬الفوضى‮ !‬
كذلك‮ ‬اليمن‮ ‬وليبيا‮ ‬والسودان‮ ‬والصومال‮ ‬وآخرون‮ ‬مرشحون‮ ‬بأن‮ ‬يُضَافوا‮ ‬إلى‮ ‬هذا‮ ‬النادي‮ ‬الأشقى‮ ‬والأتعس‮ ‬في‮ ‬هذه‮ ‬المنطقة‮ ‬منذ‮ ‬زمنٍ‮ ‬غير‮ ‬بعيد‮ !‬
في الحقيقة لقد بحث الأمريكان في طريقةٍ ما لضرب هذه المنطقة بصورةٍ لا تعود عليهم بالضرر المادي والعسكري وبما يضمن لهم كذلك عدم حدوث أي ارتداداتٍ عكسيةٍ مباشرةٍ لها على أوطانهم ومجتمعاتهم الغربية ككل خاصة بعد الخسائر تلك التي تكبدوها في حرب احتلال العراق وآثارها وانعكاساتها السلبية على مستوى الداخل الامريكي، فلم يجدوا أقل كلفةً وأكثر فعالية من اتباع هذه الاستراتيجية القذرة - الفوضى الخلاقة- والتي بطبيعتها لا يمكن أن تنمو جراثيمها وتتكاثر سوى في أوساط المجتمعات الأكثر تخلفاً فكرياً والأقل وعياً وإدراكاً.
ولأن‮ ‬مجتمعاتنا‮ ‬العربية‮ -‬ما‮ ‬شاء‮ ‬الله‮- ‬تتصدر‮ ‬قائمة‮ ‬الدول‮ ‬الأكثر‮ ‬تخلفاً‮ ‬في‮ ‬العالم‮ ‬فمن‮ ‬السهل‮ ‬جداً‮ ‬على‮ ‬مثل‮ ‬هذه‮ ‬الجراثيم‮ ‬أن‮ ‬تجد‮ ‬لها‮ ‬طبعاً‮ ‬بيئاتٍ‮ ‬وحواضن‮ ‬للنمو‮ ‬والتكاثر‮ ‬والانتشار‮ !‬
فقط ما عليهم سوى خلق المناخ المناسب الذي تستطيع فيه أن تنمو هذه الجراثيم في أي بلدٍ يريدون استهدافه كإثارة قضية طائفية مثلاً أو مناطقية أو سياسية أو اقتصادية أو أي شئٍ من هذا القبيل وستنشط دراماتيكياً وتتكاثر مخلفةً وراءها حالاتٍ وحالاتٍ من الفوضى المتسلسلة‮ ‬والمتشعبة‮ ‬والتي‮ ‬يستعصي‮ ‬علاجها‮ ‬أو‮ ‬يتسنى‮ ‬لأحدٍ‮ ‬الحد‮ ‬من‮ ‬انتشارها‮ ‬واتساع‮ ‬دائرتها‮ !‬

والنتيجة‮ ‬ماذا‮ ‬؟‮!‬
النتيجة بلا شك انهيار أوطان وضياع شعوب وإهدار طاقات واستنزاف ثروات، فلا يعود أحدٌ بعد ذلك يفكر إلا بنفسه وبكيفية الحصول والوصول إلى ما صار يعتقد أنه نصيبه وحظه مما تبقى من هذه الأنقاض والأطلال التي كانت تشكل يوماً دولةً ووطناً قائماً على أوتاده !
هكذا وبفعل هذه الفوضى الخلاقة تتقزم الأحلام الكبيرة وتتفرخ إلى كوابيس مرعبة وهكذا كذلك تسقط المشاريع الوطنية والقومية العملاقة أمام المشاريع الفئوية والطائفية والمناطقية الصغيرة بدون أن يكلف الأعداء حتى طلقةً او رصاصة واحدة!
كل‮ ‬هذا‮ ‬يحدث‮ ‬طبعاً‮ ‬بسبب‮ ‬انعدام‮ ‬ما‮ ‬يسمى‮ ‬بالوعي‮ (‬الخلاق‮) ‬إذا‮ ‬جازت‮ ‬التسمية‮ ‬لدى‮ ‬الشعوب‮ ‬والمجتمعات‮ ‬العربية‮ ‬والذي‮ ‬وحده‮ ‬كفيل‮ ‬بأن‮ ‬يقف‮ ‬في‮ ‬وجه‮ ‬هذه‮ ‬الفوضى‮ ! ‬
فمن‮ ‬أين‮ ‬لنا‮ ‬نحن‮ ‬العرب‮ ‬بوعيٍ‮ (‬خلاق‮) ‬كذلك‮ ‬الموجود‮ ‬حصراً‮ ‬في‮ ‬بلاد‮ ‬الغرب‮ ‬نستطيع‮ ‬من‮ ‬خلالة‮ ‬مواجهة‮ ‬ودحر‮ ‬هذه‮ ‬الآفة‮ ‬الخطيرة‮ -‬الفوضى‮ ‬الخلاقة‮- ‬إذا‮ ‬كنا‮ ‬نموج‮ ‬في‮ ‬بحارٍ‮ ‬من‮ ‬التخلف‮ ‬لا‮ ‬شواطئ‮ ‬لها‮ ‬؟‮!‬

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
المستقبل للوحدة
بقلم / صادق بن امين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
وحدتنا وشراكتنا.. الضمانة الحقيقية
يحيى نوري

العدوان الأميركي - الاقتصادي على اليمن.. ماذا في التداعيات والرد؟
فاطمة فتوني

أيها الباراسي الحضرمي اليماني الوحدوي الصنديد.. وداعاً
أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور*

"الإمارات".. الذراع الصهيوأمريكي في الشرق الأوسط.. مصر نموذجاً
محمد علي اللوزي

للصبر حدود
أحمد الزبيري

ماقبل الانفجار
أحمد أمين باشا

صاحب ذاكرة الزمن الجوال في ذمة الله
عبدالباري طاهر

مرض لا يصادق احداً
عبدالرحمن بجاش

الرئيس علي ناصر.. وسلام اليمن
طه العامري

مقال صحراوي يخاطب الضمير الغائب.. “لَصِّي النور يا نور”
عبدالله الصعفاني

فرنسا في مهب المجهول.. فاز اليسار فهل يتركونه يحكم؟
بيار أبي صعب

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)