أحمد الكبسي - لطالما ظل المؤتمر الشعبي العام هو رهان السواد الأعظم من الجماهير في كل المنعطفات التاريخية خلال العقود الماضية..
لقد ظل التنظيم متماسكاً رغم كل الضربات التي تلقاها فضلاً عن محاولات اجتثاثه مروراً بأحداث الربيع العربي عام 2011وليس انتهاء بأحداث ديسمبر الأسود عام 2017 التي خسر فيها التنظيم زعيمه المؤسس وأمينه العام ،غير أن تميز المؤتمر بوجود قياداته الوطنية أسهم كثيرا في الحفاظ على كيان المؤتمر التنظيمي ودوره السياسي والوطني لاسيما في مرحلة مواجهة العدوان السعودي بالتزامن مع ترميم البيت الداخلي حيث جدد المؤتمريون في مايو الماضي الثقة للشيخ صادق بن أمين أبورأس وانتخبته اللجنة الدائمة في دورتها الاعتيادية رئيسا للمؤتمر بالإضافة إلى إنتخاب الأستاذ غازي الأحول أميناً عاماً.
مثلت هذه الخطوة تحولاً مهماً في مسار العمل داخل المؤتمر فقد شهدنا تعافياً لكل مكونات المؤتمر وفروعه في مختلف المحافظات وتفاعلا إيجابيا بين القيادة والقواعد كما انعكس أداء القيادة بشكل ملحوظ في إعادة التوازن وتعزيز الشراكة مع أنصار الله من خلال التعاطي الجاد والمسؤول مع مختلف القضايا الوطنية ولاشك أن تعليق المؤتمر في أكتوبر الماضي عضويته في الحكومة والبرلمان احتجاجا على خرق النظام والقانون والقفز على العدالة شكل بصمة مهمة في العمل التنظيمي حيث اتخذ قرار التعليق ورفعه بعد العودة إلى مصادره المتمثلة باللجنة العامة والكتلة البرلمانية وهي خطوة صحيحة لاتخاذ القرارات- افتقدها المؤتمر في مراحل كثيرة- إذ أعادت الاعتبار للمؤتمر مع الشركاء في السلطة من أنصار الله الذين عملوا على رأب الصدع وتعزيز الجبهة الداخلية ولفتت الانتباه إلى فاعلية المؤتمر ودره التاريخي.
إن المتابع لأداء المؤتمر خلال العام 2019يدرك حجم الإنجاز مقارنة بالتعقيدات والصعوبات التي تفرضها المرحلة غير أن التنظيم الجماهيري الأكبر يستقبل العام 2020م وهو مثقل بالهموم الوطنية وتطلعات الجماهير التي تعول عليه الدور الأكبر سيما وهو صاحب المشروع الوحدوي ودولة النظام والقانون التي تحفظ سيادة البلاد وترتكز على مبدأ العدالة والمساواة.. ان أهم مسؤوليات قيادة المؤتمر هي العمل على مسارين الأول تنظيمي يسعى إلى إجهاض محاولات التمزيق وتفعيل دور هيئة الرقابة التنظيمية في تطبيق اللوائح الداخلية لما من شأنه توحيد الجهود والطاقات لدى أعضائه في الداخل والخارج.. أما المسار الثاني فهو متعلق بالأداء السياسي حيث يتوجب على المؤتمر أن لايقدم نفسه كبيت خبرة للقوى السياسية المحلية والدولية فحسب بل يتوجب عليه صياغة مشروع سياسي للمرحلة المقبلة يكفل إيقاف الحرب وإحلال السلام وإعادة الإعمار ومعالجة ما خلفه العدوان والحصار من آثار كارثية على النسيج الاجتماعي والاقتصاد الوطني .
|