مطهر تقي - قبل أيام فقدت اليمن وصنعاء الحضارة والتاريخ احد ابنائها الأجلاء فقدت الشاعر و الأديب عبدالله هاشم الكبسي عن عمر تجاوز الرابعة والثمانين عاما بدأها برحلة المولد في هجرة الكبس خولان ثم انتقل مع والده (الحاكم) الي كسمة ريمة حيث رزق بابنه البكر فؤاد فسمي من يومها ابو فؤاد وتنقل بعدها في أماكن ووظائف متعددة.
عرفت الأستاذ عبدالله هاشم الكبسي في إذاعة صنعاء عام 1977 حيث كنت طالباً اتمرن في مجال الإعلام المسموع وتوثقت علاقتي به على مر السنوات حتى جمعتنا أيام الأسابيع الثقافية اليمنية في ثمانينيات القرن الماضي التي أقيمت في أكثر من بلد عربي واذكر مشاركته في الأسبوع الثقافي اليمني في العراق وفي الأسبوع الثقافي اليمني في تونس حيث كانت له مشاركته الشعرية والثقافية المتميزة..
ولان الإنسان ابن بيئته فقد أخذ عبدالله من أبيه هاشم و آل الكبسي عموماً الشاعرية والعلم والفقه وأخذ من حارة الابهر اشهر حارة صنعانية وهي الحارة التي قضى عبدالله وأسرته اغلب سنوات العمر فيها أخذ من علمائها ومثقفيها وفنانيها احسن ما يجيدونه فكما عرف بإجادته الشعر الحكمي فقد عرف بشاعريته الحمينية والغنائية بالتحديد وله حس فني ناقد سواء للكلمة أو للحن.. ولاشك أنه الأستاذ الفني الاول لفؤاده فؤاد الذي اعتبره شخصيا أحد الفنانين المثقفين القلائل على الساحة اليمنية اليوم وهو في ظني الامتداد الحقيقي لمدرسة الأستاذ أحمد السنيدار والاغنية الصنعانية بالتحديد..
لقد حضرت ذات يوم مقيل الحاج يحيى السنيدار في حي الابهر وهو المقيل المتميز بكرم صاحبه ومحبته لكل من يفد الى مقيله وكان بين الحضور عبدالله هاشم الكبسي والرجل الذي لا مثيل له العزي سعد يسر والأستاذ العزيز احمد السنيدار وجمع من مثقفي صنعاء وكان الأستاذ عبدالله الكبسي هو مايسترو المقيل وصاحب الحضور المتميز في المجابرة وفي الحديث عن العادات والتقاليد والفقه وعلومه والفن وبحوره وحتى معرفته بالفلك وابراجه فهو باختصار رجل موسوعي المعرفة ولم اتفاجأ وانا أقرأ كتاب الأستاذ الدكتور يوسف محمد عبدالله اوارق في تاريخ اليمن وآثاره وهو يستشهد بمداخلات تاريخية للاستاذ عبدالله ويؤكد صحه مداخلاته..
ولان من خلَّف لا يموت كما يقول المثل فالأستاذ عبدالله هاشم الكبسي مازال عائشاً في أولاده فؤاد واكرم وآدم ونجيب وخصوصا وقد أحسن تربيتهم ونشأتهم اليمنية الصنعانية المدنية فهم بحق خير خلف لوالدهم واقول لاخي وصديقي فؤاد عظم الله اجرك وكذلك أجر اكرم وآدم ونجيب وكل أفراد الاسرة ولا أراكم الله مكروهاً في عزيز لديكم.
|