بشير العماد - الأحزاب التي تنشأ من رحم السلطة تزول بسقوطها، والأحزاب التي ترتبط بالمال تتلاشى بفقده، والأحزاب التي تقترن بالأشخاص تندثر بنهايتهم.
والمتتبع لنشأة المؤتمر الشعبي العام ومسيرته الوطنية والتنظيمية سيعرف أسباب القوة والثبات والبقاء لهذا الحزب الحاضر في كل بيت وقرية وحارة ومدينة، الحزب المولود من هذه التربة الطاهرة، الحزب الذي لم يتلوث بالعمالة والخيانة والارتزاق، لأنه حزب نشأ في اليمن وعمل من أجل اليمن، منهاجه النظري مستمد من شريعة ودين هذا الشعب، وبرنامجه السياسي جسد آمال وطموحات كل مواطن يمني.
هذه أهم أسباب تماسك وقوة المؤتمر الشعبي العام، فبالرغم من كل المؤامرات التي حيكت ضده إلا أنه يخرج منها جميعاً أكثر صلابة وقوة، لأن أعداء المؤتمر الحمقى يستهدفون المؤتمر الذين يرونه ولا يعرفون مصدر قوته وتماسكه وأسباب بقائه وصموده، لا يعرفون أن المؤتمر هو مدرسة الوطنية والتضحية.
وإذا تتبعنا مسيرة المؤتمر الشعبي العام خلال العقود السابقة سنجد أنه جسد العديد من الممارسات السياسية في أرقى صورها، والتي تعتبر دليلاً عملياً على صدق الرؤى والتوجهات، فعلى سبيل المثال نجد أن المؤتمر جسد الديمقراطية التنظيمية في حياته الداخلية، ففي حين كانت الأحزاب الأخرى تستحوذ على مناصبها القيادية شخصيات محنطة متهالكة، كان المؤتمر سباقاً في إرساء الممارسة الديمقراطية في أبهى صورها فكانت قيادات كافة تكويناته منتخبة انتخاباً كلياً ومباشراً، بحيث يتم اختيار قيادة كل تكوين من قبل أعضائه، وهذه الرؤية الداخلية هي انعكاس لرؤية المؤتمر السياسية في إدارة الدولة.
كما أن المؤتمر جسد المشاركة الحقيقية للمرأة من خلال تخصيص نسبة في كافة التكوينات القيادية للمرأة، وهذا التوجه حقق بشكل واضح الشراكة المجتمعية للمرأة باعتبارها نصف المجتمع، ووجودها يمثل ضمانة حقيقية لتنفيذ البرامج وفق شراكة حقيقية.
وهنا نؤكد أن الحزب الذي استطاع الصمود في وجه كافة المؤامرات وفي كافة الظروف هو حزب جدير بالبقاء والاستمرار باعتباره ضرورة وطنية وضمانة سياسية.
ونأمل أن يكون المؤتمر الشعبي العام في عام 2020م أكثر حضوراً وفعالية وطنياً وسياسياً واجتماعياً.
|