عبدالجبار سعد - توافقت ارادة أهل الحل والعقد حين خلا موقع رئيس المؤتمرالشعبي العام على تنصيب الشيخ صادق ابوراس كخيرخلف لخير سلف .
كان الجميع يعرف ان هذا المقام في مثل ذلك الوقت لا يمكن أن يقوم به الا رجل استثنائي بل واستشهادي ليس له اربٌ في هذه الحياة الا بقدر ما يمكنه وجوده من الابقاء على وجود المؤتمر كتنظيم سياسي وسطي يستقطب اهتمام وتأييد الغالبية العظمى من ابناء الشعب ويعبر عن اختيارهم ومراداتهم .
لقد عبر الشيخ صادق ابوراس عن هذه الحقيقة في اكثر من مناسبة مؤكدا للجميع انه لم يبق له من غرض في هذه الدنيا الا ان يبقي للناس خيارهم حتى يأخذ الله وديعته او يبعث الله من يقوم بنفس المهمة في جمع المؤتلف والمختلف من هذا التنظيم العتيد .
**
الكل يعلم مايعانيه الشيخ صادق في ما وضعه القدر فيه من مسئولية رئاسة المؤتمر ، الكل يعلم معاناته الصحية من آثار الجريمة التي اتت على ابرز قيادات المؤتمر في مسجد الرئاسة ذات يوم من ايام التآمر والخيانة ، الكل يعلم مقدار العناء الذي يعانيه في جمع الآراء والتوجهات الكثيرة داخل المؤتمر خصوصا في ظل وجود التنظيم خارج السلطة ، الكل يعلم مقدار المعاناة التي يعانيها في الحفاظ على الحلف القائم بين من يقفون ضد العدوان من القوى والتوجهات المتناقضة ايدلوجياً وسياسياً وعقائدياً.
والكل يعلم مقدار معاناة اكبر احزاب اليمن مع انعدام الامكانات لتسيير ابسط نشاطاته وعدم وجود مصدر عون نظيف يعينه على القيام بدوره ونشاطه.
كل هذا وغير هذا يعلمه الكثير ومع هذا لايرى الرائي على الافق المنظور من يستطيع ان يقنع الجميع داخل المؤتمر وخارجه في القاعدة وفي القيادة أكثر من الشيخ صادق ابوراس وعليه ان يضحي بصحته وماله وجهده لكي يخرج المؤتمر من هذه المرحلة الخطرة من مراحل وجوده ، لاخيار امام رئيس المؤتمر غير ذلك ولا خيار للتنظيم العتيد غيره .
ولذا فالكل سيقول للشيخ صادق لقد قبلت بالمسئولية وعليك ان تكمل المسار حتى يقضي الله امرا كان مفعولا ولعل الله سيختار الوقت الذي تضع فيه المسئولية بيد من يختاره الناس في الزمان والمكان المناسبين وحين يكون ذلك طريقا للانتقال الى مرحلة ارقى في المسار ، ولا مجال لترك المسئولية قبل ذلك وفاء لله ثم للوطن وللشعب ولهذا الارث السياسي الذي ساهم في بناء الوحدة والديمقراطية والتنمية والتعددية حتى لو جحده الجاحدون ، وسيعينك الله يا شيخنا بحوله وقوته فاثبت وتوكل على الله .
|