حاوره/رئيس التحرير - قال الدكتور علي الميري رئيس فرع المؤتمر بجامعة صنعاء: إنه لا سبيل أمام اليمنيين سوى اللجوء الى طاولة الحوار إذا أرادوا هزيمة الجميع.
وتطرق الميري الى العملية التعليمية قائلاً إنه يشفق على أداء الوزارة واقترح أن تشكل مجلسين لافتاً الى البحث العلمي يُنظر إليه على أنه »رف لا حاجة لنا به«.
وأضاف: أرجو ألا أصدق ما اسمعه حول الجامعات والكليات الخاصة والتزامها بالمعايير ودعم توجهات الدولة.
الى الحصيلة:
< في البداية كيف تقيمون العملية التعليمية في الجامعات ومدى تأثرها بالعدوان والحصار؟
- لاشك أن كل اليمن وكل مؤسساتها وكل مقومات الجمهورية قد تأثرت تأثراً بالغاً من قبل العدوان والحصار المفروض وبالتالي فإن الجامعات اليمنية كلها قد تأثرت تاثراً بالغاً بدرجات مختلفة جرَّاء العدوان والحصار فبعض الجامعات قد أغلقت وبعضها تم نقلها إلى مدن آخرى ونحن في جامعة صنعاء نتحمل العبء الأكبر في محاولة لتقليل الأضرار حيث تم قبول اعداد من الطلاب من الجامعات المقصودة بشكل كبير من العدوان مثل جامعة الحديدة وتعز أما جامعة صنعاء فالتأثير عليها كبير جداً من حيث انقطاع الميزانية التي كانت تخصص لها لتنفيذ مشاريعها وبرامجها أصبحت في حكم المعدومة لعدم وجود الرواتب لكل كوادرها من أساتذة وموظفين وإيقاف كل مشاريع التطوير في كل مجالات الجامعة مما اضطرها الى سد العجز بقبول اعداد كبيرة من الطلاب على النفقة الخاصة.
وأيضاً لجوء الكثير من اساتذة الجامعة إلى العمل في الجامعات الخاصة وبشكل مكثف لسد احتياجاتهم المادية نتيجة لقطع الرواتب وهذا بدوره أدى إلى إضعاف العملية التعليمية من حيث عدد الساعات المفروض أن يأخذها طالب الجامعة الحكومية وعدم تواجد الاساتذة في الجامعة وخلاصة الأمر أن العدوان والحصار قد أثر تأثيراً كبيراً.
< هذه المنغصات كيف يمكنكم مواجهتها وما الذي تتطلبه من جهد على هذا الصعيد للارتقاء بالعملية التعليمية؟
- أعتقد انه مهما كانت قدرات إدارة الجامعة لن تستطيع التغلب على هذا الواقع الذي ذكر سابقاً وان الاجراءات التي تتم للحد من الاضرار قد مكنت الجامعة من الاستمرار في تنفيذ بعض مخططاتها ولو بالحد الادنى ولكن لا بد من الاشارة إلى أن الاساتذة الجامعيين المتواجدين حالياً في جامعة صنعاء هم أبطال بكل المعايير والمقاييس حيث إنهم في ظل العدوان والحصار وانقطاع المرتبات والمعاناة التي يعانون منها اجتماعية أم نفسية لم يوقفوا العملية التعليمية نهائياً وبالتالي يجب ان ننظر إليهم على هذا الأساس وهناك من ينقص من شأنهم فانا شخصياً اعتقد انهم ابطال مثل الابطال المتواجدين في الجبهات ولابد ان ننظر اليهم بكل احترام وتقدير.
< البحث العلمي يمثل عصب العملية التعليمية.. ما هو واقعه؟
- إن واقع البحث العلمي في الجمهورية اليمنية سابقاً أو حاضراً لم يجد الاهتمام الذي من المفترض أن يناله كون أدوات البحث العلمي هي السبيل الوحيد لنهضة الأمم وأن البحث العلمي ينظر اليه في اليمن كرف لا حاجة لنا به مع العلم أن الأمم التي تنهض وترتقي بسبب تبنيها البحث العلمي في كل مجالات الحياة فإذا سألتني كم ُتعطَى عملية البحث العلمي في اليمن أقول لك صفراً، فإذا كنا في السابق قبل العدوان لم نكن نصرف إلا القليل واليسير على تمويل البحث العلمي فما بالك بعد العدوان.. أنشئت في الجامعات مراكز عدة للبحث العلمي وفي تقديري أن الناتج صفر حيث لم تقدم شيئاً يُذكر.
< التنسيق العلمي بين الجامعات اليمنية.. ما واقعه اليوم وما الذي تتطلعون الى أن يحققه؟
- للإجابة على هذا السوال سوف أقول بكل صراحة أنه لا يوجد تنسيق نهائياً بين الجامعات اليمنية بشكل ثنائي أو جماعي إلا أنه يوجد المجلس الأعلى للجامعات اليمنية الذي يجتمع مرة كل سنة لوضع معايير التنسيق والقبول ووضع سياسات الدولة بشكل عام، أما التنسيق المفترض أن يكون في مجالات البحث العلمي وقائمة الندوات والمؤتمرات المشتركة بين أساتذة الجامعة ووضع برامج مشتركة أو حتى مسابقات رياضية أو ثقافية للأسف الشديد هذا لا تم في ثقافتنا الادارية، علماً أن التنافس يؤدي الى تحسين الأداء في كل المجالات الرياضية والعلمية وغيرها وهذا ما خلق التميز بين جامعات العالم فيما بينها البين، الأمر الذي أدى الى بلوغاً القمم وتحقيق المؤمل منها واصبحت تتربع على قمة التصنيف العالمي للجامعات.
< دور وزارة التعليم العالي هل يعزز من تطوير العملية التعليمية وهل هو عند المستوى المطلوب؟
- أوجه تحية للأخ الوزير وتقديري الشديد لما يقوم به ولكنني أشفق على الوزارة لصعوبة القيام بأدائها في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي وفي تصوري الشخصي والذي لن أفرضه على أحد أن يقوم أو يشكل مجلسين على مستوى الوزارة من ذوي الخبرات والكفاءات لوضع السياسات والموجهات في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، فوزارة التعليم العالي المناط بها مستقبل اليمن ونهضته كما ذكرنا سابقاً ان انتهاج البحث العلمي يعزز التطور في الأمم ولكن في الظروف التي نعيشها في ظل حصار وعدوان فنحن نطلب الكثير.. ومن الملاحظ الانفجار الرهيب في عدد الجامعات والكليات الخاصة والتي من المفترض أن تلعب دوراً اساسياً في دعم توجهات الدولة ورغم علمي الأكيد أن الوزارة تفرض لوائح وشروطاً لانشاء هذه الجامعات ولكن هنالك تساؤلاً حول مدى التزام هذه الجامعة أو تلك بالمواصفات والمعايير التي تشترطها الوزارة.. أرجو أن لا أصدق ما اسمعه حول هذا الامر وهذا رأي شخصي..
< على الصعيد الوطني هل ترون ملامح بالافق تدلل على وقف الصراع والبدء بحوار؟
- عندما استمع لاحاطات المندوب الدولي للامين العام للامم المتحدة حول اليمن استبشر خيراً واقول يارب ان ما يقوله صحيح بحكم موقعه ولقاءاته مع كل الاطراف وان ما اراه من واقع على الارض يقول غير ذلك ولنكن واقعيين اننا في اليمن وبكل توجهاتنا السياسية قد فقدنا الامل وان العملية السياسية قد اصحبت في ايدي غيرنا وسلمنا امرنا للخارج واصبحوا هم من يديرون دفة الاحداث واذا سألنا انفسنا من هو الخاسر الاكبر في كل ما يجري فالجواب بالتأكيد الشعب اليمني والرابحون هم تجار الحروب ومرتزقتها والقوى الخارجية وكوني بطبعي انساناً متفائلاً وأحاول افلسف الامور في بعض الاحيان واقول ان الامل بالله سبحانه وتعالى يظل هو المخرج، لكن كسياسي اقول لابد ان نعمل بحكمة (ماحك جلدك مثل ظفرك) فإذا اردنا ان نهزم الجميع فلابد ان نجلس على طاولة الحوار ونتخلى عن خلافاتنا الفكرية والسياسية ومشاريعنا الخاصة ونضع نصب اعيننا كم قد سكبنا من دماء وتجرعنا من آلام واحزان ودمرت بنيتنا التحتية في كل الاتجاهات ونتعلم الدروس وان اقصاء الآخر ليس هو السبيل لحكم اليمن.
< باعتباركم رئيساً لفرع المؤتمر بجامعة صنعاء ما الجديد على صعيد الفرع.. وهل استكملتم المهام والمتطلبات التنظيمية؟
- بعد مخاض اخذ يترواح مابين الرد والاجابة -وأنا لستُ بصدد تفسير نوايا البعض- تم بحمد الله الاجتماع مع الشيخ صادق بن امين ابوراس رئيس المؤتمر الشعبي العام والاخ الاستاذ غازي الاحول الامين العام للمؤتمر وتم استكمال الشواغر في قيادة فرع الجامعة حسب اللوائح التنظيمية وتشرفت بالثقة من قبلهم وعليه تم تكليفنا بأداء مهامنا في قيادة الفرع واستكمال الاطر التنظيمية بفروع المؤتمر في الجامعة والكليات المختلفة وستقتصر مهامنا على الاطر التنظيمية بشكل اساسي وكوننا فرعاً من فروع المؤتمر سوف نلتزم حرفياً بتنفيذ توجيهات القيادة السياسية للمؤتمر الشعبي العام ولا مجال للاجتهاد في ظل الواقع.. ونرجو ان نعكس التوجهات الحقيقية للمؤتمر النابعة من ميثاقه الوطني كتنظيم سياسي وسطي في توجهاته الفكرية وكما عرفنا في السابق أنه لاعداء بيننا وبين أي توجه سياسي ولنا القدرة على استيعاب الآخرين مهما كانت انتماءاتهم السياسية فقد تحالف المؤتمر في الماضي مع اليمين واليسار ولم ينفرد بالسلطة فهذا هو واقعنا وان الميثاق الوطني هو دليل عملنا.
|