موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الكوليرا.. انتشار مخيف وإجراءات غائبة - عزوف الطلاب عن الالتحاق بالجامعات اليمنية خطر يُهدد مستقبل البلد - تعز .. مدينة بلا مياه !! - صنعاء القديمة.. جوهرة اليمن وذاكرة الحضارات - من البحر الأحمر إلى البنتاغون.. اليمن يعيد تشكيل عقيدة القوة العالمية - صواريخ يمنية تدك أهدافاً حساسة للعدوِّ الإسرائيليِّ في "يافا" المحتلة - إيران تدمر 44 طائرة إسرائيلية على حدودها - الأمين العام يعزي بوفاة الشيخ قائد ذيبان - ضربة يمنية جديدة على مطار اللد بيافا المحتله - الامين المساعد للمؤتمر يعزي حمود الصوفي -
مقالات
الميثاق نت -

الثلاثاء, 11-فبراير-2020
حسن‮ ‬العديني‮ ‬ -
لا أتذكر رقم العدد، ولا تاريخ صدور مجلة »المستقبل العربي« التي تصدر عن »مركز دراسات المستقبل العربي«، والذي نشر مقالاً للدكتور حسن الترابي عن الديمقراطية والشورى، قدم فيه نفسه وجماعته كمؤمنين بالحريات السياسية، وحقوق المواطنة، والتشارك عند مستوى لا يرقى إليه‮ ‬إخلاص‮ ‬وأصدق‮ ‬المدافعين‮ ‬عن‮ ‬هذه‮ ‬القيم‮ ‬النبيلة،‮ ‬والمناضلين‮ ‬بصدق‮ ‬وجسارة‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬تعميمها‮ ‬في‮ ‬بلدانهم‮.‬
قرأت المقال وأنا على يقين أنه يمضي في الكذب إلى آخر الدنيا، وكنت أختلف مع كثيرين يحسنون الظن بالترابي، والغنوشي، ويصدّقون أن »الجبهة القومية« في السودان، مثلما هي »النهضة« في تونس، خلعت جلد »الإخوان المسلمين«، ولبست رداءً نظيفاً، فيه بعض العقل.
على أني أقر قبل أن أتابع، أن الترابي، وبدرجة أقل من صاحبه التونسي، يمتلك قدراً من الثقافة لا يتوافر عند جميع »الإخوان المسلمين« من المرشد العام، حتى صغار المضلل بهم، ذلك مدار استغراب من أن يحتفظ دارس القانون في السوربون بانتمائه إلى جماعة لا تحترم العقل.
قد نجد التفسير في طموحه الشديد، وشهوته الفوارة إلى السلطة. وكذلك وجد نفسه في جماعة تستطيع استثمار الدين لبناء قاعدة شعبية تدفع به إلى سدة الحكم، أو تضعه قريباً منها فيما استطاعه بالتحالف مع جعفر النميري، ومن بعده، حين وجه البشير »أنت إلى القصر وأنا إلى السجن‮«.‬

لا ضرورة للحديث عما فعلوا بالسودان بعد انقلاب يونيو 1989 فقد سمع العالم، ورأى، وقرأ سرديات القتل، والتدمير، والنهب، والمخازي كلها، غير أن بعض المحطات تستدعي التأمل. إحداها رغبة الذي اختار السجن في سلب السلطات ممن استخدمه سيفاً أطاح القوى التي أسقطت نميري عندما‮ ‬أراد‮ ‬أن‮ ‬يسلب‮ ‬رئيس‮ ‬الدولة‮ ‬سلطاته،‮ ‬ويتولاها‮ ‬كرئيس‮ ‬للبرلمان‮ ‬فسبقه‮ ‬الضابط‮ ‬الذي‮ ‬أصبح‮ ‬رئيساً‮ ‬وأطاح‮ ‬الزعيم‮ ‬القديم،‮ ‬ثم‮ ‬أودعه‮ ‬السجن‮.. ‬هو‮ ‬إغراء‮ ‬السلطة،‮ ‬ومغانمها،‮ ‬وليس‮ ‬الدين،‮ ‬وأخلاقياته‮.‬
ذلك‮ ‬وجه‮ ‬للإخوان‮ ‬متورم،‮ ‬وعنيف‮ ‬السواد،‮ ‬صورته‮ ‬الأخرى‮ ‬التمثيلية‮ ‬الهزلية‮ ‬في‮ ‬الانقلاب‮ ‬أن‮ ‬يذهب‮ ‬مدبرها‮ ‬إلى‮ ‬السجن،‮ ‬وينتقل‮ ‬قائد‮ ‬قوات‮ ‬المظلات‮ ‬إلى‮ ‬القصر‮ ‬الرئاسي‮.‬
في‮ ‬العادة‮ ‬تفصح‮ ‬الأحزاب‮ ‬السياسية‮ ‬عن‮ ‬أنها‮ ‬وراء‮ ‬الانقلابات‮ ‬العسكرية،‮ ‬وتظهر‮ ‬وجهها،‮ ‬وتعلن‮ ‬عن‮ ‬توجهاتها‮ ‬في‮ ‬السياسة‮ ‬والاقتصاد‮ ‬والأمن،‮ ‬كما‮ ‬فعل‮ ‬حزب‮ ‬البعث‮ ‬على‮ ‬سبيل‮ ‬المثال‮ ‬في‮ ‬سوريا،‮ ‬والعراق‮.‬
لكن »الإخوان المسلمين« يخشون من إظهار نواياهم، ويمارسون الكذب والاحتيال، ويضعون الرتوش لإخفاء الندوب في وجههم القبيح. كذلك يظهر راشد الغنوشي تلميذاً خائباً لحسن الترابي. لقد قلده بإخفاء انتمائه للحركة الأم، وأعلن اسماً خاصاً »حركة النهضة«، على غرار »الجبهة‮ ‬القومية‮«.‬
وقد أطال هذا في المراوغة، وبالغ، وصدَّقه سُذَّج كثيرون، حتى وهو ينكشف، ويتعرى. وبدت إحدى فضائحه بعد إخراج ابن علي وتنصيب المنصف المرزوقي رئيساً، ذلك الماركسي القديم المتعامل مع الفرنسيين، والمتحالف مع »الإخوان«، حيث اجتمع الغنوشي مع إسلاميين من خارج حزبه، وطمأنهم‮ ‬أنه‮ ‬لم‮ ‬يغادر‮ ‬موقعه‮ ‬الرجعي،‮ ‬وأن‮ ‬مفاصل‮ ‬الدولة‮ ‬لم‮ ‬تزل‮ -‬كما‮ ‬قال‮- ‬في‮ ‬أيدي‮ ‬العلمانيين،‮ ‬وأنه‮ ‬سيبذل‮ ‬كل‮ ‬الجهد‮ ‬لإزاحتهم،‮ ‬وتولية‮ ‬الإسلاميين‮ ‬في‮ ‬مقامهم‮.‬
يبدو الغنوشي وجهاً لا يشابه حسن الترابي الذي كان رئيساً للبرلمان في بلاده مثلما يتولى هذا الآن في تونس. ولا أستطيع الجزم بأن حسن الترابي كان مثل الغنوشي الذي ظهر مفضوحاً عندما دخل إلى قصر الرئاسة التركي ليكشف كل أسرار الدولة التونسية، ويقدم تسهيلات للسلطان‮ ‬الجديد‮ ‬المتهور،‮ ‬والمتعجرف‮ ‬العازم‮ ‬على‮ ‬غزو‮ ‬ليبيا‮.‬
وقد ظهر رئيس حركة النهضة مهاناً ومنكسراً عندما واجهه النواب بفعلته، هناك في تلك الجلسة التي تجلت فيها النائبة عن الحزب الدستوري عبير موسى، بدا الغنوشي خائباً رغم أنها لم تقل بصريح العبارة إن هذا الجالس على الكرسي يمكن أن يبيع تونس، وقد كان في سريرته أنه مارس‮ ‬ذلك‮ ‬ولم‮ ‬يجد‮ ‬في‮ ‬دفاعه‮ ‬غير‮ ‬أن‮ ‬يتحصن‮ ‬بموقعه‮ ‬كرئيس‮ ‬للبرلمان،‮ ‬وليس‮ ‬بشخصه‮ ‬الخائب‮.. ‬كذلك‮ ‬هم‮ »‬الإخوان‮«.‬
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
بالوحدة تسقط كل الرهانات
بقلم: صادق بن أمين أبو راس- رئيس المؤتمر الشعبي العام

حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
غباء مُركّب !!
توفيق الشرعبي

مهاتير ماليزيا.. مشاريعهم وطموحنا.. !!
د. عبدالوهاب الروحاني

للمتباكين على "الحمدي"
عبدالله الصعفاني

‏قبل أن تبني مُفاعلاً!
د. أدهم شرقاوي

صوت الفرح.. تقية الطويلة
زعفران علي المهنا

عزمته قفحنا سيارته!!
خالد قيرمان

كيف سننتصر عليهم
عبدالرحمن بجاش

ديمقراطية الغرب.. وهم أم حقيقة؟!
محمد علي اللوزي

سقطرى اليمن.. جزيرة تأسر النجوم وتُدهش العدسات
فيصل قاسم

عن " إمبراطورية غزة العظمى"
طه العامري

تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.. رقصة الفأر في قفص الأسد
أصيل علي البجلي

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2025 لـ(الميثاق نت)