موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الميثاق نت -

الإثنين, 17-فبراير-2020
حسان‮ ‬شعبان -
لا‮ ‬قيمة‮ ‬للمعرفة‮ ‬إن‮ ‬أُتخِمت‮ ‬بالمفاهيم‮ ‬المعقّدة،‮ ‬وصارت‮ ‬محصورة‮ ‬بالنخب‮ ‬وبعض‮ ‬المثقَّفين
إنَّ‮ "‬العوام‮" ‬يبحثون‮ ‬عن‮ ‬شخصيات‮ ‬مؤثرة‮ ‬تتوافق‮ ‬معهم‮ ‬وتحاكيهم‮ ‬وتشابههم
أمام جمهورٍ من الراغبين في شراء خلاطات »blenders«، تقدَّمت فتاتان لعرض خلاطيهما. أدّت الأولى عرضاً مثالياً من دون أيّ خطأ أو شائبة. أما الأخرى، فقد نسيت، وبعفوية، غطاء الخلاط مفتوحاً أثناء تشغيله، ما جعل المسحوق يتطاير على وجهها بشكل مضحك.
حين‮ ‬سُئِلَ‮ ‬الجمهور‮: ‬أيّ‮ ‬الفتاتين‮ ‬كانت‮ ‬مقنعةً‮ ‬أكثر؟‮ ‬وقع‮ ‬الاختيار‮ ‬على‮ ‬الفتاة‮ ‬الثانية‮!‬
استنتج عالم النفس ريتشارد وايزمن، أنَّ الناس ينفرون من الشخصيات المثالية التي لا تخطئ، ويتعاطفون مع الشَّخصيات التي تشبههم؛ تلك التي ترتكب الهفوات وتعترف بها من دون أن تتصنَّع القوَّة المبالغ فيها، وخلص إلى أنَّنا إذا ما أردنا كسب ودِّ الناس، فعلينا أن نظهر‮ ‬نقاط‮ ‬ضعفنا،‮ ‬وأن‮ ‬لا‮ ‬نخفي‮ ‬أخطاءنا‮. ‬
لطالما ظننّا أنَّ الشَّخصية المؤثرة هي شخصية أقرب إلى المثالية والكمال، ولكن تبيَّن أنَّ الشَّخصيات الأكثر تأثيراً هي الشخصيات الطبيعية التي تعبّر عن ذاتها براحة وتلقائيّة حقيقيّة، وهو ما يفسّر تزايد ظاهرة "الإنفلونسرز" في وسائل التواصل الاجتماعي، الَّذين يغرّدون أو ينشرون مقاطع الفيديو بشكل دائم وبسيط، ويعلّقون على كلِّ شاردةٍ وواردةٍ، من دون أن يمتلكوا معرفةً دقيقةً بماهية الأمور ومآلاتها، ونلاحظ أنَّ جمهورهم يتزايد ويتعاظم ليتحوَّلوا إلى نجوم، على الرغم من تكرار سقطاتهم.
ثمة‮ ‬من‮ ‬يعتبر‮ ‬أننا‮ ‬نعيش‮ ‬في‮ ‬عصر‮ ‬التفاهة‮ ‬والانحطاط‮ ‬الَّذي‮ ‬جعل‮ ‬من‮ "‬الرويبضة‮" ‬مشاهير‮ ‬ونجوماً،‮ ‬ولكن‮ ‬لماذا‮ ‬لا‮ ‬نرى‮ ‬الأمر‮ ‬بصورة‮ ‬أخرى؟
إنَّ "العوام" يبحثون عن شخصيات مؤثرة تتوافق معهم وتحاكيهم وتشابههم، وينفرون من الشخصيات النخبوية الفوقية المتعالية بعض الشيء. هم يستأنسون بأولئك الَّذين يستخدمون لغتهم البسيطة والعاميّة ويتقنون لهجتهم، ويهجرون الَّذين يبالغون في استخدام المفردات الفصيحة والعميقة‮.‬
صدق الفيلسوف الإيطالي أمبرتو إيكو بقوله: "إنَّ أدوات وسائل التواصل الاجتماعي تمنح حقّ الكلام لجيوش من الحمقى، ممن كانوا يتكلَّمون في الحانات فقط بعد تناول كأسٍ من النبيذ، من دون أن يتسبَّبوا بأيِّ ضرر للمجتمع، وكان يتمّ إسكاتهم فوراً. أما الآن، فلهم الحقّ في‮ ‬الكلام،‮ ‬مثلهم‮ ‬مثل‮ ‬من‮ ‬يحمل‮ ‬جائزة‮ ‬نوبل‮. ‬إنَّه‮ ‬غزو‮ ‬البلهاء‮".‬
إنَّ الاستسلام لسيطرة "البلهاء" في وسائل التواصل الاجتماعي سيزيد التفاهة في المجتمع، وخصوصاً أنهم الأكثر تأثيراً في العالم الافتراضي، بلحاظ أنَّ النسبة الكبرى من مستخدمي شبكات التواصل من جيل الألفية وما بعدها.
ولذلك، من الضَّروري عدم ترك السّاحة الافتراضية للمؤثرين السطحيين، والتصدّي لهم بالشّكل والأسلوب الذي يتلاءم مع تلك المنصّات، فما نفع علمٍ كبير نختزنه وفكر عظيم نمتلكه، إن لم نكن قادرين على تقديمه وإيصاله بالطريقة التي تفهمها أغلبية الناس والأجيال الشابة؟
لا قيمة للمعرفة إن أُتخِمت بالمفاهيم المعقّدة، وصارت محصورة بالنخب وبعض المثقَّفين. لذا، بات ضرورياً، حتى نضمن التراكم المعرفيّ، أن يخلع المثقّف رداء المثالية، ويتخلّى عن مفرداته الأكاديمية وأسلوبه الكلاسيكيّ، فيعيد صياغة أفكاره في وسائل التواصل بأسلوب مرنٍ‮ ‬وسلسٍ‮ ‬يتيح‮ ‬للمتابعين،‮ ‬على‮ ‬اختلاف‮ ‬شرائحهم،‮ ‬فهمه‮ ‬من‮ ‬دون‮ ‬إجهاد‮.‬
هذه الفكرة تتقاطع مع قول العالم ألبرت أينشتاين: "إذا لم تتمكَّن من تفسير شيءٍ ما بشكل بسيط، فإنك لم تفهم ذلك الشيء بشكل تام"، فاختصار المحتوى وصياغته بما يتلاءم مع صغار السنّ لا يعني تسطيح الفكرة والمفهوم.

أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)