عبدالجبار سعد - كانت رئاسة الشيخ صادق أبوراس في وقتها حدثاً موفقاً استطاع أن يقنع قواعد المؤتمر وقياداته وحلفاءه وكل جمهوره ، واستطاع بحنكته وتضحياته وثباته وزهده الحقيقي في كل شيء بعد أن أصبح الشهيد الحي أن يجمع الجميع في هذا التنظيم العتيد ويحافظ على دوره وتماسكه في وقت التحدي الأعظم .
****
لا شك أن ثبات الإنسان على مواقفه في فترات الهزات التاريخية يبين المعدن الأصيل لأنواع الرجال ، بينما التقلبات بحسب المراحل تجعل الانسان ممقوتاً ومحتقراً حتى من أولئك الذين ينحاز اليهم..
لأن الناس كل الناس يعلمون أن من لا يثبت على موقفه القديم ويغيره في اول انكسار يمكن أن يكرر الموقف كلما واجه نفس التحدي ، وتصبح المصلحة المادية والسياسية هي الدافع للحركة والتغير وليس المبدأ والموقف .
****
أحدث موقف الشيخ أبو راس قبل فترة زلزالا عميقا في المؤتمر حين أبدى رغبته في الاعتزال وترك رئاسة المؤتمر، ولو حدث ذلك عنوةً ولاسمح الله في ذاك الوقت كان يمكن ان يحدث هزة وشرخاً يصعب التنبؤ بنتائجه .
****
لقد علم أبوراس وتحقق كما تحقق غيره أن واجبه رغم كل العناء والتحديات والمصاعب أن يقود هذا التنظيم الكبير والعريق والجماهيري الى بر الأمان وان لا يسلم قيادته إلا عبر مؤتمر عام أو لقاءاستثنائي مماثل يستطيع فيه هذا التنظيم اختيار الخلف في ظل ظروف فيها الحد الادنى من الاستقرار السياسي والعام مع الشرعية المطلوبة .
****
بقي أن نقول إن رؤوس المؤتمر وقياداته التاريخية الباقية من حول الرئيس في الداخل والخارج يتحملون مسئولية كبرى في الثبات والتثبيت والدعم لقيادة رئيسهم وتنظيمهم حتى الوصول الى بر الامان وعليهم ان لا يظهروا اي انقسام أو زيغ أو و ضعف أو تفلُّت أو مواقف مهتزة لأنهم بذلك وبذلك فقط يحفظون نقاوة وسلامة تاريخهم ويثبتون جدارتهم بالقيادة الجماهيرية ماضياً وحاضراً وحتى مستقبلاً إن شاء الله.
|