أمين الوائلي -
حكايتنا مع الأجور لا تسر عدواً ولا صديقاً.. بانتظار الفرج من السماء أو العودة الحتمية إلى بطن أمنا الأرض، تظل آمالاً يائسة تفتك بنا وتلوث الأمل بالألم والغائب بالحاضر.
استعجل جماعة الخدمة المدنية وأكدوا ـ جازمين ـ أن المرحلة الثانية من استراتيجية الأجور سوف «تُدشن» ـ وأظنهم قالوا «تنفذ» ـ بدءاً من أكتوبر في المرحوم 2007م.
التقطها جماعة المؤجرين والتجار وكل من له علاقة بالبيع والشراء.. ومنذ أربعة أشهر ونحن نتجرع الجُرع المضاعفة في الإيجارات والسلع والخدمات، على ذمة زيادة مفترضة أُلقيت أخبارها إلينا كالطعم ليصطادنا السوق والمؤجرون!
وكل شيء ـ بعدها ـ سار حسب النظام والقانون وفكد القلب، زادت الإيجارات والأسعار وبقيت الأجور في الناقص، ولا أحد يتطوع ويستطلع طريق الاستراتيجية ومرحلتها الثانية، وأين يمكن أن تكون قد ضلت طريقنا أو حبسها مطر أو خوف!؟
في أحوال كهذه، علي أن أنسى أو أتناسى «المرحلة الأولى» وأوكل بها «حافظ الودائع» وإن لم تمر بدياري إلا «جزعة ريح»!
وكما يجب، ها أنا مشغول عن آخري بأخبار وطقوس «المرحلة الثانية» وأصدقكم القول ـ بأمانة ـ أخشى أن تكون هي الأخرى قد مرت بنا هذه المرة أسرع وأخف وأخفى من سابقتها ولا علم لنا!؟
لا أعتب على الخدمة في شيء أكثر من العجلة والشطح، وكان عليها أن تلزم نفسها قاعدة «الصمت من ذهب» إذا افترضت هي أن كلامها عن الزيادة المرحلية الثانية في وقته المعلوم سيكون له وقع «الفضة» في نفوس الفاغرين أفواههم باتجاه سماء الاستراتيجية.. ومطر لا يجيء.
على كل حال، لا أهتم كثيراً بعد هذه التجربة المكلفة والقاسية بزيادة ألفين أو حتى خمسة ،وقد زاد الإيجار لوحده ضعف ذلك، والسلع والمواد الغذائىة تكفلت بأضعاف الضعف.. فكم ينبغي على الخدمة المدنية أن تعدل جداولها لتجعل الزيادات مواكبة للوضع الجديد وليس على ما كان عليه قبل أكتوبر؟! وأعد نفسي من الآن للمرحلة العاشرة من الاستراتيجية عام 2022م ربما!
وبالمناسبة لماذا كل شيء يرتفع سعره بجنون، وأجورنا «بدل الإنتاج» وحدها ترخص وترخص.. بجنون؟!
شكراً لأنكم تبتسمون
عن الجمهورية