راسل القرشي - لا أدري لِمَ كل هذه الإساءات التي يوزعها البعض ممن يدعون انتماءهم لأنصار الله ضد قيادة المؤتمر الشعبي العام بصنعاء والمؤتمريين جميعاً .. وهل الوطنية اصبحت ملكاً خاصاً بهم ، ولديهم صكوك وطنية يوزعونها لهذا أو ذاك ولمن ارادوا..؟!
اصبح التخوين لغة دارجة لديهم يستخدمونها في كتاباتهم وبشكل يثير الغثيان ، حتى اصبح في نظرهم كل من يختلف معهم أو لا يتفق مع طرحهم خائناً وداعشياً و"مرتزقة احتياط" كما قالها ذات يوم أحد الذين لا عمل لهم غير الإساءة للمؤتمر الشعبي العام وقياداته وكل من ينتمي لهذا التنظيم ، ووصل بهم الأمر إلى استخدام مفردات بذيئة ومعيبة نربأ بأنفسنا أن نسقط إلى مستواها..!!
كل ما يتحدث عنه هؤلاء يصب في إطار الدعوات النتنة الرافضة للآخر والداعية إلى زيادة جرعات الاحقاد والكراهية والتخوين ضد المؤتمر وقياداته وأعضائه..!!
مثل هذه الكتابات والدعوات التي يتباهى بها هؤلاء هي من كنا نرفضها منذ انشاء تحالف المؤتمر مع القوى الوطنية المواجهة للعدوان وفي مقدمتها انصار الله .. كنا نرفضها وندين اصحابها سواء أكانوا من الصحفيين والناشطين المؤتمريين أو من كتاب وصحفيي أنصار الله كونها تؤثر كلياً على الصف الوطني وتقود في النهاية إلى استفادة العدوان منها وتوفر لمطابخه مادة خصبة يعكسون من خلالها ما يجري في الداخل الوطني من صدامات إعلامية بين حلفاء المواجهة والمقاومة..
ليس عدم قدرة منا أن نرد على هؤلاء بنفس لغتهم ، ولكن اخلاقنا أولاً وفي هذه المرحلة الوطنية الفارقة بالذات والموقف الوطني من العدوان ثانياً يمنعنا من اختلاق قضايا جانبية ممهورة بالمناكفات والمزايدات واشعال الحرائق التي لا يستفيد منها سوى العدوان وأدواته..
لقد كشف هؤلاء لمن يتابعهم أو يقرأ لهم حقيقة أنفسهم الرافضة للآخر المختلف .. كما كشفوا عن تشابههم كلياً مع أدوات العدوان المجتمعين تحت لواء ما يسمونها الشرعية ونراهم يوزعون صكوك الغفران والوطنية على من يشاءون..!!
على هؤلاء أن يتذكروا جيداً أن الوطنية ليست سباً وشتماً وإساءة واحقاداً وكراهية ولغة مثيرة للغثيان وباعثة على السخرية..
الوطنية مسئولية تتعزز قيمها بالالتزام بالسلوك الواضح غير المنفصم عن الدين وعن الفكر، وعن الأخلاق والفضيلة. ، والتي لايمكن أن تدفعنا للتآمر على الوطن والذهاب صوب الإضرار بمصالحه ومصالحنا جميعاً..
الوطنية يسبقها الإيمان الحقيقي والمطلق بقوله عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام »ليس منا من يدعو إلى عصبية«، كما تتأكد الوطنية بمعانيها السامية بالاتجاه نحو ماينفع الناس ويمكث في الأرض ويبقى..
وهنا أقولها بكل الصدق والمسئولية إن كل من يتحدث بطائفية وشللية ومذهبية وعنصرية أياً كان فخطره أشد من صواريخ ورصاص الموت..
فالرصاصة لا تقتل وانما الفكرة هي من تقتل وتدمر وتقود إلى اشعال الحرائق التي لا تهدأ أوتنام..!!
انظمة الجهل والتجهيل وأمراء الموت وجدوا في اثارة لغة الأحقاد والكراهية ورفض الآخر والعزف عليها بين اليمنيين الفرصة التي تساعد على تدمير الوحدة الوطنية لليمن والنسيج الاجتماعي لليمنيين .. وللأسف وجدوا منا في الداخل الوطني من يعينهم ويساعدهم على تحقيق اهدافهم التدميرية!!
أي كتابات من قبل هؤلاء يجب ان تتسم بالعقلانية وتتميز بالروح الايجابية المنفتحة على جميع الآراء والمتفهمة لحتميات التنوع في القناعات والقراءات وأيضاً في الاختلاف بالتوجهات والسياسات لهذا الحزب او ذاك..
أما استخدام لغة التخوين الممهورة بالمغالطات والمثيرة للأحقاد والمستخدمة كل كلمات البذاءة والإسفاف والانحطاط فإنها تكشف عن توجهات قاتمة يتجه إليها البعض ضد كل من يخالفهم ولا يتفق مع اطروحاتهم..
نرفض مثل تلك اللغة التي يروج لها هؤلاء فهي من تدمرنا اكثر من العدوان ومن تجار وأمراء الحروب وهي من تهدد تعايشنا وتقودنا للجحيم..
|