عبدالفتاح علي البنوس ❊ - ترتكب السعودية والإمارات ومرتزقتهما الخروقات اليومية في الحديدة من خلال القصف الصاروخي والمدفعي وشن الزحوفات ، وتتمادى هذه القوى المأزومة في غيها وإجرامها وانتهاكاتها لاتفاق السويد بشن غاراتها الجوية على ميناء الصليف ورأس عيسى بمحافظة الحديدة ، رغم إدراكهما أنهما من المنشآت الخدمية المدنية التي تخضع لإشراف ومراقبة البعثة الأممية التي تبدو أشبه (بالأطرش في الزفة) ، صمت مطبق لرئيس البعثة الأممية ونائبته والفريق الأممي المقيم في الحديدة بهدف الإشراف على تنفيذ اتفاق السويد ، في الوقت الذي يطل علينا المبعوث الأممي البريطاني مارتن غريفيث من مأرب إلى جوار علي محسن الأحمر وسلطان العرادة وقيادات الإصلاح وعناصر داعش والقاعدة التي تم استقدامها من داخل اليمن وخارجه للقتال في صفوف ميليشيات الإصلاح دفاعا عن مصالحهم في مأرب.
على متن طائرة عسكرية سعودية وصل غريفيث مأرب قادما من السعودية ، حاملا مع أجندة التحالف السعودي والتي تهدف إلى تحصين مأرب ومنع سقوطها بأيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية لتظل وكرا للجماعات التكفيرية والإجرامية وبؤرة لتصدير الفتن وإشعال الأزمات والتضييق على أبناء الشعب في معيشتهم ، ولتظل تابعية سعودية ، تدار من قبل السفير السعودي والقائد السعودي ، لا يريد غريفيث والسعودية أن يتكرر سيناريو نهم والجوف في مأرب ، ولهذا الغرض وصل إلى مأرب متحدثا عما أسماه بالرغبة الأممية بتجنيب مأرب القتال ، وهي الرغبة السعودية لأنها تدرك تبعات سقوط مأرب وتحررها من الوصاية التي تفرضها عليها.
مأرب هي البقرة الحلوب للإصلاح ، وهي آخر معاقل السعودية في الحدود الشمالية مع اليمن ، وتحررها من قبضتها والوصاية المفروضة عليها يعني قطع اليد السعودية الممتدة إلى اليمن في المحافظات الشمالية بصورة نهائية ، وأن الدور سيأتي على بقية المحافظات الجنوبية ، وهو ما يمثل نهاية مخزية ومذلة للمخطط السعودي والإماراتي المنفذ للمؤامرة الأمريكية ، وهذا الأمر أزعج غريفيث والأمم المتحدة والسعودية ، هذا السقوط الجديد للمبعوث الأممي والأمم المتحدة يؤكد على أنه صار لزاما على القوى الوطنية عدم التعاطي معهم ، فمن ترك مهمته الرئيسية المتمثلة في تنفيذ اتفاق السويد وذهب لتقريب وجهات النظر بين مرتزقة السعودية والإمارات والإشراف على ما عرف باتفاق الرياض ، هو ذاته من تجاهل الخروقات التي يرتكبها المرتزقة في الحديدة والتطورات الخطيرة المتمثلة في عودة القصف الجوي والتي تهدد بنسف الاتفاق ، وذهب مهرولا صوب مأرب تنفيذا لتوجيهات وأوامر أسياده الأمريكان ، وهناك ظهر متشدقا باسم النازحين ، وبأن مأرب باتت الملاذ الآمن لهم ولا يجب أن تتعرض للأذى ، وهو ذاته المتفرج على حصار الدريهمي الذي تجاوز عامه الثاني دون أن ينبس ببنت شفاه ، لأن الدريهمي لا تتبع حكومة الفنادق ، وأهلها لا يدينون بالولاء للسعودية.
بالمختصر المفيد التعاطي مع غريفيث والقبول به كمبعوث أممي بعد كل الذي قام به غير منطقي على الإطلاق ، فالرجل أثبت تسعوده وتيهوده وكشف عن وجهه القبيح وأظهر معه حقيقة الأمم المتحدة ودورها المشبوه ، يهرب من المهام التي أوكلت إليه ، ويذهب للإهتمام بقضايا جانبية ، هي من صنيعة قوى الغزو والاحتلال ، وهي نتاج صراع النفوذ بين السعودية والإمارات ، ولا مصلحة للشعب اليمني في هذه القضايا ، يتهرب من الالتزامات والتعهدات الأممية ، ويحاول خلط الأوراق وتشتيت الانتباه بقضايا عرضية لا صلة له بها ، يعني هذا الشخص يجب أن يقاطع وأن يتم إشعاره وإشعار الأمم المتحدة بأنه غير مرحب ومرغوب به في اليمن ، فمن يبدي حرصه على مأرب ، ويغض الطرف عن قصف الحديدة بالطائرات وتصعيد مرتزقة الإمارات هناك ، لا يستحق الاحترام ، لأنه لا يقل خطورة عن الغزاة والمرتزقة ، هذه هي الحقيقة ، جربنا سياسة النفس الطويل والصبر وتعاملنا بدلوماسية ومرونة مفرطة مع هذا (المنعوث) الأممي ، ولكن دون فائدة ، فالمهمة التي جاء من أجلها تقتضي إطالة أمد العدوان والحصار ، وإشعال الحروب والصراعات والعمل على تغذيتها ، لتمديد عمل الأمم المتحدة في اليمن ، تحت شماعة تحقيق السلام ، وهي الغاية التي تتعارض مع التوجهات العملية للأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن ، المنحازة لقوى العدوان والمساندة لهم.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.
❊ ملتقى الكتاب اليمنيين
|