يحيى نوري - تطل الذكرى الخامسة للصمود الوطني الذي يواجهه اليمن في ظل تطورات ومؤشرات تعكس جميعا الاخفاق الكبير لقوى العدوان فالسعودية التي قالت على لسان عاهلها في اليوم الاول لعدوانها ان عاصفة الحزم تهدف الى اعادة كرامة اليمنيين ها هي اليوم تبحث جاهدة عمن يعيد اليها كرامتها التي تمرغت على مدار خمسة اعوام واصبحت القوى المناهضة لعدوانها تسيطر بكفاءة واقتدار على المحافظات الحدودية لها مع بلادنا وبالذات محافظة الجوف التي تمثل استعادتها من قبل الجيش واللجان الشعبية بمثابة الفشل الذريع والهائل الذي مُنيت به المملكة وبالرغم من امكاناتها غير المحدودة كما تمثل هذه الاستعادة بُعداً استراتيجياً وعسكرياً جعل مختلف المراقبين العسكريين والسياسيين يتوقعون المزيد من الانهيارات الكبرى التي ستترك آثاراً غير عادية على حاضر ومستقبل النظام السعودي.
ولعل حالة الصمت الاعلامي التي يلجأ إليها العدوان وعدم وقوف هالته الاعلامية امام هذه التطورات عرضاً وتحليلاً دليل على حرص العدوان وآلياته على عدم الخوض في غمار التحليل السياسي والعسكري المهني كون هذا التحليل سيعري العدوان بل ويفضح هشاشته وضعفه وهوانه امام إرادة اليمنيين الحرة بالرغم من امكاناتهم المتواضعة والتي كان لها ان قدمت دروساً عسكرية جديرة بالدراسة والاهتمام من قبل الكليات والاكاديميات العسكرية المتخصصة.
ويعزز هذا اكثر ما تدعيه الرياض انها تواجه ميليشيات في حدودها وهو مايعني عدم اعترافها حتى اللحظة بالجيش واللجان الشعبية الذين يقودون معارك ضارية سواءً أكان ذلك على حدودها او على صعيد عشرات الجبهات بالداخل اليمني.
واذا كان ما تدعيه صحيحاً فإنه ايضا يمثل مفخرة لميليشيات استطاعت ان تنزع هيبة المهلكة وان تفضح امام العالم ضعفها وهوانها وان تغير من رأي المتخصصين بالدراسات والشئون العسكرية والذين كانوا الى قبل عدوانها على اليمن ينظرون لها ووفقاً لمؤشراتها العسكرية من العتاد وبقية الامكانات كقوة ضاربة على المستوى العربي بل والشرق أوسطي حتى جاءت ما تسميها بالميليشيات ونزعت عنها هذه الصورة وهذه الهيبة الكرتونية التي كانت تتغطى بها.
وعموماً.. ان السياسة والقرار السياسي الصائب امام حكام السعودية لابد ان يحظى باهتمام بالغ في اعادة ترتيب الاوراق من جديد والاعتراف بالهزيمة والتفكير وبإرادة حرة في كيفية تحويل هذه الهزيمة الى فرصة لعلاقات جديدة مع بلادنا تقوم على التعاون والتكامل والندية وتصحيح كافة الاعتوارات التي شكلها تهورها السياسي وعدم قدرتها على قراءة الواقع اليمني.
وتظل هذه المسألة تمثل اتجاهاً اجبارياً لقيادة المملكة لابد من السير فيه حفاظاً على حاضرها ومستقبلها وان تستفيد تماما من تجربة عدوانها الغاشم الذي كبد خزائنها المليارات وجعلها ترشي العالم من اجل تحقيق اهداف شيطانية لاعلاقة لشعبنا بالحجاز ونجد بها خاصة وان هذا الانفاق في تواصل مخزٍ.. بالاضافة الى ما يشهده واقعها الداخلي من اهتزازات عنيفة تتمثل في صراع الاجنحة بالاسرة الحاكمة ولسنا اليوم ببعيد عن الاعتقالات التي يقوم بها بن سلمان تجاه كبار الأمراء ومالها من تداعيات خطيرة، ناهيكم عن الآثار السلبية وتداعياتها الناتجة بفعل عدوانها على اليمن والتي انعكست كليا على طبيعة الحياة والمعيشة بالاضافة الى نتائج اخفاقاتها على المستوى الخليجي والاقليمي والعربي والدولي.
وجميعها تعد قنابل موقوتة من شأنها ان تزعزع كل شيء.. وإزاء كل ما تقدم فإن العدوان يحتضر.. واليمن ينتصر بإذن الله.
|