محمود ياسين - هو سيأتي على أية حال ، مسألة وقت ويصل الكورونا ،نحن ضمن عالم يتوقع أكثر من عام على المدى المنظور لتفاقم الفيروس .
سيصل عاجلا أم آجلا ، المهم عدم فقدان السيطرة ، التهيئة لتلقي الأمر بجاهزية تامة.
سيتسلل عبر أحد المنافذ وينتشر في أوساط معينة وسيجد أحدهم طريقة للتسلل لبقية المناطق ، وهذا لا يتناقض مع ما كتبته سابقا من تحفيز بشأن اليقظة الكاملة وممانعة انتشار الفيروس ، أتحدث هنا عن احتمال قائم ويكاد يكون حتميا مستقبلا .
مازلنا بخير ومازال بوسعكم اتباع التدابير من حجر وإعداد المزيد من الأسرة وأجهزة التنفس ، ومازال الوقت متاح لحرمان المرض من ميزة التنكيل وحماية الناس من حالة فقدان السيطرة ، الوقت الذي يسعكم للحصول على مساندة دولية على شكل خبرات وأجهزة تنفس ، ذلك أن العالم في حالة تضامن مبدئي بالكاد وأننا في حالة قابلة للمساندة في حدود إبقاء الفيروس في نطاق السيطرة .
لكن وعندما تفلت الأمور تماما لا يمكن لأحد فعل شيء لأجلك ، ويمكن توضيح الأمر هكذا : بوسع سفينة تدفقت المياه داخلها بكثرة منح سفينة أخرى قريبة منها ولا تزال متماسكة منحها بوصلة وإرشادات عبر مكبرات الصوت لكن لا يسعها منحك قوارب النجاة .
لدى الصين الخبرة وأجهزة التنفس ، ولدينا هنا ما تبقى من حس المتضرر أصلا من لا يملك ترف الاستسلام لاستراتيجية مناعة القطيع ، ستظهر حالات ما مستقبلا ، وإلى أن يحدث يجدر بمن قام بتهريب شخص ما في حالة حجر سواء أكان حاملا للفيروس أم لا ، يجب تحويل هذا المهرب للعبرة ومعاقبته بلا هوادة فهو قد جازف بحياة الملايين مقابل ألف ريال سعودي .
سينهار العالم أكثر ويمسي أشد عزلة وأنانية بمرور الوقت ، ولا يزال الآن يتمتع بالحد الممكن لمساندة من لم تترنح سفينته بعد ، ولا أكثر مأساوية من ترنح سفن الفقراء ، وهم يواجهون الموت بلا مؤن ولا قوارب نجاة .
|