متابعة / صفوان القرشي - تجلت الحقيقة وتم الاعلان رسمياً عن تسجيل اصابات مؤكدة بفيروس كورونا في صنعاء وعدن وتعز ولحج وحضرموت بعد أن ظلت اليمن خالية من الوباء ما يقرب ستة اشهر حيث بلغت عدد الاصابات 36 حالة منها6 حالات وفاة ..وهو ما دفع السلطات الصحية والأمنية إلى مضاعفة التدابير الاحترازية لمنع تفشي الفيروس بين المواطنين وتمثلت هذه الإجراءات بإغلاق منافذ المدن والزام الداخلين اليها بالفحص والحجر الصحي مرورا بحملات الرش والتعقيم واغلاق الأسواق المزدحمة والمساجد وصولاً إلى فرض حظر في المناطق التي ظهرت فيها الحالات وانتهاءً بتكثيف التوعية الصحية وتزويد المواطنين بالإرشادات الصحية التي يجب اتباعها ودعوتهم للبقاء في المنازل وعدم الخروج الا للضرورة مع التقيد بتجنب الامكان المزدحمة ولبس كمامة والنظافة من أجل حماية أنفسهم ومجتمعهم من هذا الوباء القاتل .
فهل نجحت هذه الاحترازات التي اتخذتها السلطات الصحية والأمنية ؟
وإلى أي مدى تجاوب المواطنون وتقبلوا هذه الاجراءات ؟
الميثاق تقصت هذا الوضع ..والبداية من عدن هذه المدينة التي تسجل تزيدا يوميا في عدد الوفيات جراء انتشار الأوبئة بما فيها كورونا حيث بلغ عدد المتوفين خلال يومي الخميس والجمعة فقط 125 حالة بحسب الأحوال المدنية ..كما سجلت حتى الجمعة 26 اصابة مؤكدة منها 5 وفيات .. فماذا قال المواطنون ؟
تمام السقاف رئيس منظمة يمن لايف يقول : ليس هناك أي حظر لحركة المواطنين في عدن وعدد الموتى يتزايد .. الاسواق مكتظة بالناس والتنقل من وإلى عدن مستمر رغم اعلان اغلاق المنافذ ..اعراض المرض غالباً ما تكون ألماً بالمفاصل وضيق نفس في البعض وحمى مع ضيق نفس في أخرين ..نحن كمنظمات مجتمع مدني نحاول قدر الامكان توعية المواطنين بضرورة الالتزام بالاحترازات ومحاولة البقاء في البيوت وعدم الخروج الا للضرورة , وحتى هذه اللحظة لم تستطع الصحة تحديد اسباب الوفاة بشكل نهائي كما لم تقم السلطات الأمنية بفرض الحظر لأن اغلب المواطنين غير مصدقين بوجود هذا الوباء بعد أن تعددت التصريحات..والغريب فعلاً الغياب الكلي لمنظمة الصحة العالمية وكأن الأمر لا يعنيها..عدن تعيش كارثة صحية واذا لم يتم تدارك الوضع واتخاذ اجراءات عاجلة وخطوات جدية سيكون الموتى بالآلاف .
وتقول الاخت منتهى عبدالله - مدرسة : اغلب المتوفين في البريقة من دخلت السيول لبيوتهم وتسببت بطفح المجاري ,وكما نسمع من أهل المتوفى أن المريض يشعر بضيق شديد في التنفس وبشكل مفاجئ وقالوا لنا هذا طاعون رئوي بسبب الفئران ومخلفات الحشرات التي جرفتها السيول لداخل البيوت كما أن البعوض منتشر بشكل كبير ولا نستطيع فتح الشبابيك..وعلاوة على هذا الشوارع غارقة بمياه المجاري ومياه السيول..وبالنسبة للمستشفيات ترفض استقبال المرضى وأخرجت حتى من كانوا مرقدين داخلها تحت مبرر كورونا ولكن ما ذنب المرضى بأمراض أخرى حتى لو حصل حادث يرفضون استقبال المصاب..ناس يموتون وهم يبحثون عن مستشفى..حتى الحظر الذي أعلنوه لم ينفذوه..الله يستر علينا وعلى الجميع .
د .رباب مقطري ايضا كان لها رأي في هذا الإطار ..حيث قالت : كثير من الأوبئة تجتاح عدن ..حميات مثل الحمى الافريقية والضنك والملاريا , واغلب الوفيات بأعراض مختلطة بين الحمى الأفريقية وكورونا , طالبنا الجهات الصحية بتوفير ألبسة واقية للطواقم الطبية ولكن دون فائدة وكل الاجراءات التي تقوم بها الحكومة والانتقالي فقط علىالتلفزيون والمواقع الاخبارية أما على الواقع لاشيء..حتى حظر التجوال واغلاق الاسواق لم يتم تنفيذه.. عدن تعيش كارثة غياب الدولة قبل الكارثة الصحية , صحيح أنا طبيبة واجبي اعالج المريض لكن بالأول أنا إنسانة معرضة للعدوى ومعي أسرة اخاف عليها من العدوى ..وين راح الدعم اللي قدم حتى المحجر الطبي فشلوا في تشغيله وتم تسليمه لمنظمة أطباء بلا حدود والمشكلة استهتار المواطنين وعدم وعيهم.. اقول بكل صراحة الكارثة واقعة في عدن واقعة.
الشيخ عبدالرقيب الزريقي عضو المجلس المحلي بمحافظة لحج يقول : الوضع الصحي في لحج متدهور واكتشاف كورونا بالمحافظة يتطلب اجراءات حاسمة .. وليس هناك أي فائدة من التعقيم والرش والقمامة مكدسة بالشوارع والمياه الراكدة في كل مكان والمجاري وكلها تساعد في انتشار الاوبئة والامراض..وفي لحج مستشفى عام وحيد هو مستشفى ابن خلدون لجميع الأمراض..اعداد كبيرة من المتوفين في لحج حمى ضنك وملاريا وكوليرا وأخيراً كورونا أعلن عن 3 اصابات توفت حالة منها قامت السلطة المحلية ببعض الإجراءات من رش وتعقيم للشوارع ورفع القمامة لكن الصعوبة في حظر التجوال..لحج متداخلة مع عدن وفي مناطق يمكن دخول عدن رجل واغلب المواطنين على باب الله يعني يعملوا باليومية ومع ذلك نحاول توعيتهم قدر الامكان .
أما في تعز التي أعلن تسجيل اصابتين بكورونا بحسب اعلان لجنة الطوارئ التي أكدت وفاة أحد المصابين يشكك المواطنون برواية الصحة فالمصاب المتوفى إيهاب القدسي خالط أكثر من 20 شخصاً من اسرته ومن خارجها ومع ذلك لم تنتقل العدوى الا لأحد اصدقائه الذي لايزال يرقد في المستشفى الجمهوري كما أن إغلاق المنافذ والاسواق الذي أعلن عنه يوم 3 مايو لم يتم العمل به وتشهد الاسواق ازدحاما شديدا كما قال المواطنون الذين طالبوا المحافظ والصحة برفع القمامة من الشوارع وقول الحقيقة وتساءلوا لماذا لم يتم نقل المصابين إلى المحجر الطبي المجهز في مستشفى الكرامة ؟ وعن اغلاق المنافذ قالوا هذا ما يقال لكن حركة المواطنين لا تتوقف حتى المسافرين إلى صنعاء متواصل ؟
وفي حضرموت التي سجلت أول حالة إصابة وأول حالة تعاف ايضاً اعلن عن تسجيل إصابتين جديدتين قادمتين من شبوة وتعتبر المحافظة الأكثر التزاماً بفرض الحظر كما هو حاصل في عدد من مدن حضرموت التي أثبت مواطنوها أنهم اكثر وعياً وتقيداً بالإجراءات كما توضح الصورة..
وماذا عن صنعاء ؟
في صنعاء التي سجلت اصابتين منها حالة وفاة لمهاجر صومالي فقد كثفت من الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار الفيروس بما في ذلك حملات التعقيم والرش والتوعية في مختلف الوسائل الإعلامية ودعوت المواطنين للبقاء في منازلهم وعدم الخروج الا للضرورة ولكن هل تقيد المواطنون بهذه الاجراءات..الاسواق المكتظة تقول إن المواطنين غير مقدرين خطورة الوضع وإن ارتدى القليل منهم الكمامة ولكن يبقى السؤال هل نجحت السلطات الأمنية في إغلاق المنافذ ومنع وصول المسافرين إلى صنعاء خصوصاً وأن المصاب الثاني وصل من الشيخ عثمان محافظة عدن ؟
|