يحيى العراسي - ثلاثون عاما انقضت من عمر الجمهورية اليمنية الفتية وتحقيق اغلى الاهداف واعزها في طريق تحقيق تطلعات واحلام واماني الشعب اليمني من اقصاه الى اقصاه بعد كفاح ونضال ليس له مثيل بعد قيام الثوره اليمنية سبتمبر واكتوبر التي قضت على اعتى نظام رجعي وكهنوتي متخلف في الشمال وطرد المستعمر البريطاني من الجنوب وقيام الثورة والجمهورية كان من ابرز الاهداف الملحة للثورة السير نحو اعاده تحقيق الوحدة اليمنية كابرز الاهداف المنتصبة امام الثورة والنظام الجمهوري والخلاص من التشطير والتشظي والتشرذم ولا ريب ان صدق التوجه نحو اعادة الوحدة اليمنية كان منطلقا قاطعا واكيدا وتم في طليعة تنفيذ اهداف الثورة تخصيص وزارة شؤن الوحدة باكرا تاكيدا على عزم النوايا ومضيها الى الامام بقوة وفاعليه وتجاوز كافة المصاعب والكوابح التي كانت تنتصب هنا او هناك والمضي بعزيمة لا تلين نحو تلك الغايات المنشودة وعلى الرغم ما اعترض الثورة السبتمبرية من مواجهات ومؤامرات وحرب مع الفلول الامامية ومن يدعمها من القوى المعادية للثورة والجمهورية والديمقراطية والتحرر الاجتماعي منذ عام 62 وحتى العام 1970 وبعد معاهدة الصلح المبرم في مدينة جدة عام 1970 تمكن النظام الجمهوري واستوى على البناء والاعمار وسبر مسار التطور والنمو وخلق قنوات الاتصال والتواصل وتجاوز الكثير من المحن التي كانت تحدث بين الفينة والاخرى وتحدث قلاقل او صدامات محدودة وفي ظرف قصير بعد صلح عام سبعين جاء اعلان القاهرة الوحدوي عام 1972م اندفع خط المسار بشكل اكبر واعلنت صنعاء وحدة مايغلبها غلاب وفقا لمقتضيات وحقائق التاريخ والجغرافيا وإيمانا مطلقا بضرورة عودة الامور الى نصابها والمياه الى مجاريها الطبيعية من خلال اعادة اللحمة ولم شمل المجتمع اليمني وهو ما يرنو اليه ابناء الشعب اليمني بكل جماهيره ومشاربه واتجاهاته وبعد اعلان القاهرة بعام واحد تم تشكيل لجان الوحدة من المتخصصين في كلا الشطرين بمختلف الجوانب القانونية والدستورية والاقتصادية والاجتماعية والمؤسسية في تاريخ 2/1/1973م وذلك دليل عملي وقوي للاتجاة الوطني صوب الوحدة وابحرت سفينة لجان الوحدة نحو الانجاز للمهام المحددة امامها كل حسب ما تخصص له وما حدد له وصولا الي تشكيل المجلس اليمني الاعلى برئاسة الاخوين الرئيس علي عبدالله صالح رحمه الله والرئيس علي ناصر محمد اطال الله في عمره في الشهر الاخير من عام 1981 وتناوبت لقاءات القمة بين الزعيمين بشكل دوري في كل من صنعاء وعدن وهذه حقائق تاريخية لا يجوز اغفالها او التغاضي عنها وجهود وطنية تصب في اتجاه تقريب يوم الوحدة ولا شك ان كل تلك الخطوات والمسارات والاجراءات كانت تمهد الطريق وتخطط الوضع العام لهذه الغاية العظيمة في تجاوز كل العقائد الايديولوجية اليسارية واليمينية على حد سواء حيث كان هناك متشبثون بعقائد وايديولوجيات واتجاهات ما انزل الله بها من سلطان الا ان هذا الهدف الاسمى والاعظم كان اكبر من كل تلك المسميات بكل اشكالها المرتهنة وغير المرتهنة ونشير هنا ايضا الى ان دستور الجمهورية اليمنية قد تم انجازه من الطرفين عام 1982 وهو امر كان في غاية الاهمية لانه اساس قيام الجمهورية اليمنية وتم تجاوز الكثير من الصعوبات والمشاكل حتى ان الفقيد المرحوم عمر الجاوي قال ان احدى الدورات للجنة الدستورية المشتركة لم تنجز في دورتها المنعقدة سوى سطرين ونصف وقيل سطر ونصف ولكم ان تتخيلو ماذا يعني ذلك من اصرار وكد في سبيل تحقيق الافضل والاجدى للهدف الاسمى وعلى اسس دقيقة ولما تولى الشخصية الوطنية المناضل يحيى حسين العرشي وزارة شئون الوحدة في العام 1984 ومعه رفيقه ونظيره راشد محمد ثابت ايقونة الاتجاه نحو الوحدة والرسول الوفي نحو تعبيد الطريق الى 22 مايو بعقليته النظيفه وسجاياه المخلصة والصادقة للوطن والوحدة.
ارجو ان يكون هذا الايضاح لمن يتبجحون بنكرانهم لهذه الجهود فيقولون الوحدة تمت بورقتين بياض او أولئك الذين يعتقدون ان الوحدة جاءت بنا على متغيرات دولية تمثلت بهدم سور برلين ومتغيرات اوروبا الشرقية وما صاحبها من ثورات دراماتيكية وبروز البروسترويكا لصاحبها غورباتشوف الذي اسقط الاتحاد السوفييتي وانقطاع كافة المساعدات
ولابد من الاشارة ان الوحدة اليمنية قد حققت في طريق النهوض مكاسب وطنية عظيمة لايمكن حصرها وبرز اليمن مواكبا لمسار التطور الديمقراطي بصورة جلية وباهية .
وستظل راية الوحدة خفاقه وعالية وسيحمي ساريتها الشعب اليمني بكل اطيافه ونخبه وقواه الوطنية ولن ينال اصحاب المشاريع الصغيرة مدفوعي الاجر الذين دفعت بهم القوى المعادية لليمن ووحدته واستقراره في هذه اللحظة التاريخية الملتبسة
وان غدا لناظره قريب.. ولا نامت اعين الجبناء
|