الدكتور / عصـام حسيـن العابـد - ونحن نعيـش العام السادس من الصمود والثبات في وجـه العدوان الأمريكي الصهيوني السعودي الإماراتي الغاشم على بلادنا وشعبنا أرضاً وانساناً ؛ نعيش هذه الأيام مـن شهر مايو الذكرى الـ30 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنيـة المباركة في ظل مزيـد من المؤامرات التي تسعى إلى استهداف هذا المنجـز الوحدوي الكبيـر ؛ وما من شكٍ أن تقسيـم اليمـن وتجزئتـه إلى أقاليـم متناثرة ودويلات متناحرة ، وإثارة النعـرات العنصرية والمناطقية والمذهبيـة وتفتيـت النسيَج الإجتماعي لشعب الإيمان والحكمـة وإضعاف مكانة اليمـن في الخارطة الدولية وإقلاق الأمـن والسكينة العامة للمجتمع كانت ولا تزال من أبرز أهداف ومخططات قوى الاستكبار العالمي وادواتهم الرخيصـة في المنطقـة وعملائهم ومرتزقتهم في الداخل اليمني .
وأصبح الجميع يدرك ويفّهـم أن الوحـدة اليمنيـة تمثـل خطـراً على قوى العـدوان السعودي الأمريكي ، وعلى المشاريع الاستعمارية المشبوهـة للعدو الصهيوني وصفقات ترامب اللعينـة.
وأكثر ما يخشاه أعداء اليمـن هو ما يمتلكه شعبنـا من أصالة ، وتراث حضـاري، وتاريخي ، وقيم ، وإخلاق، وشهامة، ونخـوة، وكرامة، وما يمتـاز به وطننـا من سيـادة واستقلال ، وكذلك لأهمية موقعه الجغرافي الاستراتيجي، وما يمتلك من ثروات هائلة، ولذا فإن قوى التآمر الشيطانية وفي مقدمتها الصهيونيـة العالمية ، تسعى جاهدةً مع أحذيتها وخُدامها من الأعراب والمنافقين إلى تشطير اليمن ، وزعزعـة الاستقرار فيـه ، ومحاولة تفتيته وتمزيقه الى أقاليم متناثرة واقليات ومذهبيات ومناطقيات متناحرة.
ودول العدوان تدرك تماماً أنَّ بقاء اليمن موحـداً سيفشل كل رهاناتهم في السيطرة على الثروة والوصاية على اليمـن ؛ والحفاظ على أمـن وسلامـة إسرائيـل التي صنعتهم لخدمتها وخدمة أطماعها.
كمـا أن جيران الشر والسوء من أحفاد مردخاي حكام السعودية هم العدو الحقيقي لليمـن عبـر التأريـخ ؛ وقد قاموا بمحاولات سابقـة لتمزيق الوحـدة اليمنيـة، كما حصل في حرب 94م، أو عـن طريق مرتزقتهم الذين حاولوا تقسيم اليمن إلى مناطق وأقاليم في مؤتمر الحوار الوطني
وها نحـن نعيش في العام السادس من الصمـود في وجـه هذا العدوان الظالم على بلدنا وشعبنا ؛ ينكشف لليمنييـن الشرفاء الأهداف الحقيقيـة والوجـه القبيـح لهذا العدوان الخبيث ، وما يسعى إلى تنفيـذه في اليمـن ؛ ولعل ما يحـدث في الجنـوب من احتلال للجـزر والموانئ اليمنيـة ؛ ومنشآت النفـط والغـاز في شبـوه وحضرمـوت ، هو مثال واضح وشاهد حي لمن لاتزال الغشاوة على قلبه وبصره ولا يريد أن يدرك حقيقة الأهداف اللعينة للعدوان .
فمنـذ أنً وطأت أقدام الغُـزاة الاماراتييـن والسعودييـن في الجنوب عملوا على تفكيك النسيج الاجتماعي وإنشاء كيانات متناحـرة ، مثل المجلس الانتقالي الجنوبي؛ ومعسكرات القتل والنهب ونقل العناصر الإرهابية والمتطرفين من القاعدة وداعش إلى جنوب اليمـن؛ وإنشاء سجـون الاخفاء والتعذيب السرية ؛ وتزايدت معدلات الجرآئم والاغتيالات بشكل يومي...
وما يتوجّب على اليمنييـن اليوم هو رص الصفوف والتلاحم لمواجهـة هذا العدوان وافشال هذه التحديات والمخاطر التي تستهدف الوحدة اليمنية الوطنية والهوية الايمانية، ومواصلة الصمود والثبات في وجه العـدوان بكل وعي وبصيرة وارادة قوية وعزيمة لا تلين ؛ وحشد الجهود والطاقات لرفد الجبهات بالرجال والمال حتى دحر قوى الغزو والاحتلال ؛ وستنتصر اليمن على كل تحدياتها، ولا يمكن للعدوان الامريكي السعودي وأذياله أن يمزق اليمـن أو يعيده إلى مرحلة التشطيـر؛ فالوحدة وجدت لتبقى ؛ وسيرحل الغُزاة الجدد كما رحل اسلافهم.
|