السفير يحيى محمد السياغي ❊ -
الوحدة اليمنية التي بعد أيام نحتفل بذكرى تحقيقها الثلاثين كانت نتاجاً لنضالات طويلة خاضها شعبنا اليمني وحركته الوطنية منذ الحكم الإمامي في الشمال والاستعمار في الجنوب وبعد قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م وثورة 14أكتوبر 1963م اتخذ مسار النضالي الوطني لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية مستوى نوعياً مستمداً من واحدية النضال الوطني ، تعمق مع تجذر واحدية الحركة الوطنية اليمنية في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر ونظامها الجمهوري والتحرر من الاستعمار البريطاني.
وبعد انتصار الثورة اليمنية بطرد آخر جندي بريطاني من الأرض اليمنية وترسيح النظام الجمهوري.. جاءت رياح المتغيرات الإقليمية والدولية بغير ما تشتهي سفينة الوحدة اليمنية وتكونت الدولة الشطرية ومع ذلك استمر النضال والكفاح من أجل توحيد الوطن.
وفي سبعينيات القرن الماضي وبسبب التأثيرات الخارجية حالة من عدم الاستقرار والصراعات والحروب كان مرتبطاً كل هذا بالابتعاد والاقتراب من إعادة تحقيق الوحدة اليمنية ..
ورغم اختلاف القوى السياسية حول الكثير من القضايا الداخلية والخارجية إلا ان جميعها كانت تضمن ادبياتها وشعاراتها إعادة تحقيق الوحدة كهدف رئيسي لها وكانت الوحدة قاسماً مشتركاً لها أدى إلى حوار فيما بينها تمخض عنه انضواؤها جميعاً تحت مظلة سياسية وطنية هي المؤتمر الشعبي العام الذي جاء تأسيسه انطلاقاً من قاعدة شعبية ديمقراطية وجدت فيه المعبر عن تطلعاتها الوطنية وفي مقدمتها تحقيق الوحدة اليمنية .
ومنذ تأسيس ونشأة المؤتمر الشعبي حمل راية الوحدة وناضل قيادة وقواعد وأنصار لبلوغ هذه الغاية العظيمة والسامية واستطاع ان يتوصل في عام 1989م إلى اتفاقية الـ 30 من نوفمبر مع الحزب الاشتراكي في المحافظات الجنوبية والذي كان يقود حينها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وأهم ما في هذا الاتفاق ان الوحدة تتحقق في ذات تاريخ توقيع هذا الاتفاق عام 1990م.
وان المتغيرات الوطنية والاقليمية تسارعت واتخذ المؤتمر الشعبي قرار التسريع من تحقيق الوحدة اليمنية لان الانتظار حتى الـ 30 من نوفمبر 1990م ربما تأتي المتغيرات لتحول دون تحقيق هذا الهدف الوطني السامي للثورة اليمنية فكان يوم الـ 22 من مايو 1990م هو اليوم التاريخي الذي أعلن فيه الوحدة اليمنية التي كان للمؤتمر الشعبي دور أساسي مع الحزب الاشتراكي في تحقيقها.
وقد واجه هذا التنظيم الوطني الوحدوي تحديات اراد من يقف وراءها ان تكون عائقاً أمام قيام الوحدة وإعلان الجمهورية اليمنية .. كما أنه واجه كل التحديات الخارجية والداخلية التي أرادت الارتكاس بهذا المنجز الوطني وإعادة اليمن إلى ما قبل الـ 22 من مايو 1990م وهذه التحديات معروفة وعايشها شعبنا ولهذا سنذكر بعض المحطات ومنها الأزمة السياسية التي نشأت بعد إعادة تحقيق الوحدة وانتهت بالحرب التي اريد منها العودة إلى زمن التشطير ومن ثم تقسيم اليمن عام 1994م وهذه هي المحطة الثانية .. أما المحطة الثالثة والاخطر فقد بدأت في أزمة 2011م وكان واضحا ان القوى التي تقف وراء تلك الأزمة هدفها ركوب موجة التغيير لإعادة تقسيم اليمن مما جعل المؤتمر الشعبي العام يتصدى لموجة احداثها وسعى منه للحيلولة دون تحقيق القوى لأهدافها وفي مقدمتها تقسيم اليمن ..
اضطر المؤتمر الشعبي العام للخروج من السلطة مقابل الحفاظ على الوحدة اليمنية ولان هذا المخطط لم يحقق أهدافه شنت الحرب العبثية العدوانية على الشعب اليمني والتي وقف المؤتمر الشعبي العام ضد هذا العدوان ووجهه منذ اليوم الأول مع كل القوى الوطنية المدافعة عن سيادة ووحدة واستقلال اليمن .. ورغم ان تحالف العدوان السعودي الإماراتي اخفى حقيقة اهدافه بإعلانه انه شن هذه الحرب لإعادة الشرعية إلا ان المؤتمر الشعبي كان واضحاً له منذ البداية ان هدف هذه الحرب تدمير اليمن وإبادة أبنائه وتقسيمه إلى مناطق نفوذ تؤدي إلى الهيمنة على موقعة الجيوسياسي الاستراتيجي ووضع اليد على مناطق الثروات وهذه الأهداف كلها باتت اليوم واضحة ورغم سنوات هذا العدوان الخمس التي مرت وما خلقته من ظروف واوضاع كارثية ومأساوية ومع ذلك كل هذا لم يطفأ وهج مواصلة مسيرة الوحدة اليمنية والاحتفال بذكرى انجازها العظيم الـ 30 لان الوحدة منجز وطني للشعب اليمني وأجياله القادمة.
❊ رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالامانة العامة للمؤتمر
| 
الوحدة منجزاً تاريخي عظيم للشعب اليمني وأجياله القادمة
