حاوره/رئيس التحرير - أكد الأستاذ محمد حسين العيدروس - رئيس مجلس الشورى عضو اللجنة العامة أن الوحدة اليمنية تواجه تحديات واحداث وتطورات بالغة الخطورة.
وأشار في سياق هذا الحوار الذي اجرته معه الـ »الميثاق« إلى أن آمالنا عريضة في ان يتم رأب الصدع وعودة الحياة اليمنية إلى طبيعتها في ظل الأمن والاستقرار والحفاظ على كافة المكتسبات الوطنية وفي مقدمتها الوحدة اليمنية.
إلى التفاصيل..
* يهل علينا العيد الوطني الـ30 للوحدة.. ما دلالات هذه المناسبة في ظل التطورات الراهنة بالمشهد اليمني؟
- مع كل اطلالة ذكرى جديدة للوحدة اليمنية نجدها تأتي في ظل تحديات واحداث وتطورات بالغة الخطورة يشهدها الوطن ومع ذلك تظل الآمال عريضة في ان يتم رأب الصدع وان تعود الحياة اليمنية الى طبيعتها في ظل الامن والاستقرار والحفاظ على كافة المكتسبات والتي تعد الوحدة واحدة من ابرزها وباتت الاحداث والتطورات تستهدفها بصورة كبيرة وهذا ماتعكسه الاحداث على الواقع خاصة في ظل مانسميه هنا بالصراع الاقليمي الهادف الى زعزعة امن واستقرار اليمن والعودة به الى ماقبل الـ22 من مايو بل والى افظع من ذلك خاصة وان هذه العودة لن تكون على ذلك الحال بل الى تحويل اليمن الى عدة كانتونات مضطربة وغير قادرة على الحياة مايعني تهديد الامن والاستقرار ليس في اليمن فحسب ولكن على مستوى المنطقة..
* لكن التدخلات الاقليمية ووفقا للأجندة التخريبية باليمن لاتدلل على ان الاقليم يخاف من حالة اللاأمن التي قد تتسببها الاضطرابات باليمن.. تعليقكم؟
- سؤال منطقي اخذ باهتمام المحللين الاستراتيجيين الذين عبروا غير مرة عن تنبؤاتهم الصريحة باتساع رقعة اللااستقرار بمنطقة شبه الجزيرة العربية في حال استمرت الفوضى باليمن ودون معالجات حقيقية وفاعلة ..، وحقيقة اننا نستغرب لحالة اللامبالاة للأقليم وعدم تعامله المسؤول مع هذه القضية وهو تعامل لايعكس من قريب او بعيد عن أي رؤية ثاقبة لمستقبل امن المنطقة وتدلل على ذلك اجندة الاقليم باليمن التي باتت تمثل اكبر تهديد لليمن بل والمنطقة عموما وهو أمر يبعث على الاستغراب والاندهاش من استمرار هذا الحال وغياب العقل والمنطق المفتقد للمصلحة الاستراتيجية التي تحتم اليوم لعب دور اقليمي اكثر مسؤولية يساعد اليمنيين على الحوار المسؤول بين مختلف فعالياتهم السياسية ويمكنهم من ايجاد المعالجات الناجعة الكفيلة بترسيخ عرى الامن والاستقرار باليمن والمنطقة باعتبار ذلك ضرورة حتمية لحاضر ومستقبل الجميع ، لكن على مايبدو الاقليم بتعامله بلا وعي استراتيجي يعيش مرحلة من التأثيرات للقوى العظمى التي على مايبدو تدفع بالاقليم الى ارتكاب اخطاء جسيمة بهدف تهيئة الارضية لتنفيذ سيناريوهاته الاستعمارية الجديدة بامكانات عربية ودماء عربية وعلى حساب مقدرات وامكانات منطقتنا التي تسير وفقاً لهذه التوجهات نحو الهاوية التي ستطيح بكل شيء..
* هل تعتقدون ان هذا الموقف الاقليمي سيبلغ تحقيق هدفه في القضاء على الوحدة اليمنية وفرض واقع جديد؟
- كما اشرت سلفاً ان كل اطلالة جديدة لذكرى الوحدة تأتي في ظل تطورات خطيرة الا ان هذه التطورات وبالرغم من خطورتها تزيد لدى اليمنيين حالة العزيمة والدفاع عن على مستقبل وحدتهم وهو ماتعبر عنه اغلبية الفعاليات اليمنية والتي تؤكد تمسكها بالوحدة وعدم التفريط بها ، وبالرغم من ان هذه التأكيدات تبدو للاستهلاك الاعلامي الا انها تعبر عن خوف هذه الفعاليات من الموقف الشعبي المنتصر للوحدة كون الشعب هو صاحب المصلحة الاولى من الوحدة ومن سيعاقب أي متهاون ، اضافة الى هذا فإن قرارات مجلس الامن الصادرة بشأن اليمن تؤكد جميعها التمسك بوحدة اليمن ووحدة اراضيه، وكل ذلك يجعل من الصعوبة على الاجندة الاقليمية المضي باتجاه القضاء على الوحدة..
* يقال هناك خلاف سعودي _اماراتي حول مايعتمل حالياً بالمحافظات المحتلة .. تعليقكم؟
- السعودية والامارات اللتان تقودان مايسمى بالتحالف العربي في بلادنا لايمكن لهما الاختلاف حول مايحدث باليمن كون مايحدث يعبر عن مصالحهما.. فالامارات التي تحاول السيطرة على سقطرى والسواحل اليمنية مثلاً لايمكن ان تقف ضد السعودية التي تحاول السيطرة الكاملة على المهرة وصحاري حضرموت ولايمكن ان يدفع بعضهما بعض الى التخلي عما يعتقدان انه بات يمثل تقسيماً استراتيجياً لهما ولهذا فإن استمرار حالة اللااستقرار وشن العمليات العسكرية بين الاطراف المتصارعة بالمحافظات المحتلة لايعدو عن كونه اضعافاً لهذه القوى وجعلها تدور بدائرة مغلقة تستنزف خلالها كل امكاناتها البشرية والعسكرية .. عموما مايعني ان هذا الحال إذا مااستمر سيمثل الفرصة التي من خلالها يتم فرض الامر على الواقع على هذه المحافظات لا سمح الله..
* هل هذا يعني انجازهما للانفصال؟
- هما يدركان ان تحقيق الانفصال باليمن في هذا التوقيت غير مناسب ولكنهما قد يجدا ارضية اقوى نحو السير الى الانفصال خاصة وان الموقف الشعبي باليمن مازال قوياً في انتصاره للوحدة اليمنية ومازالت القرارات الدولية تؤكد على وحدة اليمن وترابه كالوصول الى رؤية يمنية خالصة تحدد مستقبل الوحدة وشكلها وبعيداً عن أي مشاريع يحاول الاقليم فرضها وتحمل في طياتها التقسيم والانفصال.
* إذاً ما الحل من وجهة نظركم .. وهل ينتظر اليمنيون حدوث ذلك؟
- الحل يكمن في مدى إيمان اليمنيين بالحوار المسؤول فيما بينهم وبعيداً عن التدخلات الاقليمية والدولية وبحيث يجدوا المعالجات الناجعة لواقع بلادهم من خلال تشخيصهم الدقيق لهذا الواقع ووضع المعالجات دون أي تعصب للأجندة الخاصة وأن يكون الجميع واضعاً المصلحة العليا للوطن دون غيرها..
* لكن هذا يبدو تحقيقه مستحيلاً فأنتم تعلمون حجم التدخل الخارجي ومدى تأثيره؟
- مهما كانت التدخلات الخارجية فإن بإمكان اليمنيين إذا ما توافرت النوايا الصادقة ان يضعوا المعالجات المناسبة ثم ان الشعوب وانتصاراتها التاريخية تحسب على اساس تغلبها على كافة المؤامرات وبالتالي لايحسب لها أي نجاح إذا ما استمرت اسيرة لأجندة الخارج..
* من الواضح ان الأزمة اليمنية تحتاج الى مبادرة جديدة اكثر حيوية وفاعلية أليس كذلك؟
- ممن؟
* اقصد من الداخل أو حتى الخارج بما فيه الأمم المتحدة؟
- ستذهب كل المبادرات ادراج الرياح إذا لم تجد القوى الدولية فيها مايناسب اجندتها..
ومع ذلك بإمكان اليمنيين التفاعل مع أي مبادرة تحفظ حقوقهم وتؤمن مستقبلهم وحاضرهم وتخلق واقعاً جديداً في علاقاتهم مع الاقليم وبصورة تعتمد على الشراكة والتكافل والتعاون..
* وماذا تقولون عن مبادرة المجلس السياسي ؟
- استطيع القول إنها مبادرة متكاملة في مضمونها وتمثل ارضية قوية وصلبة يمكن النقاش حول كافة مضامينها واشباعها إيضاً.. المهم انها رؤية تعبر عن إرادة يمنية وهذا هو الأهم في أي مبادرة تعد من أجل اليمن ولاشيء غير ذلك..
* بالمناسبة كيف تقيمون دور المؤتمر الشعبي العام إزاء قضية الوحدة وهل دوره هذا قد شابه الضعف؟
- الوحدة اليمنية ستظل الهدف الاعظم والانبل والاجسر الذي يحرص المؤتمر على الحفاظ عليه باعتباره أن المؤتمر هو التنظيم السياسي الذي سعى نحو تحقيقها وامكن له ذلك مع الحزب الاشتراكي اليمني قبل ثلاثين عاماً، ولكونها الانجاز الذي يتباهى به ويكسب من خلاله تعاطف شعبياً عارماً فإنها أي الوحدة ستظل حاضرة في نفس ووجدان كل مؤتمري وحدوي صادق مع وطنه وشعبه ووحدته..
* وكيف تنظرون لتأثيره السياسي الراهن وخاصة على صعيد الوحدة .. خاصة وأن هناك من يشيرون الى أن دوره هذا قد خفت؟
- الذين يقولون هذا يبدو انهم لايتابعون تفاعلات المؤتمر المستمرة مع قضية الوحدة ومايصدره من وقت لآخر من بيانات شجاعة ومنطقية وموضوعية تنتصر للوحدة ويكاد المؤتمر في هذا الصعيد التنظيم اليمني الاكثر تفاعلا مع الاحداث والتطورات التي تشهدها البلاد ليس على صعيد الوحدة فحسب بل ومختلف الاحداث والتطورات وهذا امر ليس بغريب على المؤتمر أن يقوم به فهو التنظيم الذي جُبل على تحمل المسؤولية الوطنية الكبرى طيلة ثلاثة عقود وجُبل على مواجهة التحديات وشارك بفاعلية في مختلف جوانب العمل الوطني واكتسب من وراء كل ذلك خبرة سياسية ومهارة عالية في التعامل السياسي..
* بمناسبة اشارتكم الى بيانات المؤتمر كيف تقرأون بيانه الأخير حول التطورات بالمحافظات المحتلة؟
- سؤال مهم .. حقيقة هذا البيان يؤكد حيوية المؤتمر وتفاعله وهاهو يختار التوقيت الاهم ليعلن للرأي العام اليمني والعالمي عن امتعاضه الشديد جراء مايحدث من تطورات واحداث مؤسفة تشهدها المحافظات المحتلة وان يكشف في بيانه فظاعة المخططات المرسومة للنيل من اليمن وشعبه ووحدته والتي تتم للأسف الشديد بأيادٍ متنفذة تسمى يمنية اصبحت تزيد من معاناة شعبنا بفعل حماقاتها وارتهانها لقوى اقليمية وعندما يقدم المؤتمر نظرة واقعية في رفضه واستنكاره لما يحدث فإنه بذلك يؤكد غير مرة انه سيظل مدافعاً جسوراً وعظيماً عن الوحدة ومهما كانت التضحيات وهو موقف لايخلو من بعده الشعبي على مستوى المحافظات الجنوبية التي تقدر له هذه المواقف.
|