توفيـــق الشرعبـــي -
نتيجة لما قدمه من جهودٍ جبارة ولتأثيره الرائد على حماية البيئة في بلادنا إضافة إلى جعله المجال البيئى هاجساً على الدوام لديه.. استحق الاستاذ عبدالقادر باجمال الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام الفوز بجائزة »أبطال الأرض« الأممية لعام 2008م.. واعلن برنامج الأمم المتحدة للبيئة في بيان له انه منح جائزة »أبطال الأرض« السنوية للعام 2008م لسبع شخصيات عالمية كانت لها مبادرات بارزة في مجالات عدة ومختلفة تراوحت بين رسم السياسة البيئية وإجراء أكثر البحوث تقدماً مع تركيز خاص على التنمية المستديمة ومكافحة تغير المناخ..
»أكيم شتاينز« وكيل الأمين العام والمدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة قال: »إننا نواجه اليوم تحديات لم يسبق لها مثيل من حيث الضخامة، ويحتاج كوكبنا أكثر من أي وقت مضى إلى زعماء ملتزمين من أمثال »أبطال الأرض« لعام 2008م الذين يستحثون التغير الايجابي الحقيقي ويدعمون الحلول الابتكارية لمشاكلنا البيئىة، ويثبت هؤلاء الأفراد الملهمون، من خلال ذلك ان العمل والدروب الانمائىة المختلفة ممكنة بل إن فرصاً وفيرة تنشأ نتيجة التحول إلى اقتصاد ملائم للبيئة«.
الجائزة »أبطال الأرض« تعترف بمنجزات أفراد كل من منطقة من مناطق العالم الاقليمية أبدوا تحلياً بدرجة استثنائىة من الزعامة والقيادة في المسائل البيئىة.. ومن المتوقع ان يتجه باجمال لتسلم الجائزة في الاحتفال الدولي الذي سيقام في سنغافورة في 22 إبريل 2008م وستجري استضافة هذا الاحتفال بالاقتراع باجتماع قمة الأعمال التجارية من أجل البيئة..
»الميثاق« قرأت مدلولات الجائزة من خلال خبراء في مجال البيئة..
في البدء أكد الدكتور عبدالرحمن الإرياني وزير المياه والبيئة- أن هذه الجائزة تعدُّ شرفاً لليمن وللجهود والالتزامات في مجال حماية التنوع الحيوي والبيئي بشكل عام.. كما انها تبين مدى التزام القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية بالإدارة السليمة للموارد المائىة والطبيعية على وجه العموم.. وأضاف الوزير الإرياني أن اليمن تفتخر بهذا الاعتراف، وإن شاء الله الجائزة سترفع وتحفز الجميع للعمل أكثر من أجل الحفاظ على البيئة والموارد المائىة خصوصاً..
وقال الإرياني إن باجمال يستحق الجائزة بجدارة كونه حقق العديد من الانجازات في ظل قيادته لرئاسة الوزراء وبالذات في المجال المؤسسي البيئي بالإضافة إلى ما قام به تجاه جزيرة سقطرى وإدخالها ضمن قائمة الإنسان ومحيطه البيئى، كما كان لهذا الرجل فضل إرساء مبدأ جهود التكاملية بين الوزارات اثناء ترؤسه الحكومة، فكان أن أقر استراتيجية المياه وقانون المياه وتعديله..
مضيفاً أن الاستاذ باجمال من القيادات الحكيمة فكان له ان حقق لنا ما نعتز به ويشكر عليه.. وصعب ان نوفيه حقه في هذه المساحة..
لم تأتِ من فراغ
من جانبه تحدث د. عوض بامطرف رئىس الهيئة العامة لتنمية وتطوير الجزر قائلاً: لم تأتِ الجائزة من فراغ، وإنما نتيجة جهود محمودة للاستاذ عبدالقادر باجمال، فأنا أتذكر أنه عندما تم إنشاء هيئة تنمية وتطوير الجزر اليمنية عام 1999م أثناء ترؤس باجمال للحكومة، كنا دائماً ما نعود إليه حول إعداد أهداف الهيئة فكانت مشورته لنا غاية في الأهمية.. حيث أشار علينا بعمل مسوحات ميدانية لكافة الجزر للتعرف على خصائصها السياحية والسمكية والبيئية وعلى ضوء المسوحات بالإمكان ان يتم الترويج لهذه الخصائص للمستثمرين المهتمين بالتنمية في الجزر.. وأضاف بامطرف وبالفعل أتت بعض الشركات على ضوء هذا الترويج وقامت بزيارة الجزر وتم التوقيع على بعض الاتفاقيات الأولية حول الاستثمار في هذه الجزر..
وقال الدكتور بامطرف: إن الاستاذ عبدالقادر باجمال دائماً ما كان يلفت نظرنا في الهيئة نحو موضوع مهم جداً وهو المحافظة على بيئة الجزر بحيث لا تتأثر نتائج التنمية، كما ان هذا الرجل الوطني كان يشترط بأن على أي مستثمر يتقدم بمشروع استثماري في أية جزيرة، عليه ان يقدم دراسة حول كيفية معالجة الأثر البيئي وخاصة في جزيرة سقطرى كونها تحتوي على خصائص بيئىة نادرة..
واختتم بامطرف حديثه بالقول: ان التكريم الدولي الذي حصل عليه الاستاذ باجمال جاء نتيجة جهود مكثفة قام بها في المجال البيئى، وهذه الجهود مازالت بحاجة ماسة إلى قدراته ومشوراته لتنميتها وتطويرها.. كما أنها- أي الجائزة- تعتبر فخراً لكل اليمنيين والمهتمين بالتنمية المستديمة في الجزر اليمنية مع الحفاظ على خصائص البيئة..
نحن نهنئ أنفسنا أولاً بهذه الجائزة ونهنئ صاحب الفضل وباذل الجهود والمستحق لها بجدارة الاستاذ عبدالقادر باجمال..
ضمن الهواجس
أما الدكتور محمد مهدي أبوبكر الاستاذ المشارك في جامعة صنعاء قسم علوم الأرض والبيئة فيؤكد أن مدلولات الجائزة التي حصل عليها الاستاذ باجمال تجعل الجميع يستشعر المسئولية تجاه ما بدأه هذا الرجل من انجازات وطنية في مسار البيئة..
وقال أن هذه الجائزة أثبتت للعالم على أن اليمن أصبحت من الدول التي جعلت البيئة واحدة من قضايا هواجسها من خلال الحفاظ على الموارد..
وأشار أبوبكر إلى أن الجائزة في حد ذاتها تعد تقديراً للبلد ومفخرة لأبنائه زيادة على كونها اجلالاً لشخصية باجمال واعترافاً بجهوده وما بذله في المجال البيئى، هذا المجال الذي أصبح هاجساً عالمياً خطيراً..
»نورا«
أما المهندس نوري جمال الخبير الوطني للمياه والبيئة فقال: الحقيقة ا ن ما ذُكر من ترشيح الاستاذ عبدالقادر باجمال لجائزة »أبطال الأرض« شيء يعد فخراً للوطن، بالإضافة إلى كونه تكريماً واعترافاً بالمستوى الذي وصلنا إليه في جانب الوعي البيئى وتنامي هذا الجانب من خلال الإدراك بأهمية واستشعار قضايا البيئة..
وأضاف: أن الاستاذ باجمال منذ توليه قيادة وزارة التخطيط بدأ في وضع اللبنات الحقيقية في تأسيس البُنى المؤسسية التحتية للبيئة..
وقال الخبير الوطني للمياه والبيئة: من الواجب أن نعطي هذا الرجل كامل حقه فإلى جانب ما ذُكر عنه في البيان الصادر عن الجهة المعنية بالجائزة، فقد كان له الدور الأساسي في إنشاء الهيئة العامة للموارد المائىة نهاية 1995م، وقد عمل بجهده الرسمي والشخصي في انجاز هذا الكيان الوطني الذي استمررنا حوالي 13 عاماً نسعى لتحقيقه أي منذ الندوة الوطنية للمياه المنعقدة عام 1983م والتي نصت على إنشاء كيان وطني مستقل للموارد المائىة وحمايتها، ومع مرور الزمن وتعدد الاجتماعات والندوات بين الجهات التي كانت تتقاسم سلطة المياه لكنها لم تؤدِ الدور إلى ان جاء هذا الرجل وأرسى أول لبنة في طريق توحيد قطاع المياه والذي تطور تحت إشرافه إلى أن أثمر عام 2003م بتأسيس وزارة المياه والبيئة..
مضيفاً: إن باجمال عند تأسيس الهيئة العامة للموارد المائىة كان يتواجد كثيراً لدى الهيئات التي كان يفترض اندماجها والتي كانت تختصر بكلمة »نورا« اختصاراً للموارد المائية وكان يطلق عليها عندما تأسست »نورا« من قبل الخبراء، هذه بنت الاستاذ باجمال لرعايته الشخصية لها، ومطالبته وبحثه عن الدعم الدولي لهذه الهيئة وتقديم الضمانات من قبله..
منوهاً إلى ان الأستاذ باجمال دائماً ما كان يُفاجئ المانحين بقراراته التي تأتي موافقة لشروطهم وملبية لتطلعاتهم في تنمية الجانب البيئي..
وقال نوري جمال: أؤكد ان ما ذُكر عن باجمال هو واقع وبدون محاباة والدليل أنه صاحب الفضل في إدراج المادة »35« في الدستور والتي تتضمن »بأن حماية البيئة مسئولية الدولة والمجتمع وهي واجب وطني وديني على كل مواطن«، وهذه المادة وضعت اليمن في مصاف الدول التي تهتم بالبيئة وربما جعلت بلادنا ثاني دولة في الشرق الأوسط تضع في دستورها نصاً يختص بالبىئة، وهذه المادة جاءت من رؤية ثاقبة لـ»باجمال« لإشراك الفرد والمجتمع للمساهمة في حماية البيئة.. إضافة إلى كونها تحقق وعياً لدى كل الشرائح بأهمية الحفاظ على البيئة..
وأضاف الخبير الوطني إن باجمال أسس الكثير والكثير في هذا المجال، ومما لم يذكره بيان الجائزة عن هذا الرجل الوطني تأسيسه للهيئة العامة لحماية المدن التاريخية »صنعاء، زبيد، شبام.. الخ« وهي ضمن الهيئات التي تحمل مدلولات بيئية وموارد نفيسة..
مشيراً إلى أنه نال هذه الجائزة بجدارة لأنه لعب دوراً مهماً في الدفع بالفرد والمجتمع إلى التعايش مع المحيط الطبيعي تعايشاً ايجابياً..
وقال نوري في ختام حديثه: أتمنى أن تتاح لنا- نحن الخبراء الوطنيين- فرصة التعامل مع الاستاذ عبدالقادر باجمال في إطار منظمة غير حكومية يكون لها دور ومسار مستديم لمواصلة تنمية هذه البذور الطيبة التي أسسها باجمال في المجال البيئى.
الجائزة الدولية
❊ »أبطال الأرض« جائزة بيئىة دولية أنشأها برنامج الأمم المتحدة للبيئة عام 2004م وهذه الجائزة السنوية تكرم أفراداً من أنحاء الكرة الأرضية ممن قدموا مساهمات كبيرة ومسلماً بها، سواءً على نطاق عالمي أو اقليمي وأبعد في بيئة الأرض والموارد الطبيعية وإداراتها المستديمة.
والجائزة عبارة عن هدية تذكارية مصنوعة من معدن أُعيد تدويره وصممها خصيصاً لهذه الجائزة النحات الكيني »كبوكو« وهي تمثل العناصر الأساسية للحياة على هذا الكوكب: الشمس، الهواء، الأرض، الماء.. علماً أنه لاتُقدم أية مكافأة مالية مع هذه الجائزة.. يتولى اختيار الفائزين من بين المرشحين فريق من كبار المسئولين في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، مع مدخلات من المكاتب الاقليمية للبرنامج.