مطهر تقي - في الأسبوع الأخير من شهر رمضان الكريم خرجت للضرورة إلى صنعاء القديمة واضعا الكمامة على وجهى والقفاز على يدي فوجدت الازدحام من باب شعوب وحتى باب اليمن وكأنى في ازدحام يوم الحج في عرفة والقلة القليلة من الناس تضع الكمامة او الشال على الوجه وعليك ان تقارن شارع جمال وشارع هايل ومئات التجمعات البشرية في المدن اليمنية وخصوصا أسواق بيع القات التي قيل أن امانة العاصمة والمحافظات قد نظمتها فنرى بائع القات الواحد وعلى رأسه اكثر من عشرة يبايعون ويفحصون القات ولا في بالهم ابدا الكورونا او الموتونا فالكل في غفلة.
أما يوم العيد وانا اتابع الأخبار فكان الجامع الكبير فى صنعاء وجوامع حجة وصعدة والجوف.. يؤدون صلاة العيد والنادر من يضع الكمامة منهم وصادف وفاة العلامة مرعي في الحديدة فكان المئات من المواطنين يصلون على جثمانه والآلاف يشيعونه إلى مثواه الأخير وكان القليل جداً ومنهم قحيم القائم بأعمال المحافظ ووكيله وستة من المشيعين او سبعة يضعون الكمامة فقط واعداد من العلماء وطلبة العلم من المشيعين لا يهمهم الوقاية من الكورونا بالرغم من أنهم في نظر المواطنين القدوة الذين يجب عليهم أن يعظوا الناس بأخطار الكورونا ويذكرونهم بوباء الطاعون الذي ذكره الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في أكثر من حديث حيث امر المسلمين تجنبه بل واخبرهم عن كيفية الوقاية منه،
ومن يتابع أخبار القنوات الفضائية والاذاعات اليمنية وهي تتحدث عن وباء الكورونا وانتشاره في العالم وتتحدث عن إحصاءات عدد المصابين به وعدد الوفيات منه أيضا وتلك الوسائل الإعلامية اليمنية لا تتحدث عن المصابين في بلادنا وعن عددهم او عدد الوفيات ولا أدرى ما هي فلسفة وزارة الصحة في صمتها بعد حديث الدكتور المجاهد طه المتوكل وزير الصحة أمام مجلس النواب أوائل أبريل الماضي قبل انتشار الوباء في بلادنا بذلك الحديث المسؤول والصريح بروح وطنية عالية عن الوباء وحجم الأخطار التي ستحل على الشعب اليمني في ظل انعدام اي إمكانات تذكر في المستشفيات او حتى مواد لفحص اختبار الكورونا.. ورفع صوته محذراً مما سيحل بالشعب من كارثة من انتشار الوباء بجانب ما هو منتشر في اليمن من أوبئة مثل الكوليرا والمكرفس والضنك والملاريا التي انتشرت انتشاراً رهيباً بعد العدوان الغاشم والحصار الجائر الذي دمر البنية الصحية في اليمن ومنع الدواء وافرغ الكثير من الكوادر الصحية بهروبها إلى خارج وطنها.. وها هو وباء الكورونا يفتك بالمواطنين دون رحمة ويحصد المئات بل الآلاف من المواطنين والناس في قلق وهلع والاشاعات هي التي تحدد الإصابات والوفيات لدرجة ان الموت قد ترك مرضى القلب والفشل الكلوي والسرطان.. وترك حتى من بلغ من العمر عتياً والاشاعات قد جعلت كل الوفيات في اليمن هي نتيجة وباء الكورونا..
لقد أصاب المواطن يا وزارة الصحة مرض الإشاعة والخوف والفزع نتيجة السياسة الخاطئة التي اتبعتها وهى سياسة الصمت فتحدثت الإشاعة نيابة عنكم وبالغت وقتلت الآلاف من المواطنين والواقع والحقيقة أن هناك وفيات فعلاً ولكن بعدد العشرات او المئات على ابعد تقدير فنحن جزء من العالم أصابه الوباء باعتبارنا جزءاً من سكان الارض وليس عيباً او جريمة حلول هذا الوباء حتى نخفيه او لا نتحدث عن إصاباته ووفياته ومن المقلق أن لا يرى المواطن إلا الصور المسربة لجنائز الموتى او نسمع أصوات المشيعين وأصوات مآذن المساجد تقرأ القرآن ويقطعها سادن المسجد بالإعلان عن اسم المتوفى أو المتوفاة..
اعيدي يا وزاره الصحة النظر في سياسة الصمت وضعي حداً لانتشار نار الإشاعة التي جعلت الشعب يظن أن وآلاف من الناس قد أكلهم الكورونا فشكراً على جهودك وجهود كوادرك الصحية وجهود أجهزة الأمن برجالها وجيشها التي يقومون بها جميعا لحصار المرض وعلاج المرضى ونقل حتى الوفيات إلى المقابر جهود عظيمة بالرغم من قلة الإمكانات... وصارحوا الشعب بحقيقة ما يجرى واطلبوا منه العون و المشاركة معكم بوعية وتنفيذ أوامر الدولة بعدم الذهاب الى الزحمة وأغلقوا المساجد مثل بقية دول العالم الإسلامي وأغلقوا أسواق القات فهي مصدر رئيسي للتجمعات فالعالم اليوم مفتوح بوسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة ولا يمكن إغلاقها واذا تمكنتم من إغلاق صوت الإشاعة بالمصارحة والشفافية وقول الحقيقة فالشعب سيكون معكم ونكون بذلك قد انتصرنا على الكورونا كما تفعل دول بقية سكان الأرض..
والله الحافظ لليمن وشعبه .
|