أمين الوائلي -
في ندوة حول «الدور السياسي للقبيلة» انتهت المناقشات بملاسنات وشتائم، لعلها كانت مدنية! وفي مؤتمر «حرية المجتمع المدني» ـ وإن بدت كلمة مؤتمر كبيرة نوعاً ما قياساً إلى حجم ومضمون الفعالية ـ انتهت الجلسة المسائية الأولى بخلافات وتباينات حادة ومتشنجة بين الحاضرين وتعصب كل فريق أو طرف لرأيه وفهمه الخاص حول «المدني». وفي ندوة «النظام السياسي ومستقبله في اليمن» خرج المشاركون أكثر تشدداً، وزاد تعصب الفرقاء و«المتفاوتين»، وشدد المؤتمر على أفضلية «النظام الرئاسي» والحكم المحلي ذي الصلاحيات الأوسع والغرفتين التشريعيتين، فيما تشدد ناس «المشترك» في الاعتقاد بـ«النظام البرلماني» ولم يخلُ المشهد من «رزع» وهجوم وهجوم مضاد.. كالعادة ولا جديد. حدث ذلك خلال أسبوع واحد.. والمجال مفتوح لمزيد من الندوات والفعاليات المشابهة، ولا أعلم إذا كنا قادرين على تحمل معاناة زائدة من هذا الباب؟! أهم من ذلك كله هو أن الجلسة الأولى لمجلس النواب «في دورته الانعقادية الجديدة للسنة الميلادية الجديدة 2008» بطريقة أخبار الفضائية اليمنية ـ انتهت بمشادات وخلافات حادة، هي الأخرى كذلك، بين الأعضاء والكتل وهيئة الرئاسة حول مواضيع عدة من ضمنها «جدول الأعمال» الحالي لدورة المجلس الحالية! وكأن البرلمان يحتاج إلى محكّمين للصلح بين أعضائه وتحديد جدول الأعمال! المهم هو أن كل شيء لدينا يبدأ وينتهي بالطريقة ذاتها: مشادات وخلافات وتباينات حادة! ولا حول ولا قوة إلا بالله. إذا كان هؤلاء وأولئك من السادة والسيدات هم قادة المجتمع والرأي والمدني والسياسي والقبلي، وهم على ما هم عليه من الملاسنات والمشادات والشتائم والتعصبات الجائحة، فماذا يفترض بنا نحن الرعية والعوام و«بقر ربي» أن نفعل؟! أو قل ما الذي ننتظره من الفعاليات السياسية والمدنية التي تفتتح أعمالها بفضائح وتختتم بكوارث ونكبات تجعل الحسود عاطلاً عن عمله وعلى ماذا سيحسد؟! شكراً لأنكم تبتسمون