خالد سعيد الديني ❊ - 38 عاماً مرت منذ تأسس المؤتمر الشعبي العام الذي نحتفل اليوم بذكرى تأسيسه ليكون هذا الاحتفاء بمثابة التأكيد على ان المؤتمر وهو التنظيم اليمني المولد والنشأة وُلد لكي يبقى عنوانا لخلاصة الفكر الوطني اليمني المختلف عن كافة الافكار والنظريات الخارجية التي كانت تتصارع داخل المنطقة العربية ومنها بلادنا وكانت جميعها نظريات وافكاراً مرتبطة بالصراعات الدولية والحرب الباردة آنذاك ..
لقد جاء تأسيس المؤتمر في 24 أغسطس 1982م وصياغة واقرار الميثاق الوطني ليمثل تجربة يمنية متفردة عكست خلاصة الفكر النضالي اليمني وبطريقة اعتمدت على مبدأي الحوار والمشاركة الواسعة للأطياف والافكار والتوجهات السياسية والمجتمعية المختلفة .
اليوم ونحن نحتفي بالذكرى الـ38 للتأسيس وبقدر ما نفخر بتجربة المؤتمر الماضية سواء على المستوى التنظيمي او السياسي او على مستوى تجربته في الحكم وتحقيق المنجزات وعلى رأسها اعادة تحقيق الوحدة اليمنية والنهج الديمقراطي وحرية الرأي والتعبير وبناء الدولة وتحقيق المنجزات التنموية ،الا ان المهم اليوم هو ان نؤكد على قضيتين الاولى تتمثل في ان المؤتمر استطاع ان يتجاوز كل التحديات والمؤامرات التي استهدفته ولا تزال ،ونجح في ان يقف على قدميه مع كل عثرة او ازمة او تحدٍّ، وهاهو اليوم يثبت انه ذلك التنظيم المتجذر في وجدان اليمنيين وعقولهم ،وصاحب القاعدة الشعبية الكبيرة الممتدة على خارطة اليمن كله من صعدة الى المهرة ومن سقطرى الى حجة .
أما القضية الثانية التي يجب علينا كمؤتمريين ان نناقشها ونحن نحتفي بذكرى التأسيس فهي الرؤية للمستقبل التنظيمي والسياسي ومشروعنا الذي يجب ان نقدمه للناس في المرحلة القادمة انطلاقاً من ايماننا الراسخ بثوابتنا الوطنية الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية والدفاع عن الجمهورية اليمنية وسيادتها واستقلالية قراراها الوطني ومقارعة العدوان والغزاة والمحتلين ،وهو امر يمكن للمؤتمر ان يفكر فيه بتأنٍّ وعمق وبما يتناسب والمتغيرات المحلية والاقليمية والدولية .
لقد كان المؤتمر ولا يزال هو الحامل الوطني لتطلعات اليمنيين والأقدر على تبني همومهم وقضاياهم وبلورتها وتجسيدها على الواقع في انجازات ملموسة ،واليوم ورغم كل التغيرات والمتغيرات الا ان المؤتمر وبقيادته الوطنية والسياسية وبما يملكه من كوادر وخبرات لقادر على انتاج مشروع وطني يكون عنوانه وجوهره بناء يمن المستقبل برؤية جديدة تحافظ على اليمن الموحد الكبير وتحقق في الوقت ذاته للناس تطلعاتهم في ادارة شؤونهم ،وتضمن لهم بناء دولة النظام والقانون والعدالة والمواطنة المتساوية .
التحية لقيادات المؤتمر وعلى رأسهم الشيخ صادق بن امين ابوراس -رئيس المؤتمر الشعبي العام- وكل المؤتمريين والمؤتمريات اينما كانوا بذكرى التأسيس، وهي تحية مقرونة بالدعوة لمزيد من الولاء لتنظيمهم والحفاظ على وحدته .
❊ عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام
|