عبدالوهاب يحيى الدرة ❊ - تمر علينا الذكرى الـ 38 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام وسط ظروف غاية في الصعوبة والتعقيد وشعبنا اليمني العظيم يتعرض لعدوان همجي وحصار جائر استهدف على مدى ست سنوات اليمن أرضاً وإنساناً ومقدرات كما يستهدف وحدة وسيادة واستقلال البلد إضافة إلى التحديات التي تواجه البلد في استمرار عملية البناء والتنمية وحشد كل الطاقات والجهود في مواجهة العدوان وتحقيق تطلعات الشعب في الحياة الحرة الكريمة والتي أخذ المؤتمر الشعبي العام على عاتقه أن يكون مع كل القوى الوطنية وابناء الشعب في التصدي لهذا العدوان الهمجي والمتغطرس باعتبار الدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله ووحدته مبدأً ثابتاً وراسخاً في فكر وممارسة المؤتمر كمبدأ لا يقبل الجدال والمساومة ولا يخضع إلا للاعتبارات الوطنية التي نعتبرها هي المحدد الرئيسي وننطلق منها في مهامنا وأعمالنا.. يضاف إلى ذلك التحدي الجديد في مواجهة موجة التطبيع مع الكيان الصهيوني من قبل بعض الأنظمة ودورنا نحن في المؤتمر الشعبي العام في ترسيخ وتعزيز الوعي الشعبي المجتمعي بمواجهة هذه المخططات التآمرية على الأمة ولعل آخرها ذلك السقوط والفضيحة الكبرى لتحالف العدوان بإعلان ترامب تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني ودويلة الامارات وهو ما يحتم علينا تقوية الجبهة الداخلية لتكون مواجهة هذه المشاريع بما تمتلكه وبما يمكن ان تطوره في قدراتنا وإمكاناتنا لهزيمة العدو الحقيقي المتمثل في أمريكا وإسرائيل باعتبارهما من يقود أن العدوان على اليمن ولعل إعلان بدء العدوان من واشنطن من قبل الدمية الجبير يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك أنه امريكي صهيوني بامتياز.
بالتأكيد أن المؤتمر الشعبي العام وهو يحتفل بهذه الذكرى وسط كل هذه التحديات سيظل هو التنظيم السياسي الشعبي الموجود على الساحة الوطنية ولديه القدرة الكبيرة على تجاوزها كما انه لن يتخلى عن دوره المحوري انطلاقاً من فكر الوسطية والاعتدال المستمد من الميثاق الوطني وخاصة في هذه المرحلة التي تتطلب تضافر الجهود بين كافة أبناء الشعب اليمني ومكوناته وأحزابه وتنظيماته السياسية للدفاع عن اليمن الارض والإنسان ضد العدوان ومرتزقته والوقوف في وجه كل المؤامرات والمخططات الرامية إلى تمزيق اليمن وتفتيته واستهداف نسيجه الاجتماعي وانتهاك سيادته واستقلاله.. ولاشك أن أعضاء المؤتمر في مقدمة الصفوف في خندق الدفاع عن البلد مع اخوانهم من الجيش واللجان الشعبية، كما أن المؤتمر الشعبي العام ارتبط ارتباطا وثيقا في اذهان الناس بأنه كيان سياسي شعبي جعل من الوسطية والاعتدال منهجاً له.
وبهذه المناسبة لابد أن أتقدم بالتهنئة لكافة قيادات وقواعد وكوادر المؤتمر الشعبي العام وعلى رأسهم رئيس المؤتمر الشيخ صادق بن أمين أبو راس الذي كرس كل وقته وجهده لخدمة اليمن موطّناً نفسه بالإخلاص والصدق والترفع والنزاهة وعفة اليد واستطاع الحفاظ على المؤتمر ولملمة الصفوف بحنكة وقدرة وقيادة فذة متميزة.. وهي لكل مؤتمري شريف حر يدافع عن اليمن ووحدته وسيادته واستقلاله، وهي دعوة خالصة لهم أن يستمروا في السير على نهج المؤتمر الشعبي العام بالمزيد من التلاحم والوحدة والدفاع عن اليمن في مواجهة العدوان وكل التحديات وأن يكونوا في مقدمة الصفوف الوطنية كما عهدناهم دوماً لإفشال كافة مخططات التآمر على اليمن العظيم والاصطفاف مع قيادة المؤتمر التي تقوده في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ اليمن باعتباره حزباً بحجم الوطن وسيظل ثابتا وراسخا كثبات ورسوخ جبال اليمن ولا تثنيه العواصف والكوارث مهما كان حجمها.
وبالطبع فإننا لن ننسى هنا أن نشيد بالصمود الاسطوري لكافة ابناء شعبنا اليمني العظيم في وجه العدوان وحصاره الظالم والتضحيات والانتصارات التي يحققها ابطال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية وأبناء القبائل في الذود عن الوطن وسيادته واستقلاله والتي ستظل محط فخر واعتزاز الاجيال اليمنية المتلاحقة ونؤكد أن النصر سيكون حليف هذا الشعب اليمني الصامد الصابر بإذن الله.
ختاماً لابد من القول إن المؤتمر الشعبي العام سيظل وفياً للمبادئ والثوابت التي تأسس عليها ولن يتخلى عنها كما أنه لم ولن يفرط بأي من الثوابت والمكتسبات الوطنية أو ذرة من تراب الوطن وفي ذات الوقت سيكون في طليعة القوى الوطنية التي تدافع عن الوطن في مواجهة العدوان وسيعمل على كافة الصعد السياسية والإعلامية والاجتماعية للحفاظ على وحدة الصف الوطني وتعزيز كل العوامل والخيارات التي تحافظ على تماسك الجبهة الداخلية ووحدتها وقوتها والانطلاق نحو بناء اليمن وإعادة إعمار الوطن.
❊ عضو اللجنة العامة - وزير الصناعة والتجارة
|