نبيل الحمادي❊ - طيلة مسيرته الحافلة وهو في السلطة وخارجها استطاع المؤتمر الشعبي العام أن يتجاوز الكثير من التحديات التي اعترضت مساره الوِطني والتنظيمي في آن، ومضى تابتاً في طريق عملية البناء والإنجاز الوطني من جهة، وتحديث ادبياته ووثائقه بما يتواكب مع طبيعة التغيرات التي شهدها الوطن على المستويين السياسي والحزبي من جهة ثانية..
كان التجديد اساس اختطه المؤتمر على طريق الاستمرارية المتطورة وتعزيز تواجده السياسي على الساحة الوطنية، ووفقاً لذلك تمكن من ترسيخ كل القيم الحية التي تؤكد على الشراكة والمشاركة وتعزز قيم الحوار برؤى جامعة وشاملة بعيداً عن الاستثناءات والشروط المسبقة التي تتعارض كلية مع الديمقراطية واسسها ومبادئها..
ونحن هنا عندما نتحدث عن ذكرى تأسيس هذا التنظيم الرائد لا بد لنا أن نذكر بتجربته في حكم الوطن والتي اثبت من خلالها لكافة أبناء الشعب على اختلاف توجهاته السياسية أنه الأنجح في قيادة الوطن رغم الأخطاء التي شابت مسيرته.. وكل من يقيّم طبيعة المرحلة الراهنة منذ أن سلم المؤتمر السلطة مع ما شهده الوطن طيلة السنوات التسع الماضية يصل إلى هذه النتيجة مهما اسقط من سلبيات على المؤتمر ومسيرته..
نحن كمؤتمريين عندما نقول ذلك لا نمدح أنفسنا وتنظيمنا بكل تأكيد بل هي الحقيقة التي لا جدال حولها.. ونؤمن أيضاً في هذا السياق أن هناك اخطاء حدثت، وسلبيات أثرت على مساره على المستويين الوطني والتنظيمي وعملنا جاهدين على معالجة تلك الأخطاء وتلافي السلبيات قدر الإمكان رغم المؤامرات التي حيكت ضده بهدف زعزعة مسيرته ونقل صورة مشوهة عن مضامينه ومبادئه وكان ذلك للأسف بدعم قوى خارجية لم تكن تستهدف المؤتمر فحسب بل اليمن واليمنيين بشكل عام..، وما يشهده الوطن منذ قرابة ستة اعوام من تدمير واستهداف متعمد لليمنيين خير دليل..
وعلى الرغم من تسليم المؤتمر للسلطة حفاظاً على الوطن وصوناً لدماء اليمنيين إلا أن عجلة مؤامرة استهدافه بقيت تدور ومن المؤسف أن من كان يحرك تلك العجلة قيادات مؤتمرية كنا نظنها حريصة على تنظيمها وقياداتها إلى أن تم اكتشاف عكس ذلك..!!
لن نعود إلى سرد تلك الصفحات مجدداً كونها أصبحت معروفة وواضحة لكل كوادر وأعضاء المؤتمر وأيضاً لكل الشعب.. ويكفي أن نستلهم من تلك الصفحات الدروس والعبر التي تمكن المؤتمر من تصحيح مساره بالصورة التي تحفظ لنا كقيادات وأعضاء مكانتنا على الساحة الوطنية حتى وإن كنا بعيدين عن السلطة ومهامها حالياً، كما تحفظ لتنظيمنا وحدته على اسس تنظيمية ووطنية واضحة لا تفريط معها بسيادة الوطن ووحدته واستقلاله وكرامة أبناء الشعب..
وهنا ينبغي التأكيد ونحن نحتفي بالذكرى الـ38 للتأسيس على ضرورة الاستمرار في تجديد وتحديث المؤتمر والاعتماد على قواعده التواقة للعمل الحزبي والحراك السياسي الذين يريدون إنقاذ اليمن من الدمار وعن قناعة منهم بأن المؤتمر هو الحزب المؤتمن على تحقيق ذلك..
نثق بقدرة قيادة المؤتمر العليا ممثلة بالشيخ صادق بن أمين أبو راس رئيس المؤتمر الشعبي العام - الذي يحسب له الحفاظ على المؤتمر منذ ما بعد أحداث ديسمبر المؤسفة وإعادة ترتيب أوراقه - على تجديد وتحديث المؤتمر بالصورة التي يريدها أعضاؤه كما تريدها جماهيره الشعبية في مختلف المناطق اليمنية.
❊ عضو اللجنة الدائمة الرئيسية
رئيس قيادة فرع جامعة تعز
مقرر الهيئة الشوروية
|