توفيق الشرعبي - تحل الذكرى الثامنة والثلاثون لتأسيس المؤتمر الشعبي العام في الرابع والعشرين من أغسطس لتؤكد لكافة اليمنيين سواء أكانوا اعضاء في هذا التنظيم الرائد أو انصاراً له أو حلفاء، أو غيرهم من المتحزبين والمستقلين أن الوطن وجماهير الشعب أصبحوا اليوم أكثر من أي وقت مضى يراهنون على المؤتمر كمكون وازنٍ على الساحة اليمنية وعلى المشهد برمته.. وهذه الحقيقة تفرضها الاحداث يوما بعد آخر لانزلاق الكثير من الاطراف المتصارعة إلى مستنقع مخزٍ لم ولن تعد قادرة على الخروج منه..!!
ولأن المؤتمر الشعبي العام أثبت أنه وطني خالص فكراً وموقفاً ونهجاً نجده في خضم الأحداث وفي مقدمتها العدوان الغاشم على اليمن يكاد يكون التنظيم الوحيد الذي يمارس فعالياته التنظيمية داخل وطنه وبين جماهيره وبمفردات يمنية بحتة وشعارات وطنية تعبر عن تصورات كل الوطنيين وتطلعات كل اليمنيين التواقين لدولة مدنية حديثة مستقلة القرار والسيادة وموحدة الارض والانسان يتساوى فيها الجميع في المواطنة..
ومن الإنصاف أن نقول في هذه المناسبة إن الدور الذي قام به الشيخ صادق بن أمين أبوراس رئيس المؤتمر في مرحلة دقيقة وحساسة جداً يعد دوراً رئيسيا في انقاذ المؤتمر من الضربة القاضية التي سددها كافة الأعداء والخصوم في الخارج والداخل على وجه هذا التنظيم.. فلولا حنكة وولاء الشيخ صادق أبوراس للمؤتمر لما كان اليوم يحتفي بذكرى التأسيس الـ38 بهذا الزخم والعنفوان الوطني، فالرجل استطاع في مرحلة فارقة من تاريخ التنظيم أن يتجاوز الحدث "الفاجعة" ويتقدم لتحمل المسئولية وهو يعلم حجم التحديات والمخاطر والأخطار التي تعصف بالوطن وبالمؤتمر، لكنه لم يستسلم، لأن الرجال مواقف والوطنية أفعال وليست شعارات زائفة، فكان نعم الرجل الموقف والقيادي الشجاع الذي انضوت خلفه كل قيادات المؤتمر الوطنية المخلصة ومن خلفهم جماهير المؤتمر الغفيرة في كل منطقة من مناطق الوطن الغالي..
وبكل تأكيد أن المؤامرات التي تستهدف وجود المؤتمر وتسعى لتمزيقه واجتثاثه لم تتوقف لكنها تفشل فشلا ذريعا مرة بعد أخرى لأن المؤتمر الشعبي العام ربط مستقبله ومصيره بمستقبل الدولة الوطنية اليمنية المستقلة والموحدة والحديثة التي ينشدها الشرفاء والاحرار من أبناء شعبنا اليمني العظيم.. ومادام المؤتمر واقفا بقوة إلى جانب الشعب ومدافعا ببسالة عن ثوابت الوطن ومصالحه العليا وفي مقدمتها الجمهورية والوحدة والسيادة والاستقلال، ومكرساً كل جهوده وامكاناته لصالح الشعب في مقاومة العدوان الغاشم والحصار الجائر الآثم، ولا يألون جهداً في السعي الحثيث لفتح قنوات وطنية خالصة للملمة الشمل وتقديم التنازلات نحو مصالحة وطنية شاملة لا تستثني أحداً من اليمنيين.. كل هذا يجعل المؤتمر يتجذر أكثر وأكثر في تربة هذا الوطن ويزداد رهان الشعب عليه أكثر وأكثر..
الأجمل في فعاليات المؤتمر الاحتفائية بذكرى تأسيسه لم تعد لمجرد الاستعراض وتأكيد الحضور على المشهد بل أصبحت تجسد مواقف المؤتمر الوطنية وفي مقدمتها وقوفه إلى جانب شعبه في مواجهة العدوان والاحتلال، ورفضه كل مشاريع التمزيق والتشطير وكافة دعوات المناطقية والطائفية والمذهبية والجهوية والعنصرية.. وكذلك رفضه مختلف التدخلات الخارجية..
المؤتمر وهو يحتفي بمناسبة تأسيسه الثامنة والثلاثين مستعيداً دوره التنظيمي والسياسي، يدرك حجم المهمة التي تتعاظم والملقاة على عاتقه، ومهما تكن فإنها: "تصغر في عين العظيم العظائم"..!!
|