أحمد أمين باشا - تأتي الذكرى الثامنة والثلاثون لتأسيس المؤتمر الشعبي العام في خضم متغيرات جيوسياسية داخلية وخارجية يعيشها اليمن الكبير أبرزت المزيد من الانقسام والتشظي والاستنزاف للطاقات والانسان على حد سواء والتي أطلت بظلالها منذ احداث فبراير 2011 المأساوية ولكون حزب المؤتمر منذ انشائه انتهج خيار الديمقراطية كمنطلق جوهري في مسيرته الريادية داخل الحزب والدولة فقد كان يمثل نموذجاً راقياً سبق اقرانه من الاحزاب الحاكمة في المنطقة العربية .. رغم انه واجه تحديات كثيرة بسبب نهجه الوسطي المعتدل امام بقية التيارات اليسارية الثورجية الشعارات واليمينية الاصولية التشدد والتي كانت محيطة به منذ تأسيسه والمشاركة له بأمور السلطة والحكم تحت مسميات متعددة في ما قبل قيام دولة الوحدة في العام 1990م وهذا بحد ذاته يعتبر دليلاً ملموساً على احتواء المؤتمر وقبوله بالآخر في مشاركة السلطة مع مختلف الاطياف السياسية اليمنية وتجسد ذلك اكثر عند قيام الوحدة المباركة بمشروع إعادة تحقيق الوحدة والتي كانت معظم التيارات السياسية في الجنوب اليساري وفي الشمال المحافظ معارضة لذلك المشروع الوحدوي ومع ذلك استطاع المؤتمر الشعبي بنهجه الوطني المعتدل وكوادره المخلصة ان يحتوي ويعالج كل التباينات التي اظهرتها تلك القوى السياسية المعارضة لمشروع الوحدة والتي رأت في النهاية انه لا فائدة من الوقوف في وجه كافة ابناء الوطن شماله وجنوبه والتواقين الى لم الشمل وعودة الوطن لمساره التاريخي الحقيقي كوطن واحد . وبذلك يحسب للمؤتمر في المقام الأول شرف تحقيق الوحدة اليمنية المباركة.
المؤتمر الشعبي تلقى طعنات وضربات مختلفة من معظم فرقائه السياسيين كان أكبرها في العام 2011 في ما يسمى بفوضى الربيع العربي وما أنتجته لاحقاً من واقع مأساوي عاشه الوطن تمثل في القضاء على الدولة ومؤسساتها وجيشها الموحد تحت مسميات تغيير النظام . ولكون المؤتمر كان مدركاً لخفايا المشروع التدميري وما وراء ذلك الربيع فقد تعالى على جراحاته وآثر ترك السلطة في العام 2012 على امل ان يكون الحكام الجدد عند قدر المسئولية في الحفاظ على مؤسسات الدولة وجيشها ووحدتها ولكن الذي حصل العكس تماماً من ذلك، بحيث كان وفق مقتضيات المشروع التدميري للوطن والذي كان المؤتمر وقيادته يحذرون منه باستمرار .
في حين استمر خصوم المؤتمر في محاولاتهم بعد خروجه من السلطة وتهميش دور المؤتمر وكوادره في مؤسسات الدولة المختلفة المدنية منها والعسكرية بل ووصل بهم الامر الى الدعوة لحل حزب المؤتمر الشعبي وهذا ما لم يتحقق لهم رغم محاولاتهم المستميتة . فالمؤتمر كان ولايزال يشكل اكبر قاعده جماهيرية داخل الوطن وفي عموم المحافظات من صعدة الى المهرة في ظل انكماش جماهيري ملفت لهؤلاء الخصوم التي انكشفت مؤامراتهم على الوطن والشعب وتبعيتهم لأجندة خارجية مشبوهة هدفت لتدمير الوطن بيد بعض ابنائها للأسف الشديد .
المفارقة العجيبة والمدهشة ان اغلب التوقعات كانت تقول ان المؤتمر قد تشتت وانتهى لكن كنا على ثقة ان المؤتمر قد يمرض لكنة لا ولن يموت . فالمؤتمر تظل حكمته عنواناً لقيادته الحكيمة المتمثلة بالشيخ صادق بن امين ابو راس رئيس المؤتمر تلك الشخصية الوطنية الراسخة والمتمرسة بمهنية عالية في كل المواقع التي شغلها داخل الجزب والدولة .
وقد كان للمؤتمر الشعبي العام موقف وطني ومفصلي في التصدي والرفض للعدوان الغاشم من قبل تحالف العدوان على اليمن والوقوف في خندق واحد مع حليفه انصار الله للدفاع عن الارض والعرض والسيادة الوطنية ورفض مشروع التقسيم والتجزئة للوطن اليمني الكبير .
تحية اجلال لكل المؤتمريين والمؤتمريات في مختلف محافظات اليمن من أقصاه الى أقصاه الذين صمدوا في وجه مؤامرة ربيع 2011 وما نتج عنها من إقصاء لمعظمهم من وظائفهم دون أي مسوغ قانوني أو انساني .
وتحية إعزاز لكل المؤتمريين والمؤتمريات الذين وقفوا مع الوطن ضد العدوان الغاشم وضحوا بالمال والنفس والولد في سبيل نصرة الوطن اليمني الكبير .
المؤتمر الشعبي اليوم سيظل وفياً لمبادئه والتي كلفته الكثير من التضحيات والتي لم تزده إلا إصراراً وعزيمة في المضي نحو إعادة بناء اليمن الكبير لما يمتلكه من رؤية وخبرة كافية على كافة الأصعدة .
سيظل المؤتمر الشعبي هو حزب الوطن اليمني الكبير وستظل قيادته الرئيسية والوحيدة عنوانها في عاصمة الصمود صنعاء .
إرفع رأسك وافتخر فأنت مؤتمري.. هذه رسالتي لكل المؤتمريين والمؤتمريات قيادة وقواعد .
وكل عام والوطن والمؤتمر الشعبي بألف خير.
|