راسل عمر -
تجدد الحديث- الأسبوع الماضي - عن الدور الفرنسي في دعم تحالف العدوان السعودي الإماراتي على اليمن .. ورغم أن هذا الحديث لم يهدأ أو يتغير منذ أن وجهت النيابة العامة في باريس نهاية العام الماضي بالتحقيق فيما اسمته قضية إفشاء أسرار عسكرية بعد قيام وسائل إعلام بنشر تقرير سري أعدته الاستخبارات العسكرية بشأن استخدام أسلحة فرنسية في اليمن..
ورغم أن هذا الحديث أثارته مؤخراً وسائل إعلام تركية أو تابعة للإخوان المسلمين المدعومة من تركيا إلا أن قضية بيع الأسلحة لتحالف العدوان وأدواته ومرتزقته لا تقتصر على فرنسا فحسب بل ودول أوروبية أخرى بينها بريطانيا وتركيا وأيضاً الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تتوقف منذ السنوات الست الماضية عن بيع وتصدير أسلحتها إلى تحالف العدوان..
كما أن تركيا من جهتها لم تتوقف عن دعمها المادي والعسكري واللوجيستي لحزب الإصلاح- فرع الإخوان المسلمين في اليمن- وإرسال خبراء عسكريين لمساندة كافة الخطط التي تنفذها قيادات هذا الحزب بعيداً عن توجهات النظامين السعودي والإماراتي اللذين تعتبرهما تركيا عدُوين لها وعائقاً أمام تنفيذها مخططها المعروف باستعادة الدولة العثمانية التي يطمح اردوغان إلى استعادتها..
كل الأطراف الدولية ومنها فرنسا وتركيا وجدت في اليمن- كما وجدت في سوريا وليبيا والعراق- مسرحاً لتنفيذ خططها وتوجهاتها الاستعمارية الجديدة وذهبت تدعم أدواتها لتحقيق غاياتها وأهدافها العامة..!!
وسائل الإعلام التركية والمدعومة من قبل قيادتها أرادت من خلال الأخبار التي تناولتها حول تورط فرنسا في حرب اليمن واستمرار بيعها أسلحة للتحالف العربي الرد على التحركات الفرنسية الداعمة لليونان في البحر المتوسط إضافة للعداء الذي تكشف بينهما حول الكثير من القضايا التي تهم كلاً منهما والمصالح المتضاربة في هذا الاتجاه..
ولسنا هنا بصدد الحديث عن طبيعة تلك العلاقات التي ساءت مؤخراً بين الجانبين التركي والفرنسي بقدر ما يعنينا استمرار توجهاتهما العدائية على اليمن واليمنيين وتحويلهما اليمن ساحة لاستعراض عضلاتهما باستمرار بيع او دعم تحالف العدوان السعودي الإماراتي وأدواتهما بالأسلحة التي يتم استخدامها في استهداف المدنيين وارتكاب جرائم حرب واضحة المعالم والأركان..
الدعم التركي والفرنسي للنظامين السعودي والإماراتي وأدواتهما معروف وموثق من خلال بقايا الأسلحة التي تم تجميعها عقب الجرائم المرتكبة بحق المدنيين .. كما أن لتركيا باعاً طويلاً ومنذ العام 2010م عبر تصديرها للأسلحة إلى ادواتها في اليمن ممثلاً بحزب الإصلاح فرع تركيا العثمانية الإخوانية في اليمن وجميعنا نعرف كيف استخدمت ميليشيات حزب الإصلاح تلك الأسلحة وخاصة الكاتمة للصوت في تنفيذ اعمال الاغتيالات بحق المعارضين لها في صنعاء وعدن ومناطق يمنية أخرى..!!
نهاية العام المنصرم كشفت صحيفة "ديلي ميل" عن تقرير اعدته وكالة الاستخبارات العسكرية الفرنسية وتضمن وجود أسلحة فرنسية يستخدمها التحالف السعودي في اليمن وعلى الحدود ومنها الدبابات وأنظمة الصواريخ الموجهة بالليزر والتي تم بيعها للسعودية والإمارات وتستخدم ضد المدنيين اليمنيين..
كلُّ من تركيا وفرنسا شريكتان مع تحالف العدوان السعودي الإماراتي وأدواتهما في ارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين في اليمن ..، ومهما ذهبت كلُّ منهما في اتجاه توريط الآخر في حرب اليمن واستمرار بيعها أسلحة للتحالف العربي.. فذلك لا يعني مطلقاً أن اليمنيين اغبياء بل يدرك اليمنيون أن كلاً من تركيا وفرنسا لهما مصالحهما الخاصة واهدافهما في اليمن كما لهما في ليبيا وسوريا والعراق ولبنان ..الخ من الدول التي نرى هاتين الدولتين تتدخلان في سياسات تلك الداخلية .. والجميع يعرف طبيعة تلك الأهداف..
بيع الأسلحة الفرنسية لتحالف العدوان السعودي الإماراتي لم يتوقف رغم المطالبات التي اصدرتها العديد من المنظمات الدولية الحقوقية ومن ضمنها منظمة هيومن ووتش والعفو الدولية التي اكدت في تقاريرها استخدام تلك الأسلحة في استهداف المدنيين وارتكاب جرائم حرب..
وتركيا من جانبها أيضاً لها تدخُّل مباشر في اليمن والجميع يعرف جيداً العلاقة الوطيدة بين اخوان اليمن- التجمع اليمني للاصلاح وتركيا والتي ليس هدفها بريئاً كما قد يتصور البعض وإنما تنفيذ مخطط يديره حزب- الاصلاح لعودة العثمانيين إلى اليمن وتنفيذ مطامع اردوغان الحالم بإعادة امبراطورية اجداده في الدول العربية التي كان العثمانيون يحتلونها ومنها اليمن خلال الفترة 1583 - 1918م..
وما تقوم به ميليشيات حزب الإصلاح في تعز له ارتباط مباشر بتوجهات اردوغان بل هو المخطط نفسه المتفق بينهما منذ سنوات..!!
فرنسا وتركيا لهما اطماعهما ومصالحهما وأهدافهما الخاصة ليس في اليمن فحسب وإنما في المنطقة العربية ككل .. ورغم كل ما يقومان به إلا أن الشيء الوحيد الذي يجب أن يفهماه أن اليمن دولة حرة ذات سيادة لم ولن تكون تابعة لأية دولة في المنطقة.. وستصطدم كل اطماعهما بقوة وعنفوان رجال الرجال الذين يواصلون تسطير أروع صور الملاحم البطولية في مواجهتهم لتحالف العدوان بكل دوله وقياداته.
| 
فرنسا وتركيا في اليمن.. أطماع ستصطدم بقوة وعنفوان رجال الرجال
