م. هشام شرف * - العودة بالذاكرة إلى ما قبل فجر ثورة السادس والعشرون من سبتمبر المجيد 1962م، هي في الحقيقة عودة إلى مخاض الولادة الحقيقية للشعب اليمني في مسيرة كفاح ونضال شاقة نحو المستقبل، وعودة لثورة سبتمبرية خالدة ذات أهداف سامية على المستويين المحلي والدولي. . كان من أهداف هذه الثورة الخروج بالشعب اليمني من ظلام تخلف رهيب نحو ضؤ مستقبل مشرق يصنعه الشعب، وبناء جيش وطني قوي لحماية البلاد ومكاسبها والتحرر من الاستعمار البغيض،وغيرها من الأهداف التي حملت على عاتقها هموم كل الوطن شماله وجنوبه، بل لقد ساهم الثوار في شمال الوطن آنذاك، مع اخوتهم اللذين اتو من كل مناطق جنوب الوطن الى تعز، في دعم ثوار جنوب الوطن وقيام ثورة الرابع عشر من أكتوبر 1963م وفجرتها الشرارة الأولى من ردفان الأبية.
وما أحوجنا اليوم لتمثل تلك الأهداف وتحقيقها على أرض الواقع من جديد،ولو بحفر الاظافر على الصخور مرة اخرى،وخصوصاً في ظل الظروف الراهنة والعدوان الغاشم على بلادنا والحصار الجائر المفروض منذ 26 مارس 2015م، فثمة عدوان وحصار واحتلال لبعض أراضي وجزر وطننا الحبيب وكل هذا يحدث وعالم المصالح الدولية يتفرج.
ففي هكذا حال وهكذا ظروف ومع حلول الذكرى الــــ58 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، علينا أن نحتفل ونحي هذه المناسبة ولكن ليس في ميادين العروض فحسب، بل وفي حشد القوة والمقاتلين والمناصرين لدحر الغزاة والمحتلين من يمن الإيمان والحكمة، وهذا طبعا جنبا الى جنب جهود مصالحة شاملة تعمل على لم الشمل واعادة ترتيب وتوحيد الصفوف وتغليب المصلحة العامة على المصالح الشخصية وتفويت الفرصة على الأعداء.
نعم كان هدف الثوار قبل السادس والعشرين من سبتمبر، هو تحقيق الوحدة اليمنية أولا والوحدة العربية ثانياً وبما يجعل من اليمن بوصلة وقبلة حقيقية لكل إنجاز ونجاح باعتبارها الأصل والمنبع، وهذا يدفعنا ومن جديد لبدء مسيرة عمل وجهود جبارة ليل نهار لتحقيق تلك الأهداف السامية والعمل بروح الفريق الواحد في دحر المعتدين وتحقيق السلام لأبناء هذا الوطن المعطاء وتناسي خلافاتنا الداخلية وتضميد جروح الماضي، كون الوطن يتسع للجميع، كل اولئك اللذين يعملون لمصلحة الوطن والشعب ويتناسون الاحقاد والضغائن والمشاريع الصغيرة والخاصة، اولئك اللذين يضعون مصالح اليمن وشعبه والحفاظ على سيادته وكرامته قبل اي مصلحة او اهداف خاصه.
*عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، وزير الخارجية بحكومة الانقاذ الوطني
|