|
|
|
حاوره/نجيب شجاع الدين - أكد المناضل الأستاذ/علي السلال أن ثورة سبتمبر وأكتوبر ستظل أهم انجاز تحقق لليمن في القرن العشرين.
وتحدث نجل قائد ثورة سبتمبر وأول رئيس للجمهورية العربية اليمنية عن مذكرات والده التي لم تنشر بعد وأسباب عدم تحويل منزله الى متحف وتفاصيل تنفيذ مهمة اعتقال قائمة الـ»51« شخصاً.. إلى الحصيلة..
< بداية ما الذي تقوله عن الثورة اليمنية لتعريف الجيل الجديد بيوم السادس والعشرين من سبتمبر؟
- لاتزال الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر في كل احتفال بذكراهما تسطعان بنور انجازين كبيرين حققتهما القضاء على حكم الإمامة الرجعي المتخلف ودحر الاستعمار البريطاني البغيض.. وأن الثورة السبتمبرية في ذكرى احتفالنا بمرور 58 عاماً لاتزال نوراً وذكرى عطرة ومعجزة ثورية لاتقارن بغيرها لأنها ثورة إنسانية قبل أن تكون ثورة على نظام إمامي رجعي متخلف فقد كان الشعب اليمني في طريقه للانقراض بعد أن حُكم في عهد الإمامة ألف ومائة عام في ظل الثالوث الرهيب الجوع والفقر والمرض بالإضافة الى العزلة الرهيبة التي أغلقت عليه كل أبواب الحضارة والتطور وحولته الى خادم للحكام من الأئمة ومصدر جباية لدعم عهودها ومقاتل للدفاع عن وجودها.
أوكد لأجيالنا الجديدة أن ثورتهم السبتمبرية كانت معجزة من معجزات القرن الواحد والعشرين لأنها قامت واليمن تعيش في القرون الحجرية لا يوجد فيها معلم حضاري واحد لا طرق لا مستشفيات ولا جامعات ولا كهرباء ولا جيش حديث ولا مواصلات سوى خمس سيارات قديمة كانت مخصصة للإمام وسيوف الاسلام أولاده، وكل معلم حضاري أو شبه حضاري دمرته الحرب الظالمة تم انجازه بعد قيام الثورة السبتمبرية المعجزة وباختصار كان شعبنا في آخر عهد للإمامة يعيش في ظل موت بطيئ ينتظر ويتمنى الموت للخلاص من تلك الحياة التعيسة البائسة وما نعيشه اليوم يؤكد صدق كلامي.
< تشير بعض الكتابات والمذكرات الى أن الثورة قامت بسبب غلطة الإمام سيف الاسلام الذي أخرج السلال من السجن وعينه رئيساً لحرس ولي العهد.. هل يتعارض هذا مع الحديث عن دور والدكم ودور علي عبدالمغني.. من الذي قاد الثورة؟
- ليس هناك صلة بما ذكرته بعض الكتابات والمذكرات التي تزعم أن عزل الزعيم المرحوم عبدالله السلال من قيادة الحرس الملكي تسبب في قيام الثورة فهذا سبب تافه لا يبرر القيام بثورة فالثورة كان لها قائدها ورجالها من تنظيم الضباط الأحرار وأسبابها ذكرتها فيما سبق فالسلال قاد الثورة ومايزال قائداً للحرس الملكي وبتكليف واجماع من تنظيم الضباط الأحرار ولا يتعارض هذا مع دور الشهيد علي عبدالمغني فقد كان هو والشهيد محمد مطهر زيد من أبرز قيادات التنظيم ودورهما من أعظم الأدوار.
< كثر الحديث عن مذكرات الرئيس السلال.. لماذا لم تجد النور بعد؟
- مذكرات والدي المشير عبدالله السلال »رحمه الله« مودعة في أحد البنوك الخارجية خوفاً من ضياعها أو السطو عليها كما حصل عدة مرات لكننا لم نجد إمكانات التمويل لطبعها، وأنت وغيرك يعلمون أننا لم نجد في خزانة المرحوم -توفي في مارس 1994م- غير سبعة عشر ألف ريال من بقية مرتبه بعد أن كان قد وزع الباقي على أفراد أسرته الكبيرة ودفع الزكاة والباقي سلمناه لعمي الأكبر المرحوم محمد يحيى السلال رحمهما الله.
< ما أبرز ما ستتضمنه المذكرات؟
- فضح عهد الإمامة وما عانى منه شعبنا من الثالوث الرهيب الفقر والجهل والمرض، وتصحيح دوره الثوري رداً على الحاقدين الذين مازالوا يرددون أنه ما جاء مبنى القيادة إلا الصباح وأؤكد هنا بحكم أني شاركت ليلة الثورة أنه لولا إقدام السلال بشجاعة منقطعة النظير وسعة صدره وخبرته العسكرية والسياسية واستفادته من فشل ثورة 1948م لما نجحت الثورة ولما استمرت طيلة حكمه وهو يواجه الهجمة السعودية في 42 جبهة عسكرية حتى جاء حصار صنعاء بعد الانقلاب عليه وكان لدور زميله وصديقه الفريق حسن العمري قائد فك حصار السبعين ومن شارك معه من القوى العسكرية الشابة ومن تبقى من ضباط الثورة ورجالها والقوى الوطنية والعسكرية والمدنية وشباب المقاومة الشعبية من المشائخ وأولادهم شباب الثورة وأبناء صنعاء الأحرار، كل هؤلاء كان لهم أدوار بطولية وسطروا الملاحم الخالدة التي مكنت الثورة من الانتصار والاستمرار والتي لولا صمود المدافعين عنها سبعين يوماً لكانت الثورة بيد القوى الإمامية الرجعية وأذنابها وداعميها من القوى العربية المتخلفة.
< لماذا لم يتم تحويل منزله الى متحف؟
- رغم أن السؤال غريب حول منزل والدي لماذا لم يتم تحويله الى متحف أجيب عليك رغم أنه خلف خمسة أبناء أربعة ذكور وبنت واحدة فهو لم يترك لهم من متاع الدنيا سوى هذا المنزل و17 ألف ريال وقد نوقشت هذه الفكرة في عهد الرئيس السابق المشير علي عبدالله صالح »رحمه الله« فأبدى استعداده لشراء المنزل من أولاده وتحويله الى متحف، لكن من كان في أمانة العاصمة أيامها -عليه غضب الله- أخذ الشيك ومزقه قائلاً نحن لا نحتاج، وكان هذا الأمين حاقداً على الدنيا بأسرها حتى على نفسه.
< ما الذي ينبغي على الدولة عمله؟
- تسألني ما الذي يبقى على الدولة عمله؟ أقول لك في هذه الظروف الصعبة وقد اختلط الحابل بالنابل وأوغل المتقاتلون في سفك الدماء البريئة لم يبق لدينا سوى أمنية واحدة أن يهيئ الله الأجواء والظروف التي تؤدي الى المصالحة وأن يلهم تجار الحروب وقد كسبوا المليارات من هذه الحرب التي قتلت شعبنا ودمرت بلادنا أن يتقوا الله ويحكّموا ضمائرهم وأن يقنعوا بما قدر الله لكل فريق منهم من المناصب والكراسي ويتجهوا الى طاولة المفاوضات بنية وطنية خالصة لينقذوا هذا الشعب المسكين ويعيدوا له الأمل في الحياة فقط لأنه كما وعدناه لم يصل الى الرفاهية والعيش الكريم والتنمية والأمان والسلام.
< غالباً ما يطغى الحديث عن دور والدكم عن نضال ابنه.. أين كنت ساعة قيام الثورة وما الدور الذي اضطلعت به؟
- لم أكن أود الحديث عن دوري لأنني واجهت من الحاقدين عدة تفسيرات فبعض زملائي الذين أنكروا دوري قالوا إننا أهملنا دورك ورحّلناه لآخرين رغم علمنا أنهم لم يشاركوا في أداء واجبهم في هذا الدور المهم لأنك كنت تعمل مع والدك والآخر الذي لم يشارك ولم يكن له نصيب في الحركة الوطنية مع أن أحد أفراد أسرته شارك في أعظم عملية فدائية في تاريخ اليمن حين وجه رصاص مسدسه الى صدر الإمام أحمد مع أحد زملائه ففتح الطريق رحباً وواسعاً لثوار سبتمبر لكي ينقضوا على نظام الإمامة بكل إرثها المتخلف الرجعي القبيح لكني نزولاً عند رغبة بعض الزملاء الأوفياء والذين سمعوا عن دوري في المشاركة في الثورة ورجوني أن أرد على سؤالك والذين شاركوا معي واستشهدوا ومعظم الذين يعلمون أنني شاركت منذ اللحظة الأولى لم يعودوا موجودين ولأنني في غياب كل أولئك الشهداء ومن انتقلوا الى رحمة الله لابد أن انقل الحقيقة: كنت في تلك الليلة العظيمة انتظر أول اشارة من زميلي وصديقي الملازم الشهيد علي علاية عضو التنظيم الذي بلغني أن استعد لأداء دور مهم لم يفصح عنه وأن أقوم بعد الاشارة بتسليم نفسي للأخ المرحوم حسين الدفعي عضو التنظيم ومدير شرطة باب اليمن أيام الإمام واخو الشهيد البطل أحمد الدفعي الذي شارك في حركة 1955م واعدم بسيف الطاغية الإمام احمد، لذلك فقد سلمت نفسي للنقيب حسين الدفعي بمجرد أن استلمت الاشارة ووصلت شرطة باب اليمن الساعة الثانية عشرة وانتظرت حتى الساعة الثالثة صباحاً وأنا مع المدير نتلقى الاخبار عن طريق التلفون بقلق شديد خصوصاً بعد اشتداد المعارك بين حرس الإمام البدر ولما تأخرت المدرعة التي كنا ستنستقلها لتأدية المهمة التي بلغني أن تنظيم الضباط قد كلف باختيارنا لتنفيذ قائمة الاعتقالات بدلاً عن الملازم محمد الوسع والذي اعتذر عن المشاركة وفجأة بعد أن رد على التلفون سلمني القائمة وطلب أن أنتظر المدرعة وأنوب عنه مع الأخوة الذين سيأتون معها للتحرك لتنفيذ تكليف التنظيم لأنه مضطر للنزول الى ادارة الأمن في باب السبح وبعد دقائق من مغادرته جاءت المدرعة وعليها الأخوان الشهيدان الملازم محمد الاشموري والملازم علي الخولاني اللذان استشهدا فيما بعد في معارك الدفاع عن الثور وهما من ضباط كلية الطيران وحملا معهما صورة من نفس القائمة وتحركنا فوراً لتنفيذ المهمة وتمكنا من اعتقال كل من شملتهم القائمة وعددهم واحد وخمسون شخصاً وسلمناهم لقيادة الثورة في مبنى الكلية الحربية فانتهت مهمتنا وذهبنا بعد ذلك لمطاردة الإمام البدر لكنه فرَّ الى السعودية، وكنت قد تلقيت مكالمة وأنا في شرطة باب اليمن الساعة الواحدة صباحاً من زميلي الملازم علي علاية بضرورة النزول الى ادارة الأمن العام باب السباح لمعاونته في أمر مهم فاستأذنت النقيب حسين الدفعي فأذن لي شرط أن أعود بسرعة فأخذت السيكل الذي أعطي لي أيام كنت أعمل في دائرة الأمن مديراً لمكتبه وعند وصوله اكتشفت أن هناك مشكلة كبيرة حدثت بين عضو التنظيم الشهيد علي علاية لكن أحد الضباط الذين اتصل بهم الإمام البدر قد بدأ بنصب رشاش متوسط في سطح إدارة الأمن لمقاومة الثوار ومنع فتح مخزن السلاح الذي كان مكلفاً الشهيد علاية بفتحه وتسليح كل من يرغب في التعاون مع الثورة فأخذنا هذا الضابط أنا وزميلي علي علاية وأفهمناه أن الثورة قد قامت وهي تملك كل الأمكانات العسكرية لنجاحها وردع كل من يحاول مقاومتها وأننا مكلفون من التنظيم بقتل كل من يحاول مقاومتها أو منع أحد من المكلفين من الضباط المنتمين للتنظيم أن نقتله وهددناه بالمسدس بعد أن رجوناه وذكَّرناه أنه ضابط مثقف وثائر ولا يصح أن ينقلب على الثورة لمجرد اتصال من إنسان لا يملك الدفاع عن نفسه وأن الأحسن له أن يغض الطرف ويحملنا نحن المسئولية إذا ما انتصر الإمام فأذعن أمام إصرارنا وقمنا بفتح المخزن بعد مبادرة الكثير من ضباط الشرطة وسلحناهم بالمسدسات لضباط الدفعة الثانية وسحبنا الرشاش من سطح المبنى وأعدناه الى مخزن السلاح بالادارة وعدت فوراً الى ادارة باب اليمن وكررنا الاتصالات برئيس لجنة عمليات الثورة المقدم عبدالله جزيلان فجاءت المدرعة وبالنسبة لمهمة اعتقال من شملتهم وعددهم واحد وخمسون شخصاً هذه العملية سأذكرها بالتفصيل في مذكراتي.
< هل نحن بحاجة اليوم الى استراتيجية وطنية تعني بتعريف الأجيال بالثورة؟
- نعم نحن بحاجة الى استراتيجية ليس لتعريف الجيل بالثورة فحسب بل نحن في أمس الحاجة الى تعريف المشائخ والقبائل الذين انقلبوا على الثورة واستعادوا حكم الإمامة من جديد وكان سؤالك هذا من أهم الأسئلة لأن معظم ضباط الثورة كانوا مع هذا السؤال حتى تتمكن الثورة من ترسيخ أقدامها وحشد كل أبناء الشعب للدفاع عنها لكن ما واجهته الثورة من عدوان شرس من القوى الملكية وأذناب الإمامة وكانوا كُِثراً والدعم العسكري والمادي السخي الذي قدمته السعودية وبعض البلدان كإيران والأردن واسرائيل أطال الحرب بين الجمهورية والملكية لمدة ثمان سنوات ولم تتوقف إلا بالمصالحة بعد أن تلقت تلك القوى وداعمها في حصار السبعين هزيمة نكراء فتوافرت القناعة بأنها قد خسرت الحرب فاستجابت للمصالحة، وتسببت هذه الحرب الظالمة في ايقاف تلك الاستراتيجية وانشغال رجال الثورة بقضية الدفاع عنها مما اعطى الفرصة لتمكين القوى الإمامية من تضليل المشائخ والقبائل بأن الثورة ستأخذ نساءهم وتستحل حرماتهم وأن المصريين ما جاءوا إلا لاستعمار اليمن كخطوة أولى ثم الهجوم على السعودية وكل الأنظمة الملكية واسقاطها واستعمار شعوبها، وهذا ما جرى بعد مضي خمسين عاماً من العهد الجمهوري بسبب عدم وجود استراتيجية للتعريف بالثورة أما بالنسبة للشباب فإن التعليم والابتعاث الى الخارج وفهمهم للأوضاع في عهود الإمامة من خلال قراءة الكتب وسماع أجهزه الاعلام الجمهورية وما لمسوه من فرق شاسع بين أوضاع بلادهم والتخلف والعزلة الرهيبة التي عاشوها مع آبائهم وبين أوضاع العالم المتقدم جعلهم محصنين من التضليل الديني واصبحوا بعكس المشائخ والقبائل التي ضللت بسهولة مع دخول الأموال الى جيوبهم فتمسكوا بالثورة والنظام الجمهوري بدليل مقاومتهم لكل ما يمسها من قريب أو بعيد فهم يشاركون في الاحتفالات بذكرى ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين ولايزال تمسكهم بالوحدة اليمنية كعقيدة وطنية لن يتنازلوا عنها مهما كانت المغريات.
الزعيم عبدالله السلال هو قائد الثورة بدون منازع ولا يمكن انكار دوره البطولي وثباته في أصعب الظروف وأشد المحن وشدة الأوضاع فقد قاد الثورة لمدة خمس سنوات ورفض التفريط بمبادئها وأعز مكاسبها النظام الجمهوري رغم دعوة بعض القيادات الجمهوريين الى حل وسط من دعاة الدولة الاسلامية ورغم اختلافه مع من نافسوه على الرئاسة وحقدوا عليه لأنه كان أول رئيس للجمهورية العربية اليمنية ولأنه الوحيد الذي أقدم على قيادة الثورة في أصعب الظروف وأقساها، أما أنا فقد كنت ضابطاً للشرطة وآخر منصب لي مدير شرطة رداع وبعدها انضممت الى القوات المسلحة بشهادة مدرسة الأسلحة التي التحقت بها وزملائي الملازم احمد الرحومي والملازم صالح الاشول والملازم محمد مرغم وقد خضت بعد قيام الثورة معارك في عشرين جبهة ذكرتها بالتفصيل في مذكراتي وفي الندوات التي شاركت فيها في مركز الدراسات وفي دائرة التوجيه المعنوي والتي شارك فيها معظم ضباط الثورة ومن شاركوا في الدفاع عن الثورة والجمهورية، وكلما كان والدي وهو قائد أعلى للقوات المسلحة يكلفني بالخروج في معركة أخرى بعد عودتي من معركة كنت قد أنهيت مهمتي فيها وعدت فرحاً لرؤية أولادي وزوجتي وأفراد أسرتي يجيب على اِنْسَ أنك ابن رئيس الجمهورية فأنت ضابط في الجيش ولديك مهام لابد أن تؤديها.
< انتصرت الثورة على أعدائها في الداخل.. ماذا عن الخارج؟
- مع الأسف الشديد فقد كان أعداء الثورة في الداخل أخطر من أعدائها في الخارج لأن بعض القوى الجمهورية انحرفت وتحولت الى قوى ثالثة بقيادة المرحوم ابراهيم بن علي الوزير تطالب بالدولة الاسلامية بدلاً عن الجمهورية العربية الاسلامية وهذه المجموعة غادرت أرض الوطن الى السعودية ولم يعد بعضها إلا بعد المصالحة بالاضافة الى وجود مجموعة من القوى الوطنية كانت تطالب بخروج القوات المصرية يتزعمها بعض المشائخ المتواصلين مع السعودية، ومع الأسف الشديد تحول أبو الأحرار الاستاذ الثائر الشهيد محمد محمود الزبيري الى معارض بدفع من بعض قيادات الاخوان المسلمين في بداية نشوء الجماعة وفي مقدمتهم عبدالمجيد الزنداني وعبدالملك الطيب واللذان قادا المناضل والثائر الكبير الى حتفه وهو خارج من ذو محمد وذو حسين الى مؤتمر خمر والقصة معروفة بعد لجأ الزبيري في معارضته باسم حقن الدماء والمصالحة بين الأطراف اليمنية الى اقامة عدة مؤتمرات مؤتمر عمران ومؤتمر خمر رغم نصيحة والدي رحمه الله بأن بيت حميد الدين يستهدفونه أكثر من أي زعيم أو مناضل آخر لأنه يملك الحجة الدينية عليهم ويؤثر في القبائل أكثر منهم وهذا ما يجعلهم يحاولون اغتياله بكل الوسائل والطرق ورغم أنه كان جمهورياً وثورياً لم يفرط بمبادئ الثورة أو يتنازل عن النظام الجمهوري أو يساوم عليهما فقد تمكن محمد بن الحسين من اغتياله بواسطة مجموعة من القبائل أُلقي القبض عليهم وتمكنوا من الهرب من حصن مهلهل في حاشد، بالاضافة الى المنافسة الشديدة على كرسي الرئاسة الذي يقوده القاضي عبدالرحمن الإرياني من اللحظة الأولى لقيام الثورة فقد ارسل مندوبين عن مجموعة تعز ليقترحوا الإرياني رئيساً للجمهورية لكن ضباط الثورة أجمعوا على تولّي المشير عبدالله السلال بحكم أن الثورة تواجه هجوماً عدوانياً شرساً مدعوماً من السعودية وإيران والأردن واسرائيل، كل تلك المشاكل التي واجهتها الثورة من الداخل اضعفت قوتها وشتتت قواها الوطنية وأوصلتها الى ما نحن عليه اليوم، أما العدو الخارجي فلا تحدّث لو كتبت مجلدات فلن تكفي فقد كان العدوان السعودي بحجة دعم القوى الإمامية أشد مما هو اليوم بحجة استعادة الدولة والنظام الجمهوري، وأنا واثق أن تطويل الحرب وخطة تقاتل اليمنيين فيما بينهم هو تمهيد لتدميرها واضعافها ورغبة مؤكدة من السعودية وحليفتها الامارات لاسقاط النظام الجمهوري واستبداله بنظام ملكي يوافق على تمزيق اليمن من جديد الى شمال وجنوب تحت السيطرة الكاملة للسعودية وجزء منه للإمارات وإلا لماذا طالت الحرب بهذه البشاعة وقتل ابناء الشعب اليمني وتدمير ما تبقى من انجازات الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.
< ما أبرز التحديات الراهنة التي تواجه الثورة اليمنية؟
- أبرز التحديات التي تواجهها الثورة تدمير اليمن والقضاء على مؤسساته الادارية والدستورية والدينية وإثارة وتكريس النعرات الطائفية والسلالية وغيرها من القيم والاعراف القبلية ومزيداً من سفك دماء الأبرياء والقضاء على القوات المسلحة التي بنتها الثورة للدفاع عنها وعن مبادئها وأهدافها.
< هل حققت الثورة أهدافها.. وهل صحيح أن من صاغها ضباط مصريون؟
- أكبر منجزات الثورة وأهدافها القضاء على الإمامة والاستعمار واقامة مؤسسات حكومية مدنية وجيش وطني قوي ونظام قائم على المساواة والعدالة بين المواطنين ونبذ الطائفية والمذهبية والسلالية وإقامة مجتمع آمن كان المواطن فيه يتمتع بالحرية والديمقراطية والمساواة، وكانت بقية الأهداف التي لم تستكمل في طريقها الى التحقق، أما أن الأهداف قد صاغها ضباط مصريون فهذا الكلام ليس له أصل وهو أشبه بالاشاعات المغرضة حقداً على الثورة ودور مصر العروبة الذي لا ينكره إلا مكابر ودور ضباط الثورة الذين حملوا رؤوسهم على أكفهم وخرجوا لينقذوا شعبهم من حكم إمامي متخلف رجعي كان يعيش في العصر الحجري الذي لم يبق شعب من شعوب الأرض حتى في افريقيا مثله.
< ما السبل الممكنة لتعزيز مسيرة الثورة في ظل تفاقم الصراع الراهن.. وكيف تقيم سلوك الأحزاب تجاه الثورة؟
- ليس هناك من وسيلة لتعزيز مسيرة الثورة في ظل تفاقم الصراع إلا التمسك بها وبأهدافها كما يسلك المؤتمر الشعبي العام الموجود في صنعاء أما بقية الأحزاب فإن لها أهدافها ومبادئها ومنهجها باستثناء الحزبين الاشتراكي والناصريين الحقيقيين.
|
|
|
|
|
|
|
|
|
تعليق |
إرسل الخبر |
إطبع الخبر |
معجب بهذا الخبر |
انشر في فيسبوك |
انشر في تويتر |
|
|
|
|