د. عبدالوهاب الروحاني - لا نطرب لسبتمبر اعتباطاً..
ولا نبتسم ليومه ترفاً..
لاننا في ظرف ومكان لا يسمح لنا بالابتسام، ولا امكانية فيه للترف واقامة الاعراس والاحتفالات الباذخة لأجله..
ذلك لان الناس مشغولون بالبحث عن لقمة عيش اطفالهم والتجديف لالتقاط الانفاس وانقاذ ما تبقى من حياة..
من هنا، عندما نطرب ونغني لسبتمبر، انما نطرب بوجداننا، ونغني بمشاعرنا لنحاول ان نفيه حقه.. وذلك ليس بكثير على اي يمني يعشق الحرية والامان.
في سبتمبر نستلهم الحروف ونصوغ الكلمات لنمجد يومه ونحيي ذكراه، لانه فعل لنا الكثير رغم الامراض التي نخرت في عوده، والنتوءات التي علقت ببعض مخلفات الزمن العتيق..
* تجاوز اليمنيون بسبتمبر تاريخا من ظلام لم يسبقهم اليه بشر..
وبفضله كسر اليمنيون الابواب المغلقة، وانفتحوا على عالمٍ وعصرٍ هو عالمهم وعصرهم، لكنهم لم يكونوا يدركونه..
* سبتمبر جلب معه لليمنيين الحرية والامان.. ومنع التمييز وألغى الفوارق، وساوى بين الناس..
* قنن الحياة.. بعد ان كان كل شيء فيها مرهوناً بكلمة من إمام حاكم فرد يعتبر نفسه وكيلاً لله في أرضه وسماه..
* منع سبتمبر اذلال الناس وتركيعهم ومصادرة وجباية اموالهم بالباطل.. وكسر القيود التي كانت تكبل حركة المواطن وتمنع انتاجه وتفوقه وابداعه.
* بفضل سبتمبر فُتحت المدارس (وظلت الكتاتيب لمن أراد)، وتعلم الصغير والكبير.. تعلمت المرأة التي كان تعليمها عند "القبيلي" جريمة شرف، وخرقاً للعادة، وتفريطاً بالشهامة والكرامة، وخروجاً على العادات والتقاليد..!!
* في ظل سبتمبر تعلمنا وتعلم شبابنا، وتجاوزنا الاعتماد على اطباء ومهندسين روس، وصينيين، وطليان، وفرنسيين، وانجليز، وصار منا الطبيب والمهندس، والطيار، وعالم الاثار، والذرة، والنانو..
* بدلاً عن الطبيبة الفرنسية كلودي فايان، والطبيب الانجليزي وليام، صار لنا اطباؤنا اروى، وعدنان، وعبدالكريم في صنعاء، وسالم العرابي ويونس انيس في عدن، وشاهر سعيد في تعز، ويحيى فتيني، وشوعي حزام في الحديدة وحجة.. وبدلا عن الروسي ايفان جين والايطالي ماريو اصبح لدينا آلاف الاطباء والطيارين والمهندسين والآثاريين.
* انفتحنا على العالم وتشاركنا معه الحدث والفكرة.. واصبحنا بفضل سبتمبر نتحدث لغة العصر.. ونزاحم في هذا العالم الواسع لنكون جزءاً من حركته وتفاعلاته..
تلك كانت نقاط الاضاءة ومشاعل التنوير التي حملتها ثورتنا اليمنية (سبتمبر/أكتوبر)، التي كلما مر بنا طيفها نقف اجلالاً لعظمة رجالها ولعظيم تاريخها وجميل صنعها.
حينما نرى البسطاء من ابناء شعبنا متعلمين وعلى وعي بالحياة وتفاعلاتها.. نحمد الله الى سبتمبر الفكرة والمنهج ومشاعل التنوير فيه..
كل عام وسبتمبر حياً يعيش بيننا..
كل سبتمبر وشعبنا بسلام.. بلا حرب ولا نار ولا دخان..
كل عام ونحن بأمان وحرية وعدالة ومساواة..
كل سبتمبر وانتم تصفقون لسبتمبر..
وكل عام وأنتم جمهوريون..
|