محمد اللوزي - له رونقه وجماله وعطاؤه، أتى من حلم الملايين، من تطلعاتهم لغد مشرق، من آهاتهم التي اشعلت في حناياهم قوة التحدي والصبر وعظمة الانتصار. هذا هو 26 سبتمبر، شكل وطنا آخر وانتماء الى الحياة، من روعته صدحت الأرض، وأطلق الشعراء قصائدهم، وغنى أهل الغناء بما يجيش في قلوب الملايين. سبتمبر 1962م غير، فيه تجليات مدهشة، وعظمة شعب انتزع حقوقه واطلق للحياة العنان فسالت أودية وشعاب بالخير العميم. صحيح أن ثمة نتوءات واحتقانات وُجدت في طريقه، لكنه كان أكبر من كل تلك المؤامرات، ومايخوض فيه الخائضون. ورغم أن ثمة سلبياً قد جاء متسللا، وحاول النأي بالثورة عن موقعها الذي يجب أن تكون فيه، ووجد مفسدون وثلة انتفاعيون، وقوى لم تكن تعير البناء والتنمية والتقدم معنى، وحاولت ان تهزم الطموحات الملايينية، وأن تعكر العيش والتطلع الى الأمام. ولكن جذوة سبتمبر كانت غير، فلم تقبل بقوى الانتفاعيين ومن صنعوا لهم عوالم خارج النسق الثوري، واهتموا بالقصور والفلل وأشياء اخرى خارج الحقل والمدرسة والمستشفى والبناء والإعمار. لذلك أصيبوا بخيبة أمل، وبفقدانهم قوة الإيمان وتعثرهم عند خروجهم عن جادة الطريق.
اليوم 26سبتمبر ندرك معناه وجسامة تضحيات الشرفاء من القوى الوطنية، وندرك ماذا يعني الغد بالنسبة لنا وهو نسيج ثورة ورياح تغيير وقوة تطلع الى الأمام.. إنه سبتمبر المجد ثورة على التخلف والرجعية والاستعمار، وموطن عز وفخار وسلم مجد، وتحقيق وحدة وطنية.. هكذا نرى إليه ونشعر بأهمية زخم المعنى والحضور في مستوى العصر.. أيلول أيها المتوثب النقي نقاء الفجر، لكم مرت من القوى الانتهازية والقوى الوصولية وتعثرت لأنك راسخ في وجدان الملايين التي تحرسك تضع التمائم لك، وتدعو الله ان ينتصر الحب والسلام والخير، ويسود الوطن نقاء الثورة وصدق الذين عاهدوا الله على المضي بلامواربة الى ماهو إنساني خلاق.. سبتمبر المجد دمت بهياً نقياً شفافاً رائعاً كنقاء الفجر الضحوك وزغاريد الافراح التي تسكن قلب كل حر.
|