جمال الورد - في مثل هذا اليوم 28 سبتمبر 1970م، ترجل الفارس عن صهوة جواده بعد أن طاف البلاد العربية مجاهداً في سبيل عزتها، منادياً بوحدتها وضرورة إستنهاض همتها ليعود مجدها التليد، ترجل الفارس بعد عقد ونيف من القيادة الفذة والكفاح المتواصل حالماً بتحرر الإنسان العربي مؤمنا بأن الإنسان أكبر المكاسب الحقيقية كثروة فكرية قومية تصد كل المؤامرات المحاكة ضد أمتنا العربية.
رحل جمال عبدالناصر وفي قلبه غصة من الخيبات والخيانات التي تعرض لها ممن أراد لهم العزة ولأمتهم الصدارة، رحل ورغم كل شيء كان وضع العروبة حينها أفضل حالاً مما هي عليه اليوم، كان قد أسس بنية فكرية وحدوية عروبية اشتراكية ، كان يعتقد أن تابعيه فعلا مؤمنون بالقيم والمبادئ التي ناضل وكافح في سبيلها، رحل ولله الحمد أن خيباته في ذلك الوقت أقل وأخف مما لو كانت عليه اليوم.
أتدري أيها الزعيم الخالد أن من يدعون المضي على نهجك ارتموا في حضن الرجعية وأي رجعية إنها رجعية ممالك ومشيخيات الصحراء الخليجية.
هل تعلم يا جمال إن أنظمتنا العربية باتت تشعر بالفخر لتمزقها وعمالتها، بل ويعمل الحكام بكل الطرق والدسائس للإيغال في دم أخيه العربي، وفي تدمير كلٍّ للآخر.
هل من العار أن نخبرك يا جمال أن فلسطين لم تتحرر بعد، وأننا نعيش واقع التشفي لما يجري فيها، لقد صار جهاد العرب في سورية وضد بغداد وحلقت طائراتهم فوق صنعاء، لقد مزقوا ليبيا واغتالوا معمر ويتآمرون على بلد المليون شهيد.
دعني أزيدك أن مقولتك الشهيرة " ما أخذ بالقوة لن يسترد الا بالقوة " ، صار يصنفها الاعراب إرهابا والبعض يقول إنها دعوة ترفض التعايش مع الأخر، أتدري من الآخر انها "اسرائيل" ؟!
نعم .. إسرائيل التي يتودد لها العرب ويرسلون الهدايا بل ويتسابقون في أن يكون كلٌّ منهم مجرد جندي مأمور لديها يصوب سلاحه ضد أخيه العربي لتبقى اسرائيل آمنة والقدس تبكي!!
يا جمال.. إن اليمن التي طالما فاخرت بشجاعة شبابها الثائر، وأرسلت جيشك لمساندة سبتمبرها الخالد، ترزح تحت نير العدوان والاحتراب الممول خارجياً.
أتعرف ما أكبر مهازلنا أيها الخالد للأبد أن الرجعيين والعملاء بمختلف مموليهم أصبحوا يقودون العرب، لكنها ليست مثل قياداتك فهناك فرق بين القائد والقواد.
هناك فرق بالعربي الأصيل والخانع العميل ، وهناك فرق بين مبادئ عبدالناصر والناصريين اليوم من بعده إلا من رحم ربي . . وهناك فرق بين شعوب عربية حرة متعطشة للحرية في زمانك وبين شعوب متعطشة للعبودية والتبعية والعمالة اليوم .
وهناك فرق بين قيادات تدفع الغالي والنفيس لأجل حريتها ومواقفها ، وبين قيادات تدفع المليارات لتحظى ببسمة ترامب ومصافحة نيتنياهو وغمزة إيفانكا.
|