راسل القرشي - لم تكن معظم الشعوب العربية في تونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن بحاجة لمعرفة طبيعة المراسلات المتعلقة بالفوضى العربية في العام 2011م بين إدارة الرئيس الأمريكي اوباما والإخوان المسلمين في تلك البلدان ، والتي أمر الرئيس الأمريكي ترامب مؤخراً برفع السرية عنها .. كون مجمل الأحداث التي وقعت ومن خلال التحليل للواقع آنذاك تؤكد الارتباط الأمريكي بها لا سيما وإدارة أوباما كانت تعمل على مساندة رموزها الإخوانجية في تلك الأعمال الفوضوية سياسياً وإعلامياً..؛ ولهذا جاءت تلك الرسائل كتحصيل حاصل لتكشف الحقيقة بوضوح ، والتي غابت عن فئة الشباب الذين تم استغلالهم لتأدية تلك المهمة الفوضوية دون علم منهم بخفايا ما تم طبخه وما يدار في الغرف المغلقة بين الولايات المتحدة وبريطانيا والعدو الصهيوني وأدواتها التي تمثلت بتركيا وبعض الدول الخليجية والإخوان المسلمين..!!
جاءت مراسلات هيلاري كلينتون وزيرة خارجية اوباما لتضع النقاط على الحروف وتكشف لمن غاب عنه الوعي آنذاك حقيقة تلك الثورات الفوضوية التي قادت البلدان العربية المذكورة لاسيما سوريا وليبيا واليمن إلى ماهي عليه اليوم من حروب وصراعات وفوضى وتدمير وعدوان وكله بفضل الإخوان وداعميهم الذين غاب عن تفكيرهم أيضاً أن الإدارة الأمريكية لم تسعَ إلى وصولهم للسلطة بقدر ما كانت تهدف إلى استخدامهم لإثارة الحروب والصراعات واشعال الحرائق بين شعوبهم وإبقاء بلدانهم تموج بالفوضى والدمار خدمة للكيان الصهيوني وخططه التوسعية وهيمنته على المنطقة بسهولة ويسر..!
في اليمن كما في تونس وسوريا ومصر وليبيا عمل الإخوان المسلمون على السيطرة التامة على المشهد الثوري لما اسميت بثورات "الربيع العربي" حتى انهم ناصبوا الآخرين من التيارات الأخرى العداء وسيطروا كلياً على المشهد وليس عنا ببعيد ما مارسوه في اليمن تجاه المنتمين للتيارات الأخرى من تعذيب وإخفاء وتهديد ووعيد ، وكيف وظفت "الثائرة" توكل كرمان الحائزة على "جائزة نوبل للسلام" تلك المشاهد الثورية تنفيذاً للمهمة التي اوكلت إليها ومعها رموز حزبها الذين وضعهم بريد وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون في مواقع محرجة وعصيبة اليوم بكشفها للعلاقة الوثيقة التي ربطتهم والإدارة الأمريكية في هذه المهمة التخريبية الفوضوية التدميرية..
هكذا اختارت توكل كرمان وقيادات حزبها السقوط في وحل العمالة والخيانة والارتزاق لصالح تنفيذ الأجندة الأمريكية الصهيونية سعياً وهدفاً لوصولهم إلى السلطة دون خجل..!!
أضاعوا وطناً وشعباً واضاعوا انفسهم نتيجة الأحقاد والكراهية التي تسيّدت قلوبهم ونتيجة خصومتهم مع الآخر المختلف والتي وصلت حد الفجور..!
هذه هي وجوههم التي نراها اليوم مليئة بالخزي والعار بعد أن فضحتهم الإدارة الأمريكية التي جندتهم لتأدية وتنفيذ هذا الدور .. وجوه لم تجلب لليمن واليمنيين سوى الدمار وإعلاء النعرات الطائفية والمذهبية بين أبناء الشعب والوطن الواحد ونراها اليوم تواصل تأدية الدور وتنفيذ المهمة دون حياء..!!
ماذا بقي أمام توكل وقادة التجمع اليمني للاصلاح ومن التف معهم؟!
فرطوا في كل شيء .. دمروا النسيج الاجتماعي اليمني والوطن الكبير وارتهنوا للخارج وباعوا الوطن إرضاء لأوباما وهيلاري كلينتون وبني صهيون من أجل تحقيق حلمهم في السيطرة والهيمنة على الحكم في اليمن؟!
هذه هي النهاية الوخيمة التي اختاروها لأنفسهم..
النهاية التي ستُحفظ في ذاكرة الأجيال وتدّون في كتب التاريخ لا محالة!!
|